دراسات متعددة تشير إلى نتائج وكيفية سير مرض “فقدان الشهية العصبي”
1997 فقدان الشهية العصبي
الدكتور أحمد محمد عبدالخالق
KFAS
كيفية سير مرض فقدان الشهية العصبي الطب
إن خط السير الذي يتخذه فقدان الشهية العصبي في المراحل المبكرة من الاضطراب يعد متذبذباً متغيراً، مع تناوب فترات من الاستفحال والشفاء الجزئي وإن تعيين مآل Prognosis المرض أو مصيره على المدى الطويل أمر صعب التحديد، لأن معظم الدراسات المنشورة إما أنها تعتمد على حالات مختارة أو نادرة غير كاملة في تتبعها للحالات. ونهاية المرض ونتيجته Outcome متغيرة جداً.
وقد كشفت الدراسة الوحيدة عن مال المرضى على المدى الطويل أن الاضطراب يتخذ خطأ مزمناً خلال سنين عديدة، وأن 18% من المرضى على الأقل يموتون، ويحدث ذلك بوصفه نتيجة مباشرة للاضطراب أو من الانتحار.
ويذكر «عكاشة» أن نسبة الوفاة تبلغ 15% تقريباً، ويتحول المرض إلى درجة مزمنة في 50% من الحالات ومن الواضح أن الوفاة لا تحدث من سوء التغذية فقط بل من الانتحار أيضاً.
ولكن الدراسات الأكثر حداثة عن نتيجة المرض خلال فترات قصيرة، تشير إلى مآل أفضل قليلاً، مع حالات وفاة أقل.
ويحقق حوالي خُمس (20%) عدد المرضى الشفاء الكامل، على حين يظل (20%) مرضى بشدة، ويكشف العدد الباقي؛ أي ثلاثة أخماس (60%) عن اضطراب مزمن أو متقلب (المرجع والموضع نفسه). وتحدد الدراسات المنشورة عام 1994 نسبة وفاة تبلغ 5%.
وقد حُسب معدل الوفاة نتيجة مرض فقدان الشهية العصبي من استعراض شامل لخمس عشرة سلسلة من الدراسات، أجريت فيما يزيد على عشرين عاماً فكان 5%، وظهر أن معدل الوفاة يرتفع عندما يكون المرض موجوداً لأكثر من خمس سنين.
ويذكر «هيرزوج» وصحبه أن معدلات الوفاة الناتجة عن فقدان الشهية العصبي تعد بين أعلى المعدلات المسجلة للاضطرابات النفسية في مجال الطب النفسي.
ويضيفون: إنه على الرغم من الاهتمام الشديد بفقدان الشهية العصبي على المستويين العلمي والجماهيري خلال العقدين الأخيرين فما زال هذا المرض لغزاً حتى الآن.
ومن ثم يتعين بذل مزيد من الجهود العلمية والإكلينيكية في سبيل فهم هذا الاضطراب، مع ضرورة النظر إليه على أنه حالة من حالات الخطورة أو الطوارئ من الناحية الإكلينيكية، مما يتطلب التدخل العلاجي السريع والمكثف.
والعامل الوحيد الذي تأكد أنه منبئ عن المآل (أي يمكننا من التنبؤ بمصير الحالة) – في بعض الدراسات – هو تأخر العمر عند الإصابة بالمرض، فيقال دائماً إن بداية المرضى في عمر متأخر ترتبط بمآل سيء، ومع ذلك فمن الواضح أن هناك استثناءات لذلك، فقد كشفت دراسات أخرى أن كثيراً من المرضى الذين بدأ المرض لديهم في المراهقة المبكرة تكون عاقبة المرض عندهم سيئة أيضاً.
وأسفرت الدراسات أنه كلما تطورت الحالة في مرض فقدان الشهية العصبي، وأصبح انخفاض الوزن كبيراً، ينمو على الجسم شعر كشعر الوليد، ويصبح الجلد جافاً، مع فقد الشعر الطبيعي، هذا فضلاً عن عدد من الاضطرابات الكيميائية الحيوية التي تعد ثانوية لزيادة الجوع (أو التجويع). ويحدث اضطراب في إفراز الإيستروجين وبخاصة الاضطرابات في الهرمون المنبه للجريب FSH.
وأشارت الدراسات التتبعية التي استمرت مدة عامين، أنه على الرغم من زيادة الوزن وعودة دورة الحيض في معظم الحالات، فإن سوء التوافق الاجتماعي في العلاقات الأسرية يستمر، وتداوم العادات المرضية في الأكل لدى أكثر من نصف المرضى.
وفضلاً عن ذلك يقوم المريض بوظائفه المهنية بشكل جيد، ولكن أكثر من ثلث المرضى توجد لديهم أمراض وجدانية (اكتئاب/ هوس) معاودة Recurrent، ولا يستعيد رُبع المرضى الإناث دورة الحيض، ولا يسترجعون 75% من وزنهم المثالي.
وعلى الرغم من أن الوزن ووظيفة الحيض لدى الإناث يتحسنان عادة فإن عادات الأكل تظل غالباً شاذة، فيصبح بعض المرضى زائدي الوزن، في حين يتطور لدى بعضهم زيادة في الشهية أو الشره العصبي على حين يبقى بعضهم الآخر في حالة نقص الوزن بطبيعة الحال.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]