قصة إختراع “طنبور أرشميدس”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

طنبور أرشميدس اختراع ارشميدس أدوات الفيزياء

طنبور .. أرشميدس !

كان أرشميدس، مثل جدِّه في الأستاذية إقليدس، يرغب في أن يذكره التاريخ على أنه فيلسوف رياضي، ومن ثم حاول التفرغ للدراسات الهندسية، ولكن الاحتياجات الملحة لبيئته أرغمته على أن يكون مخترعاً وفيلسوفاً معاً ، وكان ينفر نفوراً شديداً من دوره الذي اضطر إليه ألا وهو دور "صانع الآلات الشريرة الارتزاقية التي تستخدم في الحرب والتجارة".

ولكنه كانت تربطه بالملك هيرو صلة قرابة، وكذلك وجد نفسه تحت تأثير التزامين : التزامه كأحد رعاياه والتزامه كأحد أقاربه، يدفعانه لإطاعة أوامر الملك.

وأنجز أرشميدس، تنفيذاً لأوامر الملك، ما لا يقل عن أربعين اختراعاً، بعضها للأغراض التجارية ولكن معظمها للأغراض الحربية.

وقد يكون من أهم اختراعاته التجارية ما يسمى "طنبور أرشميدس" . إن هذا الحلزون المجوَّف إذا وضع فوق مستوى مائل بحيث ينغمر طرفه السفلي في مجرى مائي وأدير بحيث تدور لوالبه باستمرار من اليسار إلى اليمين ، فإنه يغترف الماء من قاعدته ويسكبه للخارج من قمته ، وبذلك يجبر الماء على أن يقوم بتلك "المعجزة" التي تبدو مستحيلة ، ألا وهي صعود الماء لأعلى! .

وكان هذا الاختراع التجاري، الذي لا يزال يستخدم حتى الآن أو إلى عهد قريب في الريف المصري، يبدو لمعاصري أرشميدس- كما أسلفنا- ضرباً من المعجزات! . ويُبِّين شكل رقم (142) طنبور أرشميدس.