علوم الأرض والجيولوجيا

أصل ظهور منطقة “الإقليم الشمالي الجديد”

2016 طيور العالم

KFAS

منطقة الإقليم الشمالي الجديد علوم الأرض والجيولوجيا

تمتدّ المنطقة القطبية الشمالية الجديدة التي تُعرف باسم الإقليم الشمالي الجديد من آلاسكا وجزر آلوشيان غرباً إلى غرينلاند شرقاً، ومن جزيرة إلزمير أقصى القطب الشمالي إلى الطرف الشمالي من الغابة المطريّة المَداريّة في وسط المكسيك.

ويحدّها المحيط القطبي الشمالي شمالاً، وبحر بيرِنغ والمحيط الهادئ غرباً ومن الجنوب الغربي، ويحدّها المحيط الأطلسي شرقاً، والبحر الكاريبي والغابة المطريّة المكسيكية جنوباً. وغالباً ما يُشار إلى أوجه التشابه البيولوجيّة بين الإقليم الشمالي الجديد (Nearctic) والإقليم الشمالي القديم (Palaearctic) بمصطلح المنطقة القطبية الشمالية التامّة أو الإقليم الشمالي التامّ (Holarctic).

وأمّا أوجه الشبه فيها مع الإقليم المداري الجديد (Neotropics) فيُشار إليها أحياناً باسم “إقليم العالم الجديد” (New World Region).

ويمكننا أن نفهم جغرافيا الحيوان (zoogeography) للإقليم الشمالي الجديد على وجهٍ أفضل من خلال تفاعل طيور الإقليم الشمالي الجديد مع طيور الإقليم الشمالي القديم في الشمال الشرقي والشمال الغربي وطيور الإقليم المداري الجديد جنوباً.

قبل حقبة الحياة الوسطى (Mesozoic era) كانت قارّة أميركا الشماليّة تقع عند خط استواء أمّ القارات – قارّة “بانجَيا” (Pangaea)- وهي كتلة أرضيّة واحدة ضمّت جميع القارّات المعاصرة.

ومنذ 200 مليون سنة خلَت انفصلت قارّة “بانجَيا”، وتكوّنت عن كتلتَي أميركا الشمالية وأوراسيا قارّةُ لوراسيا (Laurasia). ثمّ انفصلت أميركا الشماليّة وأوراسيا في أوائل العصر الثلاثي من حقبة الحياة الحديثة (Tertiary Period) (منذ 50 مليون سنة خلَت)، ولكنْ ظلّت هناك وصلة أوروبية عبر غرينلاند خلال أوائل العصر الثلاثي وتجدَّدَت وصلة آسيويّة عبر مضيق بيرِنغ حتى الآونة الأخيرة مع العصر الجليدي الأخير.

 

وجنوباً عملت ثلاثُ جزُر كبيرة مع أربع فجوات مائيّة أساسيّة على فصلِ أميركا الشماليّة عن أميركا الجنوبيّة على امتداد معظم العصر الثلاثي (Tertiary period) حتى ثلاثة ملايين سنةٍ خلَت.

وفي أثناء هذا الانفصال كان النصف الجنوبي من أميركا الشماليّة شبه مَداريّ أو مَداريّاً؛ وحتى مرحلةٍ متأخرة من العصر الثلاثي، عندما بردَ المناخ، ظلّ الطرف الجنوبي لأميركا الشماليّة مَداريّاً.

وبالتالي فقد ظهرت مجموعتان من الطيور المَداريّة على امتداد معظم العصر الثلاثي على نحوٍ متوازٍ، واحدة في الإقليم الشمالي الجديد والأخرى في الإقليم المداري الجديد.

واتفقَ زوالُ الفجوات المائيّة بين المنطقة الشمالية الجديدة والمنطقة المداريّة الجديدة مع برودة المناخ ممّا أزالَ كافة الموائل المداريّة من الإقليم الشمالي الجديد.

وأدّى التغيّر في الموائل وتشكّل جسرٍ برّي إلى تبادلٍ متداخل شامل في أنواع الطيور المداريّة بين الإقليم الشمالي الجديد والإقليم المداري الجديد، وإلى تشعُّع انفجاري لفصائل وفصيّلات متعدّدة مثل طيور النِّمنِمة وهوازج الغِياض والسُمان المُحاكية والخُضَيري من الإقليم الشمالي الجديد، وخطّافات الذباب الطواغيت والشحارير والتّناجِرات والطيور الطنّانة من الإقليم المداري الجديد.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى