قيام العالم “ديفي” بجولة في العواصم العلمية
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني
صبري الدمرداش
KFAS
جولة ديفي في العواصم العلمية التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
في عام 1812 قدَّم شاب في الحادية والعشرين نفسه إلى ديفي مع مُذكراتٍ كان قد خطها وهو يستمع لمحاضرات ديفي. واستخدم عالمنا هذا الشاب الذي أصبح هو الآخر من أساطين العلم الحديث – ميشيل فاراداي .
وفي العام ذاته منح ملك إنجلترا مواطنه ديفي لقب فارس . وفي عام 1813 تزوَّج بأرملة حسناء وارثة . وقام في هذا العام تصحبه عروسه ومخدومه بجولة في عواصم العالم العلمية .
في باريس اختبر خواص اليود في معمل شفول. وعُيِّن عضواً بالمعهد الفرنسي، ومع أن الحرب كانت مندلعة آنذاك بين إنجلترا وفرنسا فإن ذلك لم يمنع الحكومة الفرنسية من أن تسمح له بزيارتها والاحتفاء به وتكريمه.
فقد أهداه نابليون جائزة قيَّمة كان قد عرض أن يمنحها المعهد الفرنسي لصاحب أفضل تجربة تُجرى كل عام في الكيمياء الكهربائية.
وكان من بين صحبه من أشار عليه برفض الجائزة لأن فرنسا تقاتل وطنه إنجلترا، ولكنه لم يعمل بالنصح قائلا : " إذا كانت البلدان أو الحكومتان تتعاركان فإننا معشر العلماء إخوان وخلاّن!" .
وفي جنوا بإيطاليا اختبر الكهرباء التي تُولِّدها سمكة الطوربيد. وفي فلورنسا استخدم قوسه الكهربائية لحرق ماسة حتى يبرهن أن الماس ما هو في الأصل سوى كربونٍ صافٍ ! .
وفي ستوكهلم بالسويد قابل عالم الكيمياء الأشهر برزيليوس وأقنعه بأن الكلور عنصر وليس مركباً. واقتنع عالم السويد ، ولكنه كان ضجراً من ديفي لأنه رقيقٌ وحسّاس، بينما يتصف زائره بغطرسةٍ وخُيلاء .وفي بومباي بالهند أجرى بعض التحليلات الكيميائية . واختتم جولته في ألمانيا .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]