“الميكروفيلم”: الطبعة الوحيدة لمعالجة المعلومات آلياً
1995 الحاسوب والقانون
الدكتور محمد المرسي زهرة
KFAS
الميكروفيلم معالجة المعلومات اليا التكنولوجيا والعلوم التطبيقية الحواسيب، الانترنت والأنظمة
والفرض – هنا – أن المعلومات لم تُطبع ، بعد معالجتها معالجة آلية ، إلا على ميكروفيلم Com فقط .
وهو احتمال يتوقف الإقدام عليه من قبل الشركات ، ومن ثم انتشاره ، على مدى حجية الميكروفيلم Com في الإثبات .
فهو ، أي الميكروفيلم Com ، يحقق للشركات والبنوك فوائد عملية كثيرة منها : الاقتصاد في استخدام الورق ، ومن ثم توفير ثمنه خصوصاً بعد ارتفاع سعره بسرعة جنونية . فالميكروفيلم A6 (105 ملليمتر × 148 ملليمتر) يمكن أن تطبع عليه معلومات مطبوعة على 260 صفحة.
كذلك يبدو الميكروفيلم Com وسيلة ناجحة لضغط حجم الأرشيف الذي وصل إلى حد يصعب السكوت عليه . ويترتب على ذلك توفير مكان الأرشيف القديم ، وكذلك توفير الوقت والجهد لسهولة الرجوع إليه .
وبالرغم من هذه الفوائد العملية الهامة ، إلا أن نظام الميكروفيلم Com القانوني قد يشكل عقبة أمام انتشاره .
فالمشرع ، في مصر والكويت ، ما زال يلتزم الصمت حتى الآن بالنسبة للميكروفيلم . ولذلك فإن القول بأن الميكروفيلم Com يُعتبر من حيث الإثبات "أصلاً" وليس صورة كالميكروفيلم العادي سيساعد – دون ريب –على انتشاره في الحياة العملية .
إذ يستوي لدى الشركات – قانوناً –أن تحتفظ بمستنداتها في شكل ورقي أو في شكل ميكروفيلم Com ، أو في شكل شريط ممغنط . لكنها ستثفضل – عملاً – الميكروفيلم Com نظراً لمزاياه السابق الإشارة إليها .
ولا يبقى كعقبة أمام انتشار الميكروفيلم Com في الحياة العملية سوى " الشكل " الذي يتطلبه القانون بالنسبة لبعض الدفاتر التجارية .
فقد رأينا أن القانون، في مصر والكويت وفرنسا ، يشترط أن تكون الدفاتر التجارية مرقمة وموقعة ، وهو أمر يستحيل مراعاته بالنسبة للميكروفيلم Com.
وقد اشترط القانون مراعاة هذا "الشكل" ضماناً لصدق هذه الدفاتر ، وخشية التلاعب فيها يتغير بعض صفحاتها . وهي ضمانات يمكن أن تتحقق ، ربما بصورة أفضل ، عن طريق الميكروفيلم Com.
فهل يمكن إذن مسك دفتر يومية في شكل ميكروفيلم Com طالما أنه يحقق الضمانات التي يبحث عنها المشرع ، حتى ولو كان غير مرقم ولا موثق ؟
بعبارة أخرى ، هل يكفي احترام "روح" نصوص القانون ، أم يجب ايضاً مراعاة "الشكل" الذي فرضه القانون" ؟
فالطريقتان تحققان "ذات" الضمانات التي يهدف إليها القانون المطلوب ، وإن كانت تحقق للشركات فوائد عملية كثيرة ، والأخرى ، الدفتر المرقم والموقع ، يتوافر لها "الشكل" القانوني ، لكنها تحتاج" لتكاليف مرتفعة من حيث ثمن الورق ، ومكان الأرشيف ، فضلاً عن بطئها وصعوبة البحث عن المعلومات المطلوبة .
الخلاصة إذن نحن أمام المفاضلة بين التمسك "بروح" القانون ، وبين التمسك "بالشكل" القانوني الذي فرضته النصوص صراحة .
لا شك أن الحل الأمثل هو تدخل المشرع ، ونرجو أن يكون ذلك قريباً ، لكي يسمح للتاجر ، فرداً كان أم شركة ، بحرية اختيار "شكل" دفاتره التجارية ، ميكروفيلم Com أو أي مستند "آلي" آخر مقروء وذلك كما فعل المشرع السويدي مثلاً بشروط معينة. لكن إلى أن يقرر المشرع ذلك ، وقد يتأخر ، يبقى التساؤل السابق قائماً ينتظر موقف القضاء
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]