عوامل وأبعاد التحول في مجال التعليم العالي في أوروبا الوسطى
1998 تقرير1996 عن العلم في العالم
KFAS
أوروبا الوسطى مجال التعليم العالي العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
كان التحول في مجال التعليم العالي في أوروبا الوسطى خلال الفترة 89– 1995 تحولاً بطيئاً وأقل كفاءة من التوقعات الأولية. وقد يكون ذلك بسبب عوامل ثلاثة:
– عدم قيام النخبة السياسية والحكومات بوضع التعليم العالي في سلم أولوياتها.
– مناخ اقتصادي معطِّل لموارد مالية متقلصة.
– تنام زائد لقوة المؤسسات الجماعية، من مثل مجالس الجامعات والمجالس المنتخبة ومجالس أعضاء هيئات التدريس. وبشكل عملي، تعمل هذه المؤسسات على تقليص قوة اتخاذ القرار بوساطة رؤساء الجامعات والعمداء فيها إلى مستوى يقل عن الحد الأدنى المطلوب، وذلك حتى في ظل الإدارات الحالية، إضافة إلى أثر ذلك في الحلول الاستراتيجية البعيدة المدى.
ولكن، تبرز ضمن هذا البحر الواسع من التشاؤم جزرٌ لتحولات ناجحة. ففي أوروبا الوسطى ظهر نظام للتعليم العالي في القطاع الخاص، وهو نظام دخل عملية تطور متسارعة.
كما أننا نجد آفاقًا جديدة لمدارس صغيرة أو متوسطة الحجم نسبيًا، وبخاصة في الحقول الاقتصادية والقانونية والعلوم الإدارية.
وتتمثل أكبر الإنجازات قاطبة في أنماط مختلفة من مدارس (كليات) إدارة الأعمال التي تتجاوب مع المتطلبات المتنامية للمؤسسات الخاصة.
من جانبٍ آخر تسعى المؤسسات والمنظمات العالمية إلى تطوير معاهد جديدة للتعليم العالي. ويمكننا هنا ذكر مثالين فقط: جامعة أوروبا الوسطى Central European University في براغ، والامتداد الجديد (ملحق) لكلية أوروبا College of Europe في وارسو. لكن هذا النشاط محدودٌ نسبيًا مقارنة بقابلية الطلب على التعليم العالي ضمن الرؤية البعيدة المدى.
لكن أهم الضروريات تتمثل في تحويل المؤسسات العلمية القائمة. ولهذا التحول أبعادٌ رئيسية ثلاثة:
– البعد الأول يمكن وصفه بالتحول المعنوي– تدويل المدخل التنافسي بوساطة أعضاء هيئة التدريس والطلبة على حدٍ سواء.
– ويتعلق البُعد الثاني بتكييف المناهج الدراسية للمتطلبات الجديدة الناجمة عن التطورات العلمية والتقانية والاقتصادية.
– أما البُعد الثالث والأخير فيُعنى بالتحول المادي– التحديث السريع للأجهزة التقانية.
وحتى في ظل نظرة تشاؤمية، فإن الإنجازات خلال الأعوام 89– 1995 لا يمكن الإقلال من شأنها. بيد أن العمل المطلوب للعقد القادم عملٌ جدُ كبير. فنظام التعليم العالي بحاجة إلى التطوير بمعدلات عالية، وعلى المستويين النوعي والكمي على حدٍ سواء.
وفي الوقت الراهن فإن حجم الجسم الطلابي في أوروبا الوسطى صغيرٌ جدًا مقارنة بحجم الجسم الطلابي في مناطق أوروبا الأُخرى، ومقارنة بالمتطلبات الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]