العلوم الإنسانية والإجتماعية

الحقول الملائمة للتعاون الدولي مع أفريقيا

1998 تقرير1996 عن العلم في العالم

KFAS

التعاون الدولي مع افريقيا العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

وضعت الحكومة السويسرية في الشهر 7/1993)، بالتعاون مع مؤتمر الأكاديميات السويسرية، سياسة استراتيجية للتعاون المستقبلي بين سويسرا والبلدان النامية كان يمكن أن يكون لها تأثير بالغ الأهمية، حيث حددت على وجه الخصوص أفريقيا كمنطقة ذات أولوية مهمة Swiss Federal Department of Foreign Affairs, 1993).

لقد أكدت هذه السياسة مبادئ أساسية للتعاون المستقبلي السويسري الأفريقي، يتمثل بالمشاركة في إمكان تطوير برنامج خاص للبحوث بين الفريقين، وبالتشاور في المصالح عند وضع ترتيبات شبكة هذه المشاركة وذلك من حيث الكلفة الفاعلة وأيضاً لأسباب ذات صلة بالمصالح السويسرية، وبتشجيع تحصيص التمويل بعقود متوسطة المدى لبحوث يقوم بها الباحثون الخريجون العائدون تواً إلى الوطن نظراً إلى الصعوبات التي يواجهونها في الحصول على منح تمويلية كافية، وبإيجاد الحوافز للارتقاء بالبحوث المرتبطة بالتنمية.

ولكن يبقى أن يتم اختبار هذه العناصر للتعاون الوثيق بين سويسرا وأفريقيا في جو من التوافق الذي يجب أن يبنى بين الطرفين.

بيد أن طراز المشاركة هذه يعتبر بحد ذاته نقطة تفارق مهمة عن طراز المعونات التقليدية والمساعدات التقنية الذي يحتاج إلى تمحيص دقيق.

 

ويمكن للتعاون الدولي أن يكون مثمراً بإدخال تحويرات على ترتيبات هذه المشاركة ذات الطبيعة الطويلة المدى.

ويمكن إبراز سبب واحد لإيضاح ضرورة هذا الطراز من المشاركة بالإشارة إلى أن الهموم الرئيسية للجماعة الأفريقية النامية لا تقع بالضرورة ضمن أولويات الدول المصنعة. أما السبب الآخر الذي يمكن الإشارة إليه فيتمثل بأن المشكلات الأفريقية هي عادة مشكلات طويلة المدى.

والسبب الثالث أن معونات التنمية التقليدية أخفقت عملياً، وعلينا أن نبحث عن قاعدة أخرى للمشاركة أكثر تآزرية ووثوقاً، وتتناول مشروعات تجارية جرئية في حقل العلم والتقانة، وذلك بين البلدان الأفريقية نفسها، وبين أفريقيا وبلدان نامية أخرى، وبين أفريقيا وبلدان مصنعة حديثا أينما وجدت، وأخيراً بين أفريقيا والبلدان الراسخة في التصنيع.

 

ويمكن هنا (وباختصار شديد) فقط سرد الحقول ذات المشكلات الملائمة وذات الأولوية للتعاون الدولي والتي يمكن أن تشكل الوسط المناسب والحرج لمبالغ استثمارية أولية.

 

وتشتمل هذه الحقول على النطاقات الستة التالية:

– الأمراض الاستوائية، بما في ذلك ما ينبثق عن الفيروسات المحمولة بمفصليات الأرجل، كڤيروس إيبولا، وڤيروس أونيونك- نيونك onyong-nyong، والأمراض الرئيسية المنقولة كالملاريا (البرداء).

– إعادة استصلاح التربة الاستوائية الهشة التي تحتاج إلى تسميد طويل المدى وبطيء التحرر ويشتمل على الفوسفور، بغية تأهيلها لاحتواء النتروجين (الآزوت) والأسمدة الأخرى التي تعزز إنتاجها للمحاصيل وللأعلاف الحيوانية.

– افتقار القارة النسبي إلى الماء العذب الذي يرتبط بالجفاف الدوري الطويل المدى الذي يحدث كل عشر سنوات تقريباً، ويمكن اقتفاؤه تاريخياً وجيولوجياً إلى 60000 سنة على الأقل. وبطبيعة الحال، فإن للجفاف تأثيرا واضحاً في المجاعات المتواترة الحدوث في أفريقيا، وفي جائحات الجراد والأوبئة. كما أن التأثير الرعوي في التربة الذي ينجم عن تنقل الإنسان يحتاج إلى آليات مبتكرة ومناصرة للبيئة ولإدارة المياه، وللجني الكفؤ للمحاصيل، وللاستعمال الفعال لأنظمة الماء الصغرية بغية توليد الطاقة الكهرمائية للتجمعات البشرية الصغيرة.

– استعمال الطاقة الشمسية على نحو أكثر فاعلية، ويتجاوز الخلايا الڤلطية التقليدية.

– ربط التقانة الحيوية بتعزيز الإنتاجية الزراعية والصحة وإدارة البيئة وتطوير مواد جديدة.

– تطوير المواد التي تحتاج إليها التجمعات البشرية ذات الجدوى الاقتصادية والتي تتزايد بسرعة كبيرة سواء في المناطق الريفية أو في المدن، وفي شروط مناخية استوائية أو نصف جافة.

 

إن العامل المهم في تضاؤل مثل هذا التعاون الدولي هو أن أفريقيا كشريك مقيدة بشبكة مالية ضعيفة.

وبالتأكيد، فإن معظم الحكومات ستتحاشى الالتزامات الطويلة المدى التي ستبعدها عن تعهداتها التي قطعتها على نفسها في ما يتعلق بالبرامج الوطنية الخاصة بالعلم والتقانة، أو التي ستعتبر مساً بسيادتها، وذلك كما حدث في حالات سابقة عديدة. لذا، فإن على الوسائل الجديدة أن توائم العصر، وقد يكون ذلك من خلال القطاع الخاص القائم داخل أفريقيا.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى