أسلوب “الخبرة التربوية المتكاملة” المتبع في رياض الأطفال بالكويت
1995 مستويات النمو العقلي
الدكتور محمد مصيلحي الأنصاري
KFAS
أسلوب الخبرة التربوية المتكاملة العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
ولما كان الانتقال من استخدام الخبرات التربوية التقليدية أو المنفصلة إلى استخدام الخبرات التربوية المتكاملة كما توصلت إليها اللجان المختصة ، يعد من وجهة نظر الباحث تطويراً ذا أهمية بالغة يمكن ان يترك أثره على الطفل بصفة عامة وعلى قدرته على إكتساب العمليات العقلية المعرفية بصفة خاصة.
فإن يصبح لزاماً علينا التوقف عند هذا النوع من الخبرات الذي استهدف مصمموه أن يأتي تمتشياً مع احتياجات الطفل ومطالب نموه ، وان يدفعه إلى التعليم ويزيد من رغبته في التحصيل الدراسي مستقبلاً ، فضلاً عن أن هذا البرنامج يسعى ضمن ما يسعى إلى تعويض الأطفال عما يعانونه من قصور ثقافي أو بيئي يتعرضون له خلال سنوات حياتهم الأولى.
وسوف يقتصر عرضنا للخبرات المتكاملة على مفهومها ومحتواها وطريقة تنظيمها واساليب تصميم برنامجها وغطارها المرجعي وكذلك بعضاً من نماذجها ، على اعتبار أن هذه العناصر هي الأكثر اتصالاً بموضوع الدراسة في البحث الحالي .
أما عن مفهوم الخبرة المتكاملة ، فهي تعد منظومة تتكون من مجموعة من العناصر التي تتكامل مع بعضها البعض وتتفاعل تفاعلاً وظيفياً محققاً لأهدافها المحددة ، دون أن يشكل ذلك قيداً على حرية كل من المعلم والمتعلم ، بل إنها تسمح للمتعلم بأن يستجيب لعناصرها وفقاً لسرعته النابعة من قدراته واستعداداته وخصائص نوه ، وينتقل محتوى الخبرة بالطفل من العام إلى الخاص ، ومن السهل إلى الصعب ، ومن البسيط إلى المركب ومن المحسوس إلى المدرك حسياً فالمجرد ، الأمر الذي يسهم في تقحيق تكامل النمو بمجالاته المختلفة ، ووفقاً لظروف الطفل وإمكاناته .
واما عن محتوى برنامج الخبرات المتكاملة فإنه يتكون من عدد من المفاهيم الرئيسة التي تنبثق بشكل طبيعي من موضوع الخبرة ، والتي تترجم عادة إلى مفاهيم فرعية تتدفق منها العديد من الأنشطة التعليمية الهادفة إلى تحقيق نمو الطفل معرفياً ووجدانياً ونفسياً حركياً بما يعمل على تكامل جوانب نموه.
وتتعدد المفاهيم المكونة لبنية الخبرة ، وتختلف باختلاف موضوعها ، وبالرغم من هذا التعدد في المفاهيم ، إلا أن الترابطن والتناسق والتدرج في تقديم كل من هذه المفاهيم ، يجعل كل مفهوم دوره في إلقاء الضوء على موضوع الخبرة ككل .
ومن هنا يحدث التكامل المنشود من هذا النوع من الخبرات . إن تنوع المفاهيم وتدرجها يساعد على إيجاد مستويات متعددة في السهولة والصعوبة ، العمومية والخصوصية ، وذلك يساعد كلاً من المعلمة والطفل في الانتقال من مستوى لآخر أعلى منه ، ويشبع حاجة الطفل للإستطلاع والإكتشاف ويدفعه لمواصلة العمل ويستثير تفكيره لحل ما يتعرض له من مشكلات.
وهذا كله من شأنه أن يساعد على تشعيب مفاهيم الخبرة في مسارات متعددة تتدفق منها المعلومات والمهارات في اتجاهات مختلفة ، غير أن مثل هذه الأنشطة لا نتصور أن تتم دون الاستعانة بالمواد والأدوات والأجهزة والوسائل التعليمية المختلفة والمناسبة لكل نوع من أنواع هذا النشاط .
ومع الأخذ في الاعتبار أهمية أن تستمر عملية التقويم المصاحبة للتعامل مع الأنشطة ، وان يعقب كل مفهوم عملية تقويم لاحق للكشف عما يحققه الطفل من نمو مع تشخيص نقاط الضعف للقيام بالتغذية الراجعة المستمرة التي تساعد على أن يصل الطفل إلى تحقيق النمو الممكن في حدود مستواه وسرعته الخاصة وتبعاً لقدراته واستعدادته الشخصية .
وأما عن قواعد تنظيم محتوى برنامج الخبرات المتكاملة فهي تتضمن العديد من محددات أساليب العمل التي غالباً ما يتضمنها دليل المعلمة ، مثل تحديد دور كل من المعلمة والطفل في التفاعل مع برنامج الخبرة وتنفيذ مناشطها ، ومتى يكون لزاماً على المعلمة أن تتدخل ومتى ينبغي عليها الانتظار حتى يتوصل الطفل إلى استجابة معينة.
وكيف يمكن تنظيم عرض المواد والأنشطة المكونة للخبرة بحيث يكون أمام الطفل فرصة الاختيار من بين العديد من الأنشطة المعروضة عليه ، ثم هل يكون للمعلمة هي الأخرى فرصة أن تختار من الأنشطة المكونة للخبرة.
وهل يمكنها أن تضيف إليها من إبداعاتها ومبتكراتها ، أو أن تقدم وتؤخر في عرض أجزاء الخبرة ومناشطها ، ثم ما هو موقف المعلمة من تقديم ما تستطيع وما لا تستطيع الطفل تحقيقه من أهداف الخبرة وهل يمكن أن تسهم استراتيجيات المعلمة وطرائقها وفنياتها ومراعاتها للفروق الفردية في التأثير على إنجازات الطفل ، وكيف يمكن أن يتم ذلك كله؟ (بهادر، 1987، 177-186) .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]