إنجازات علمية متعددة للعالم “وهلر” وغيره من العلماء

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

انجازات وهلر العلمية التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

تركيب قصب السكَّر

نشر وهلر ابحاثه عن تركيب اليوريا صناعياً في عام 1828. وبعد انقضاء قرن كامل على ذلك فاز الأستاذ بيكته من جامعة جنيف بتركيب قصب السكر اصطناعياً .

كان بيكته قد أخذ الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون وصنع منهما الكحول الذي حوَّله إلى مادة الفورمالدهيد، ومن هذه المادة استخرج الجلوكوز، ومن الجلوكوز استخرج السكروز أو قصب السكر.

وكان على الجانب الآخر، في سكتلندا، عالمٌ آخر هو السير كولوهون إرفين، قد قضى عشرين عاماً يعالج هذا الموضوع وكاد يفوز ببغيته. ولما أتاه نبأ فوز بيكته قال لتلاميذه: يؤسفني أن لا يكون هذا التركيب قد تم في معامل جامعتنا .

ولكن يسرني في الوقت نفسه أن يحوز بيكته هذا الفخر. إنه حقاً لنصر عظيم. وإنه لخطوة خطيرة في الكيمياء العضوية والكيمياء الحيوية .

ألا ما أحفل القرن الذي انقضى بين "يوريا" وهلر و "سكروز" بيكته بالعجائب! لقد تم تركيب نحو 400,000 مركب جديد في هذا الفرع من الكيمياء ، والعلماء يضيفون إليها ما يزيد على 400 مركب جديد آخر كل سنة ! .

أترك شيئاً لغيرك …. يا وهلر!

من الغريب أن ليبج ووهلر انصرفا عن ميدان العلم الجديد الذي فتحاه، علم الكيمياء العضوية، بعد أن أحرزا انتصاراتهما العظيمة الأولى فيه.

فاتجه ليبج إلى كيمياء الزراعة، بينما انصرف وهلر إلى دراسة المعادن التي استهوته في حداثته. فاستفرد البريليوم والأتريوم بعد استفراده الألومينيوم في صباه .

وكاد يكشف عن الفناديوم غير أن آخر سبقه إليه. وهنا كتب إليه برزيليوس : "إن الكيميائي الذي اهتدى إلى طريقة لصنع مادة عضوية لم تصنع قبلاً إلاّ في جسم حي ، يسهل عليه أن يتنازل عن شرف السبق إلى كشف عنصر جديد، إذ من المستطاع الكشف عن عشرة عناصر جديدة من غير الاحتياج إلى  العبقرية التي تطلبها اصطناع تلك المادة العضوية" .