العقبات التي واجهتها أوروبا الوسطى نتيجة عملية التحول
1998 تقرير1996 عن العلم في العالم
KFAS
أوروبا الوسطى التحول العلمي العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
بداية، لعل من المناسب التساؤل عن مدى فعالية التحول في المرحلة الأولى خلال السنوات 89– 1995.
إن الإنجازات في أوروبا الوسطى خلال هذه الفترة كانت كبيرة جدًا. ويذهب تفسير تفاؤلي إلى أن المنطقة تعدت نقطة العودة إلى الأنظمة السابقة.
وعلى الرغم من ذلك، ومهما يكن تفسير الأمر، لا بد لنا من الاعتراف بأن عملية خلق النموذج الجديد كانت أقل تسارعًا وأدنى كفاءةً مما وفرته ظروف الفرصة التاريخية.
وبكل بساطة، فإن العوائق على طريق المستقبل أثبتت بأنها أكبر عددًا وأكثر تأثيرًا مما كان يعتقد في بداية الأمر.
تمثلت بداية العقبات في وجود اشتراكية حقيقية وعلى المستويين النفسي (الذهني) والمادي على حدٍ سواء.
وبشكل عام، إلى حد ما، يمكننا القول إن مجال العلوم في دول أوروبا الوسطى كان بشكل مباشر وغير مباشر يخضع لقانون العرض والطلب فيما يتعلق بالصناعة العسكرية المعقدة في إمبراطورية الاتحاد السوڤييتي.
وبنظرة موضوعية، وفي ضوء الرؤى البعيدة المدى، لم يكن هذا العامل عاملاً سلبيًا في جميع الحالات.
وتمثلت العقبة الثانية في عدم كفاءة هيكلية المؤسسات الحكومية سواء منها الأنظمة القديمة– الحديثة أو الأنظمة الحديثة- القديمة، إذ لم يكن بمقدور هذه الأنظمة استيعاب التخطيط الاستراتيجي البعيد المدى فيما يتعلق بتطور العلم في أوروبا الوسطى.
وبذلك لم تتطور رؤية متسقة لسياسة علمية أو صناعية. ولم تُنفذ أية سياسة بهذا الخصوص. إن الهيكل الحكومي لم يتمكن من مقاومة نوعين من الضغط أديا إلى شلل القدرة على تصميم السياسات المناسبة:
– الضغط الشعبي الذي دفع الموقع المعنوي والمادي للعلماء إلى مستوى قل أن وصلت إليه أوروبا الوسطى في تاريخها.
– الرؤية السطحية للمنظِّرين الليبراليين (المتحررين) الجدد، والتي عززت مفهومًا خاطئًا مفاده أن قوى السوق وحدها كفيلة بخلق نموذج جديد للعلوم، مما يناقض الأُسس النظرية والتجربة العملية لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).
أما العائق الرئيسي الثالث فتمثل في قصور الاستراتيجية والرؤية الشمولية من جانب معظم مؤسسات أوروبا الغربية، السياسية منها والاقتصادية على حدٍ سواء، والتي لم تكن قادرة على تشجيع تصميم وتنفيذ نموذج جديد للعلوم في أوروبا الوسطى.
لكن هذا لا يعني، في المقابل، إنقاصًا من شأن النشاطات الواسعة للعديد من المنظمات والمعاهد الدولية، والتي أثبتت أن مساهماتها شكلت قوة دفع إيجابية للتحول العلمي في أُفق دول أوروبا الوسطى.
لكن، ودون ريب، طغت السياسات القصيرة المدى في هذه النشاطات على برامج التخطيط الاستراتيجي البعيد المدى.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]