وسائل معرفة العالم “البيروني” للكم الهائل من العلوم
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني
صبري الدمرداش
KFAS
البيروني ومعرفته الهائلة في العلوم التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
ولنا أن نتساءل: كيف تسنَّى لعالمنا أن يحيط بكل هذه العلوم، وأن يؤلِّف كل هذه التصانيف؟
ولعل الإجابة تتضح عندما نشير إلى النقاط الثلاث التالية :
1- أن البيروني جمع المعارف التي توصل إليها السابقون: من مصريين وروم ورومان وهنود وسريان وفرس وعبرانيين حتى العصر الذي عاش فيه.
2- أنه اتبع في أبحاثه ودراساته منهجاً علمياً له خصائص وسمات المنهج الذي نعرفه اليوم.
3- أنه لم يكن ليترك من يده قلماً أو يرفع عن بصره كتاباً أو يسمح لفكرة أن ينشغل بغير العلم إلا في يومين اثنين من كل عام : يوم النيروز ويوم المهرجان .
وفيهما كان يُؤمِّن ضروريات معيشته، وظل على هذا النحو طيلة عمره المديد الذي ناهز الثمانين عاماً . ويقال أنَّه حتى قبيل وفاته بلحظات كان يستخبر عن مسألة في الهندسة.
هذا، وقد كتب عالمنا الجانب الأكبر من مصنّفاته بلغة عربية رصينة، وأسلوب عذب دقيق، فيما عدا بعض مصنَّفات قليلة كتبها بالفارسية، وهو لم يكن ليخفي حبه الشديد للغة الضاد وافتتانه بها بل وتحيزه لها، ولِمَ لا ؟ أليس هو من قال: "لَلْهجْوُ بالعربية أحب إليِّ من المدح بالفارسية!"
وتكشف كتاباته عن تمكنه من العربية وتملكه ناصيتها، حيث كان يستشهد دائما – وفي المواضع المناسبة – بآي الذكر الحكيم وكذا بالشعرين الجاهلي والإسلامي والأمثال العربية .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]