كيفية انتشار الثدييات بين قارات الأرض
2013 كتاب الحياة
مايلز كيلي
KFAS
الثدييات قارات الأرض الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة
منذ 40 مليون سنة خلت كانت قارات الأرض قد انفصلت إلى حد كبير إلى الحال، التي هي عليها اليوم.
لكن مع بعض الاختلافات، وقد انتشرت الثدييات في كل القارات، وهيمنت على الحياة على اليابسة في كل مكان، ولجأت مجموعة من الثدييات وهي الحيتان إلى الحياة في البحر.
عجّل نموُّ المناطق العشبية وتراجُع الغابات في الفترة الميوسينية (Miocene Epoch) منذ 24 – 5 (م.س.خ( التغّير في أجسام آكلات العشب (herbivores)، ونشأت لها أرجل أسرع لتسبق آكلات اللحم (carnivores) جرياً في الفضاء المفتوح، تطورت أجهزتها الهضمية أيضاً لتتكيف مع الحشائش الجديدة القاسية.
انفصلت أميركا الجنوبية عن بقية العالم على امتداد فترة طويلة من العصر الثالث (Tertiary Period) منذ 65 – 2 (م.س.خ).
أدّى انعزال أميركا الجنوبية، مثلما هي الحال في أستراليا، إلى تطور أنواع معيّنة من الثدييات هناك وليس في أي مكان آخر.
والفرق الرئيس بين هاتين القارتين هو أن أميركا الجنوبية ضمت حيوانات ثديية مشيمية (placental) بالإضافة إلى الجرابيات (marsupials).
شملت الثدييات المشيمية في أميركا الجنوبية الكسلان الأرضي (ground sloth) العملاق وقوارض (rodents) ضخمة بحجم الدببة.
كان " المدرّع البائد المنحوت الأسنان" (Glyptodonts) عملاقاً عاش في جنوب أميركا منذ 5 ملايين إلى 11 ألف سنة خلت، وكان لهذا المدرّع أو الأرمَديل (armadillo) درع مقببة الشكل، وذيل مدرّع انتهى بهراوة شويكة، وكان الذيلُ يسند جسمَه عند تراجعه إلى الوراء إلى رجليه الخلفيتين للدفاع عن نفسه أو للتزاوج.
كان للمدرّع البائد المنحوت الأسنان (Glyptodonts) فكّان قويان كذلك، وأسنان وجنية ضخمة قابلة للاستبدال على الدوام، خلافاً لمعظم الثدييات، وأتاحت له هذه الأسنان، الدائمة النمو، مضغ أقسى النباتات من دون أن تبلى أسنانها.
أعاد تشكيل برزخ بنما (وهو لسان من اليابسة) وصْل أميركا الجنوبية بأميركا الشمالية منذ نحو 3 ملايين سنة خلت.
وارتحلت الكثير من ثدييات أميركا الجنوبية شمالاً، وحقق بعضها نجاحاً في مواطنها الجديدة مثل خنزير غينيا (guinea pigs)، والمدرّع أو الأرمديل (armadillos)، والشيهم (porcupines).
وهناك حيوانات أخرى تشمل المدرّع البائد المنحوت الأسنان (Glyptodonts) نفقت في نهاية المطاف، وقد يعود ذلك إلى تغير المناخ، أو لأن البشر اصطادوها إلى حد الانقراض.
كان "الوحش الكبير" (Megatherium) حيوانَ كسلان أرضي (ground sloth) عملاقاً – وهو نوع منقرض من الكسلان، الذي عاش منذ نحو 5 (م.س.خ)، وقد بلغ طوله 7 أمتار.
وكانت له ذراعان قويتان وضخمتان ومخالب ثقيلة استخدمها في جذب الأغصان وحتى في اقتلاع الجذور.
وكانت له أرجل خلفية قصيرة، وذيل قوي استخدمه مسنداً إضافياً عندما وقف على رجليه الخلفيتين ليبلغ أعلى الأغصان.
عاش وحش الكسلان الأرضي الكبير (Megatherium) في أنحاء من أميركا الجنوبية مثل بوليفيا والبيرو الحاليتين، وكان يمشي على براجم، أو مفاصل أصابع أطرافه الأمامية، وعلى جانب قدمي أرجله الخلفية.
أبعدَ حجمُ وحش الكسلان الأرضي الكبير (Megatherium) معظم الحيوانات المفترسة عنه، غير أنه تميز أيضاً بجلدٍ قاسٍ وفّر له دفاعاً إضافياً.
وتُظهر بقايا من جلد الكسلان الأرضي عُثر عليها في كهوف في أميركا الجنوبية أنه كان مقوّى بكتل صغيرة من العظم.
لأستراليا تاريخ طبيعي فريد لأنها غدت معزولة عن بقية الأرض منذ 40 مليون سنة تقريباً.
وتُعد معظم حيوانات أستراليا الأصلية الحيّة والمنقرضة من الجرابيات، وهي ثدييات تلد صغاراً ضئيلة الحجم يتطور نموها في جراب أمها الخارجي.
يعود تاريخ الجرابيات الأسترالية الأولى إلى الفترة الزمنية الأوليغوسينية (Oligocene Epoch) منذ 24 – 28 م.س.خ، لكن معظم المستحاثات تأتي من الفترة الميوسينية (Miocene Epoch) منذ 5 – 24 م. س.خ أو ما بعدها.
تُظهر الأحافير أن كنغراً عملاقاً هو القصير الوجه ذو السن الأمامية (Procoptodon) ووَمْبَت عملاقاً هو ذو السنّين المبكّرتين (Diprotodon) عاشا في أستراليا في الفترة الميوسينية (Miocene Epoch).
وافترس حيوانان جرابيان لاحمان هذين العاشبين العملاقين، وكان أحدهما الأسد الجرابي (Thylacoleo) والآخر هو النمر الجرابي الكلبي الرأس (Thylacinus ) الشبيه بالذئب.
كان حوت الباسيلوصور (Basilosaurus)، الذي ظهر نحو 40 مليون سنة خلت، من أسلاف الحيتان المعاصرة، وبلغ طوله 20 – 25 متراً كثلاثة أفيال تقف في طابور، وتغذى على حيوانات البحر مثل الأسماك الكبيرة والحبّار.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]