البيولوجيا وعلوم الحياة

صناعة التقانة الحيوية

1998 تقرير1996 عن العلم في العالم

KFAS

التقانة الحيوية البيولوجيا وعلوم الحياة

بعد مضي عشرين عاماً على اكتشاف واطسون وكريك عام 1953 لبنية جزيء الدنا DNA، أرسى أول حجر في طريق الهندسة الوراثية التجارية.

وما حدث هو أن <S. كوهين> من جامعة ستانفورد و <H. بوير> من كلية طب جامعة كاليفورنيا (سان فرانسيسكو) وفريقيهما نجحوا في الحصول على تكاثر لا جنسي لجين (مورثة) في بلازميد plasmid بكتيري، وهو أول دنامؤشب.

وفي عام 1980 حصلا على براءة اختراع لهذه التقنية التي تنتج دنا مؤشباً rDNA. وفي عام 1980 أيضاً أصدر <V.D. شاكرابارتي> القاضي في المحكمة العليا في الولايات المتحدة حكما يقضي بمنح براءات اختراع في مجال الكائنات الحية المكروية، فاتحاً بذلك طريقاً تجارياً جديداً للهندسة الوراثية.

لقد أُسست أول شركة أمريكية للتقانة الحيوية، وهي Genentech، عام 1976. وبعد مضي قرابة عشرين سنة على ذلك، لحقت بها أكثر من 1300 شركة أخرى في الولايات المتحدة وحدها.

وفي عام 1981 وصل أول منتج من منتجات التقانة الحيوية الذي وافقت عليه سلطات الولايات المتحدة المختصة إلى المستهلكين: إنه مجموعة طواقم تشخيصية لأضداد وحيدة النسيلة monoclonal antibodies.

 

وفي السنة التالية أنتجت الشركة Genentech الهيومولين Humulin  الذي يمثل أول مستحضرات الدنا المؤشّب الصيدلانية، وهو أنسولين بشري تمت الموافقة على بيعه في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وقد بلغت مبيعات الهيومولين عام 1993 ما قيمته 560 مليون دولار. وفي السنة نفسها جرت الموافقة في أوروبا على استعمال اللقاح الحيواني ضد مرض العُصاء القولوني colibacillosis. ويعتبر الكثير أن المدة بين عامي 1981 و 1987 هي سنوات حاسمة للتقانة الحيوية الأمريكية، إذ كانت تؤسِّس حينذاك 90 شركة تقريباً سنوياً، فقد أنشئت خلال هذه المدة 631 شركة.

ومع أن معظم شركات التقانة الحيوية مازالت حتى الآن لا تجني أرباحاً كبيرة، فإن عدداً متزايدا من منتجاتها دخل الأسواق (Congress, 1991). وفي عام 1993 أصبحت مبيعات Neupogen، وهو عامل منبه لمستعمرات المحببات granulocyte أنتجته الشركة Amgen، الأعلى بين مبيعات عقاقير التقانة الحيوية، إذ بيع منه ما قيمته 719 مليون دولار أمريكي.

وفي عام 1994 بلغت القيمة السوقية لشركات التقانة الحيوية في الولايات المتحدة 41 بليون دولار، وصُرف على البحث والتطوير في هذا المجال 7 بلايين دولار، وبلغ عدد العاملين فيه 103000 شخص – وهذه صناعة لم يكن لها وجود قبل 20 سنة.

 

وبغية المقارنة، فإن صناعة المستحضرات الصيدلانية في الولايات المتحدة، التي تستثمر أموالاً طائلة في التقانة الحيوية، صرفت على البحث والتطوير عام 1994 ما قيمته 13.8 بليون دولار.

إن الأسواق الاقتصادية الضعيفة والمشكلات السياسية داخل الولايات المتحدة خفضت عدد الشركات التي أُنشئت خلال عام 1994. ولكن الواقع هو أن صناعة التقانة الحيوية، التي يبدو أنها في حالة انكماش تجاري، هي صناعة آخذة في النمو، وهي في سبيلها لتشغل في نهاية المطاف دوراً جديداً في الاقتصاد العالمي.

وبدلاً من أن تتخذ شركات التقانة الحيوية مواقف تنافسية تتسم بالعداوة فيما بينها، فإن الشركات المؤسسة حديثاً ستقوم بدور مجمع للبحوث المشتركة لمصلحة الشركات الصيدلانية الضخمة التي ستقوم بدورها بتسويق منتجات التقانة الحيوية.

وثمة تغير أساسي يحدث حالياً في بنية صناعة التقانة الحيوية إذ تندمج شركات صغيرة بعضها ببعض. أما الشركات الصيدلانية الضخمة فتقوم بإنشاء مشروعات أصغر للتقانة الحيوية. وبسبب توافر قدر محدود من الأموال في أسواق الاستثمار للمشروعات المشتركة، فإن الشركات تبحث عن تحالفات استراتيجية، سواء في الولايات المتحدة أو خارجها، لدعم فرص التمويل.

 

قد يكون هذا التطور مجدياً للشركات الصيدلانية وشركات التقانة الحيوية الآسيوية التي تبحث عن منتجات مقابل السماح لها بالوصول إلى السوق الآسيوية. إلا أنه يتعين على كثير من الدول النامية، التي تفتقر إلى شركات صيدلانية عملاقة ترعرعت فيها، أن تبحث عن أمكنة أخرى تمثل نماذج لها لتعزيز صناعاتها الصيدلانية التي تعوزها الخبرة.

ليست الولايات المتحدة البلد الوحيد الذي يقوم بتطوير التقانة الحيوية. ففي عام 1993 عدّد <إيرنست> و <يونكـ> 386 شركة للتقانة الحيوية في أوروبا (Lucas, 1994) معظمها موجود في المملكة المتحدة وألمانيا وبلجيكا وهولندا.

وبدءا من عام 1986 وحتى عام 1992 تم ضخ ما قيمته 350 مليون وحدة نقد أوروبية ECU (تعادل وحدة النقد الأوروبية 1.24 دولار تقريباً) في صناعة التقانة الحيوية الأوروبية. ويورد KPMG قائمة بأسماء الدول الرئيسية التي تعمل في حقل التقانة الحيوية في أوروبا الغربية وهي: بلجيكا والدنمارك وفرنسا (التي كان سوق منتجات التقانة الحيوية فيها عام 1991 يقدر بمبلغ 115 مليون دولار، 29 مليون دولار منه للواردات)، وألمانيا وإيطاليا (اللتان تقدِّر قيمة سوق التقانة الحيوية فيهما عام 1995 بمبلغ 1.5 بليون دولار) وهولندا (التي كانت قيمة منتجات التقانة الحيوية فيها عام 1991 تساوي 220 مليون دولار)، والسويد والمملكة المتحدة (KPMG, 1993).

وكان عدد شركات التقانة الحيوية في كندا عام 1993 يقدر ب 310، وكانت عائداتها 1.67 بليون دولار أمريكي، كما كان 61% من إجمالي مبيعاتها يصدّر إلى الخارج (Going and Winter, 1994) ويذهب 10% من صادرات كندا إلى اليابان و10% أيضاً إلى الصين والهند وأمريكا الجنوبية ودول البحر الكاريبي.

 

وثمة عدد قليل من الشركات مبعثر في أمريكا الجنوبية والوسطى (أكثرها في البرازيل والمكسيك) وآسيا (باستثناء اليابان). ويوجد زهاء 200 شركة للتقانة الحيوية في أستراليا و40 شركة أخرى في نيوزيلندا (KPMG, 1993).

إن صناعة التقانة الحيوية اليابانية تختلف عن مثيلتها في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا وأستراليا. فهناك ينفّذ قسم كبير من البحث والتطوير في التقانة الحيوية في الجامعات ومراكز البحوث، أو بالتعاون مع شركاتها الصيدلانية الضخمة واتحاداتها الغذائية وشركات التخمير وشركات الإلكترونيات العملاقة (KMPG, 1993).

ولا تساوي مخصصات البحث والتطوير التي تقدمها أكبر عشر شركات صيدلانية يابانية أكثر من خُمسِ المخصصات المماثلة المقدَّمة من الشركات الأمريكية.

ثمة عدة مجالات للبحث في ميدان التقانة الحيوية، أهمها الطب الحيوي biomedicine والزراعة والتقانة الحيوية البحرية والبيئة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى