علوم الأرض والجيولوجيا

مميزات القارة الأسترالية

2016 طيور العالم

KFAS

القارة الأسترالية علوم الأرض والجيولوجيا

أستراليا هي قارّةٌ قديمةٌ تتميّز بتربةٍ ضعيفةٍ وبمناخٍ قاحلٍ في الأغلب. ويرتفع معدّل سقوط الأمطار من الوسط إلى السواحل ويتغيّر الغطاء النباتي تبعاً لذلك.

تغطّي الصحراء مساحةً كبيرةً من الأراضي الداخليّة، أو الأراضي العشبيّة والأشجار الخفيضة، وتنتشر الأحراج والغابات شمالاً وشرقاً وفي الجنوب الغربيّ.

تتميّز الصّحارَى الحصويّة أو سهول الحصباء بغطاءٍ متناثر من الشجيرات الملحيّة، بينما تُغطي الجنبات والأشجار الصغيرة المُتناثرة الصّحارَى الرّمليّة. وتُعد طيور القليعي المحليّة (وتتصّل هُناك بأكّالة العسَل)، ونِمنِمات العُشب، والببغاوات، والحَمام أكثر الطيور المَلحوظة في المناطق الصّحراويّة.

وهناك نوعان واسعا الانتشار في الأحراج شبه القاحلة، وهي أحراج المُولغا (mulga) والأوكالبتوس القزميّ (mallee). والمُولغا هي أحراج من أشجار الأكاسيا الوحيدة السويقة. أمّا أحراج الأوكالبتوس القزميّ فهي متعددة السويقات. وتتميّز كلا المنطقتين بتنوّعٍ غنيّ من الطيور، ويشمل ضروباً كثيرة من طيور الببغاء ودجاجة الملْي.

يُهيمن جنسٌ واحدٌ من الشّجر على الأحراجِ والغاباتِ الباسقةِ الأشجارِ إلى حدٍّ مُذهل، وهو شجر الأوكالبتوس (Eucalyptus). وقد تكيّفَت طُرزٌ كثيرة من الطّيور مع الحياة في أحراج وغابات الأوكالبتوس.

وتأتي أشجار الأوكالبتوس في عدّة أشكال، وتختلف على النحو الأبرَز في نوع لحائها: صمغيّات مالسة اللِّحاء؛ ونعنعيّة أو فلفليّة الغطاء قُشيريّة اللِّحاء؛ ومفتولة اللِّحاء أو صلدة اللِّحاء كما يوحي اسمُها. تبحث طيورٌ كثيرةٌ آكلةٌ للحشرات عن طعامها بين أوراق ولحاء الأوكالبتوس، وتتردّد أكّالة العسل وطيور اللّوريكيت إلى أزهارها لتقتاتَ بالرّحيق والطّلع، وتستهلك الببغاوات بذورَها.

 

وتُعشّش مجموعةٌ مختلفة الأنواع، تتراوح بين النِّمنِمات الرّقطاء الضئيلة الحجم والكُكَتوات السوداء الضخمة، في ثقوبها التي تكثر في الشجر القديم منها. ويعيش في أحراج الأوكالبتوس كذلك عددٌ كبيرٌ إلى حدٍّ مُدهش من أنواع الطيور المُفرِّخة المُتعاونة، حيث تساعد الطيور غير المُتكاثرة في الاعتناء بصغار الطيور الأخرى.

تُهيمن نباتات الخلَنج على أنحاءٍ مِن الجنوب الغربي والسّاحل الشرقيّ ذات التربة الصخريّة أو الرّمليّة. وهناك نباتات متنوّعة يُنتج كثيرٌ من أنواعها كميّات كبيرةً من الرّحيق الذي تحصدُه أكّالة العسَل بينما تلقّح الأزهار.

وممّا يثير الدّهشة في قارّةٍ جافّة وجودُ مناطق كبيرة من الغابات المطريّة شمالَ كوينزلاند والسّاحل الأوسَط الشرقيّ وفي تسمانيا. وتُعدّ الغابات المطريّة المعتدلة في الجنوب آثاراً باقية تعود إلى الزمن الذي كانت فيه الغابات الرّطبة العظمى عند الشواطئ الجنوبيّة تكْسُو مساحةً كبيرةً من القارّة الجنوبيّة العُظمى “غوندْوَانا” (Gondwana).

ويوجد أيضاً مثل هذا النوع من الشجر اليوم في نيوزيلندا وأميركا الجنوبيّة، وكان يوجد في القارّة القطبيّة الجنوبيّة. تزخر الغابات المطريّة المَداريّة بأنواعٍ غنيّة من الشجر، وتضمّ مجموعات من الطيور قريبة لأنواع طيور نيوغينيا، وتشمل طيور العرائش وحَمام الثَّمَر.

تُشتهَر أستراليا بشواطئها الرمليّة الكبرى، ولكنّ هذه الشواطئ هي مواطن فقيرة للطيور في الأغلَب. وهناك خيران ومسطّحات طينيّة تضمّ مواقع جيّدة للطيور حول المُدن الرّئيسيّة، ولكنّ أفضل المواقع المخوّضة في الماء توجد بالقرب من مَدينتَي پورْت هِدلاند وبْرُوم شمالَ ولاية أستراليا الغربيّة.

توفّر هذه المواقع موئلاً للطيور المخوّضة المُهاجرة من نصف الكرة الشماليّ. وتوجد مساحات ممتدّة من أشجار القِرَم عبر الشمال، وتضمّ مجموعتها الخاصّة من أنواع الطيور. وأمّا الحيْد المَرجاني العظيم (Great Barrier Reef) الذي يمتدّ على طول معظم ساحل كوينزلاند فيُعدّ موطنَ التكاثر لطيور الأحمَق والفراقيط ورئيسات البحر والخرشَنات، بينما تتكاثر أجلام الماء (أجلام الماء الدّاكنة) والقطارس وطيور الأطيَش في جُزر مَضيق باسْ.

 

يُعتقد أنّ البشرَ وصَلوُا إلى قارّة أستراليا منذ نَحو 40 ألف سنةٍ خلَت، وكانَ للاستيطانِ البشري أثرُهُ الرّئيسيّ على أرضِها. فقد أدّى استخدامُ النّار إلى انتشار أشجار الأوكالبتوس على حساب الغابة المطريّة والأشجار الحسّاسة للنيران.

ويبدو أنّ البشرَ تسبّبوا في فناء كثيرٍ من أنواع الثديّيات الكبيرة، مثل الكنغر العملاق والوَمبَت العملاق الثنائيّ السّنّ (diprotodonts) والأسَد الجِرابيّ (Thylacoleo). ومن المحتمَل أنّ كثيراً من الطيّور الكبيرة الحَجم بادَت أيضاً في تلك الفترة.

ولا بُدّ أنّ أنواعاً أخرى استفادَت من تلك التغيّرات البيئيّة، خصُوصاً تلك التي تقطن في الأراضي العشبيّة أو التي تنتفعُ مِن أشجار الأوكالِبتوس.

في خلال فترة قصيرة تبلغ 200 سنة تقريباً أزالَ المُستوطنون الأوروبيّون الذين استوطنوا أستراليا نصفَ الغابات والأحراج المتبقّية وتسبّبوا في تدهور مساحات كبيرة في النّصف الآخَر. وأمّا قطعان الغنم والماشية والأرانب التي استقدَموها فقد دمّرت الحياة النباتيّة في المناطق شبه القاحلة التي لم تعتدْ مِن قبل وطءَ الأظلافِ الثقيلة، ممّا أدّى إلى فقدِ كثيرٍ من الجِرابيّات المتوسّطة الحجم.

وتفترسُ الثعالبُ والقططُ اليومَ الطيورَ الرّابضة على الأرض، وقد باتت قليلة العَدد في مناطق كثيرة. ويُعدّ عدد السكّان في أستراليا قليلاً (23 مليون نسَمة تقريباً)، غير أنّ الكثافة السكّانيّة تتركّز بالقرب من السّاحل الذي بدأت تُغيّر ملامحَه آثارُ التطوير العُمرانيّ والسّياحة.

على الرّغم مِن الضّرر الناشئ عن الاستيطان الأوروبيّ لَمْ ينقرض في البرّ الرئيسيّ الأستراليّ سوى نوعٍ واحِد من الطيور على الأرجَح، وهو البركيت الفردَوسي (Paradise Parakeet Psephotus pulcherrimus)؛ بينما تُعدّ أنواعٌ كثيرةٌ مُعرّضةً للانقراض أو مُهدَّدةً بالانقراض. فطيُور الحَراج الضجّاجة (Scrub-birds) التي كان يُعتقد قبل خمسين سنة أنها انقرضت قد زاد عددُها بفضل إجراءات الوقاية من حرائق الأحراج ولنقلِها من مكانٍ إلى آخر.

 

أمّا آكِل العسل المُوشَّح (Regent Honeyeater Anthochaera phrygia) فتُظهر حركة تنقّله نمطاً معقّداً يعتمد بدَوره على النمط الذي تُزهر فيه أشجار الأوكالبتوس. ولعلّ الصعوبة الأشدّ تتمثلُ في حماية ببّغاء اللّيل (Night Parrot Pezoporus occidentalis) الذي يعيش في سُهوب البَراري الداخليّة الممتدّة، ويختبئ وسط العشب الشوكي والشجيرات الملحيّة نهاراً بحيث تندُر رؤيته.

ويحظى صوْن الطيور اليوم بتأييدٍ شعبيّ كبير، وقد شهدت العقود الأخيرة انتشار المتنزّهات الوطنيّة التي أُدرج كثيرٌ منها في قائمة التراث العالَمي، وتشمل الغابات المطريّة في شرقي أستراليا، والبرّية في الجنوب الغربي من تسمانيا، وأراضي كاكادو الرّطبة في الصحراء الشماليّة والوُسطى.

وهناك مساحات تغطيها الشجيرات في جميع المُدن الكبيرة أو بالقرب منها، مثل متنزّه كِنغ پارك في پيرث، وغابة شيربروك بالقرب من مِلبورن، والمتنزّه الوطني الملَكي في ضواحي سيدني.

 

تتوزّع طيور أستراليا إلى مجموعات رئيسيّة ثلاث مِن حيث أصلِها. فبعض هذه الطيور هي سُلالات ناجية مِن زمن القارّة الجنوبيّة العُظمى “غوندْوَانا” (Gondwana)، وتشمل مُسطّحات القصّ (ratites)، وكبيرات القدَم (megapodes) أو بانيات الرّوابي، والببّغاوات على الأرجَح.

وارتقَت مُعظم المجموعات الأخرى داخل أستراليا خلال الفترة التي امتدّت 30 مليون سنة أو نحوها عندما انعزلت عن القارّات الأخرى. وتتميّز أكّالة العسل والهوازج الأستراليّة وخطّافات الذباب وطيور أبو الحنّاء والنِمنِمات بتاريخٍ طويلٍ في أستراليا. وهناك أنواع قليلة مُستقدَمة حديثاً على نحوٍ واضح، مثلَ الفضيّ العَين ونوع واحِد من الوَراوير والجُشنة والقبّرة، حيث تعيش أقرَب أنسباؤها في آسيا.

هناك ما يُقارب 575 نوعاً متكاثِراً إجمالاً في أستراليا، وتغطّي الجَواثم ما يزيد عن نِصف هذه الأنواع. ولا تصل إلى البلاد سوى حفنة من الطيور البرّية المُهاجرة مثل السَّمامة الإبريّة الذّيل البيَضاء الحَلق (White-throated Needletail Hirundapus caudacutus)، التي تفرّخ في اليابان. وتُهاجر كذلك مُخوّضات كثيرة من الشمال وطيور بحر من الجنوب إلى أستراليا.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى