دور العلم والتقانة في التصنيع والنمو الاقتصادي لدى دول أمريكا اللاتينية
1998 تقرير1996 عن العلم في العالم
KFAS
دور العلم والتقانة التصنيع والنمو الاقتصادي دول أمريكا اللاتينية العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
تختلف البلدان الصناعية عن البلدان النامية في طاقاتها لتوليد معارف جديدة وفي قدرتها على تطبيقها.
وفي معظم دول أمريكا اللاتينية فإن الطاقة المحدودة لقطاع العلم والتقانة في توليد معارف جديدة وتطبيقها في القطاع الصناعي، كل ذلك من شأنه إبقاء البنية التحتية الصناعية عتيقة الطراز.
كما أن هذا يفسر القدرة التنافسية الضعيفة للمشروعات، وخسارة اقتصاداتها المتزايدة فيما يتعلق بحصة أسواقها في التجارة الدولية، واعتمادها المتعاظم على الدول الصناعية.
هذا وقد تمخض عن التقدم السريع في تقانات الإنتاج، وعن الظروف الجديدة للتنافس التي تهيمن على التجارة الدولية، تآكل سريع للميزات النسبية التي تتمتع بها دول أمريكا اللاتينية، وهي الميزات التي تستند إلى وفرة الموارد الطبيعية ورخص اليد العاملة.
ويكمن التحدي هنا في الحصول على إنتاج متخصص مبني على إيجاد وتعزيز ميزات نسبية جديدة ناتجة من توليد وتطبيق إنجازات جديدة للعلم والتقانة من خلال البحث والتطوير.
وتحتاج دول أمريكا اللاتينية إلى تعزيز تخصيص البحث والتطوير كي يبلغا ذلك المستوى من التجديد الضروري للحفاظ على مستويات التنافس التي تتطلبها الأسواق العالمية.
وعلى الرغم من وضوح حقيقية بلوغ قطاع العلم والتقانة مستوى لا بأس به في كثير من دول المنطقة (الجدول 1)، فإنه من الصحيح أيضًا أن معظم النشاطات البحثية ليس لها علاقة بقطاع الإنتاج. زد على ذلك أنه بات معروفًا أنه لا يوجد إلا للقليل جدًا من المشروعات أقسام خاصة بها للبحث والتطوير أُعِدَّتْ لتلبية الحاجة إلى التحديث التقاني.
ومع ذلك فمن الإنصاف أن نقول، استنادًا إلى ما تؤكده نتائج ناجحة معينة، إنه بذلت في السنوات الأخيرة جهود جادة لتعزيزي التنسيق بين العلم والتقانة من جهة والصناعة من جهة أخرى، وذلك على المستويين الوطني والإقليمي.
إن الافتقار إلى اعتمادات البحث والتطوير في معظم مشروعات المنطقة يؤدي إلى الحد من انتشار التقانات ومن قدرة المشروعات على امتصاصها.
وتأسيس قسم للبحث والتطوير في شركة يعطيها الفرصة لصياغة حاجاتها فيما يتعلق بالبحوث. إن البحث والتطوير متطلبان أساسيات لبلوغ مستوياتٍ تنافسيةٍ لازمةٍ للمشاركة في أكثر السلع رواجًا في التجارة الدولية. وهي تلك المرتبطة بالتقانة الفائقة.
وفي هذا الصدد يذكر شيزنيس (1990) أنَّ التجديد إنَّ هو إلا نتيجة عملية طويلة ومعقدة من تراكم المعارف التقانية، وأنَّ طاقة مشروع في استيعاب معرفة علمية تتوقف على ما إذا كان قد شارك في إنتاج معرفة في مجالات مماثلة.
وفي ضوء الصعوبة في إقامة مرافق داخلية للبحث والتطوير بسبب الافتقار إلى الحوافز، والنقص في الطواقم المدربة، فإن الشركات تنصح بتأسيس آليات للتعاون بين الصناعة والبحث يمكنها، في الوقت الحاضر على الأقل، أن تلبي الطلبات المرجوة من البحث والتطوير في عملية الابتكار والتجديد.
ولهذا الغرض فقد يلزم أن يكون القطاع الصناعي قريبًا من المراكز البحثية، وأن يقيم قطاع العلم والتقانة بُنىً تسمح له بمراقبة مشكلات الصناعة وحاجاتها.
وبغية بناء اقتصادات عمادها المعرفة المكثفة، على النحو الذي اقترحته المنظمة OECD (1992(، فإن المنظمات الدولية المسؤولة عن البحث والتطوير، وكذلك مؤسسات البحث والتطوير الوطنية، ومؤسسات البحث والتطوير الصناعية، والمعاهد التربوية والتدريبية، ومراكز التصميم الهندسي، يجب عليها جميعًا أن تسهم في تأسيس أنظمة وطنية هدفها تعزيز التعاون بين العوامل المختلفة المرتبطة بعملية الإبداع والتجديد.
ويجب أيضًا على هذه الأنظمة أن تشجع عقد تحالفات استراتيجية مع المشروعات المتعددة الجنسية التي ترغب بالإسهام في الموارد المالية والتقانية، وكذلك في تأمين الوصول إلى الأسواق الدولية.
وبهذه الطريقة فإن الطاقة الدنيا للبحث والتطوير اللازمة لنقل وتبني التقانات تغدو موجودة مما يسهل إمكان الوصول إلى الشبكات العالمية للتعاون التقني والإدارة الحديثة ونظم إدارة الإنتاج.
وكما يذكر كوينان (1994)، فإن مستقبل اقتصادي أمريكا اللاتينية يعتمد على قدرته التنافسية مع الاقتصادات الأكثر انتشارًا في السوق العالمية.
لذا فلا بد من إجراء تعديلات متواصلة على جودة المنتجات التي تخصصت فيها للحفاظ على الميزات التنافسية التي تنجم في أغلبها عن الابتكارات والتجديدات التقانية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]