العلماء الذين ساهموا في اكتشاف “الدورة الدموية” في جسم الإنسان
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني
صبري الدمرداش
KFAS
الدورة الدموية جسم الإنسان البيولوجيا وعلوم الحياة
طالع أي كتاب في علم الحياة يتحدَّث عن الدورة الدموية، وسل مؤلِّفه عن مكتشفها تجده يجيبك: وليم هارفي.
ولكن الحق أن هارفي في كشفه هذا لم يبدأ من الصفر مطلقاً كما أنه لم يكن بنهاية المطاف، وإنما كان قبله وبعده آخرون .
ومن علماء الإغريق الذين مهَّدوا لهذا الكشف الهام نذكر: جالينوس، وفيزاليوس الذي أعلن أنه لا وجود لثقوب جالينوس، وفايريكيموس الذي كشف وجود صمَامات في الأوردة ولكنه أخطأ في فهم وظيفتها .
ومن علماء العرب، ابن النفيس، الذي كشف عن أن الجدار البطيني لا يسمح بنفاذ الدم من ناحية إلى أخرى داخل القلب كما قال جالينوس، بل يذهب الدم أولاً إلى الرئة ليختلط بالهواء، وبعد ذلك يعود إلى القلب.
وكان بهذا أول من كشف "الدورة الدموية الصغرى" أو "الدورة الدموية الرئوية"، وذلك قبل هارفي، الذي يُنسب إليه هذا الكشف على سبيل الخطأ أو التجاوز، بنحو ثلاثمائة عام!.
كما أنه تنبَّه إلى وجود الشرايين والأوردة التاجية عندما أشار إلى أن الأوعية الدموية الموجودة في جدران عضلة القلب هي التي تمد القلب بالحيا ، مخالفاً بذلك ومُصحِّحاً لما نادى به علماء الإغريق من أن القلب يستمد قوته من الدم الموجود في حناياه!.
ثم جاء هارفي ، فأدلى بدلوه واضاف إضافاته القيَّمة بأن أوضح دورة الدم خلال الشرايين والأوردة ، وربط بين ذلك وبين مرور الدم في الرئتين (الدورة الدموية الكبرى) .
ولكن كانت لا تزال هناك فجوة أو حلقة مفقودة، وهي كيفية انتقال الدم من الشرايين والأوردة في الأطراف لكي يعود إلى القلب مرة خرى!.
ومضى ثلث قرن من الزمان، وإذ بمالبيجي، عالم الترشيح الإيطالي، يسد تلك الفجوة أو يعثر على الحلقة المفقودة بكشفه الشعيرات الدموية.
بيد أنه لم يكن أيضاً أول من اهتدى إليها، فقبله بقرون أدرك علي بن عباس، في القرن العاشر للميلاد، أن هناك شعيرات دموية من الأوعية النابضة (الشرايين) والأوعية غير النابضة (الأوردة)، وذلك في كتابه "كامل الصناعة" أو "الكتاب الملكي" الذي تُرجم إلى اللاتينية بالاسم الأخير Liber Regius .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]