مظاهر مشكلة ضعف التلاميذ في التعبير
1995 تنمية مهارات التعبير الإبداعي
الدكتور عبدالله عبدالرحمن الكندري
KFAS
مظاهر مشكلة ضعف التلاميذ في التعبير الفنون والآداب المخطوطات والكتب النادرة
يعد ضعف التعبير مشكلة عربية ، تشعر بها جميع الدول العربية، لأن نتائج الاستفتاء الذي وزعته المنظمة العربية للثقافة والعلوم عام 1974 ، كشف عن ضعف التلاميذ الواضح في التعبير في جميع مراحل التعليم .
ويتفق معظم المدرسين على أن أكثر التلاميذ يبدون ضعافا في التعبير، مما يسبب مشكلة ، لها خطورتها بالنسبة لأهم عملية من عمليات الاتصال.
وهم يرون أنهم على الرغم مما يبذلونه من جهد وتوجيه وتدريب على الكتابة والتحدث ، فالتلاميذ لا يزالون ضعافاً.
وضعف التعبير لدى التلاميذ ، يعد مشكلة من المشكلات المدرسية بل من أهم المشكلات ، حيث إن التعبير هو وسيلة التلاميذ ليعبروا عن أفكارهم ، وعن فهمهم ، ليس لمادة اللغة العربية فحسب بل لغالبية المواد الأخرى .
فالطالب ، لكي يجيد ويبدع في الإجابة عن أي سؤال في أي مادة يجب أن يتوافر لديه ، إلى جانب فهمه واستيعابه للمادة ، التعبير السليم لإيضاح الإجابة.
وهذا الضعف يشكو منه أصحاب الأعمال أيضا، فالكثير من القائمين على الأعمال الكتابية لا يستطيعون الكتابة بوضوح ، ناهيك عن الكتابة بأسلوب جذاب .
وإن الكثير من التلاميذ يرسبون في العلوم ، والرياضيات والتاريخ وغير ذلك من المواد ، لا يسبب صعوبة هذه المواد في حد ذاتها ، بل لأنهم ، على ما يبدو، لا يستطيعون أن يتصدروا المطالب هذه المواد من الناحية اللغوية.
ويتضح هذا الضعف في تعبير التلاميذ في عدة مظاهر، منها :
1- قلة الثروة الفكرية .
2- إهمال الترتيب المنطقي والربط بين الأفكار .
3- عدم تقسيم الموضوعات إلى فقرات ، كل فقرة تؤدي فكرة معينة .
4- اضطراب الأسلوب والتواء عباراته.
إن الغالبية العظمى من موضوعات التعبير التي تدرس في مدارسنا ، وخاصة في المرحلة الثانوية يمكن أن تصنف تحت هذا النوع من التعبير "التعبير الإبداعي"، حيث يختار مدرس اللغة العربية في دولة الكويت موضوعات التعبير في المرحلة الثانوية من واقع خبرته الشخصية.
ويركز فيها على استغلال الأحداث الوطنية والمناسبات العامة والدينية ، والقصص المختلفة ، ويقوم بها دون الالتفات إلى العناصر الأساسية للكتابة الإبداعية ، مثل :
1- خلق جو في الفصل يشجع التلاميذ ، وينمي فيهم الميل إلى هذه الكتابة .
2- تقبل محاولات الكتابة ولو كانت ساذجة ، وتنفير الطلاب من النقل ، ومكافأة الممتازين .
3- تعبير التلميذ عما في نفسه هو بالكتابة الإبداعية .
4- معرفة بعض المعايير التي يستخدمونها في كتاباتهم أو يستعملونها في تقويمها ، وهذا من أهم ما يعين التلاميذ على النمو والتقدم في هذا النوع من الكتابة.
وإذا لم يكن هناك توجيه علمي من المعلمين لطلابهم ، فإن كتاباتهم تبدو ضعيفة المستوى من حيث الفكر والتنظيم على حد سواء .
ولا يتسنى للتلاميذ اكتساب مهارات التعبير الجيد والكتابة السليمة ، إلا عن طريق التدريب المستمر والكتابات المتوالية.
ويرى بعض المربين أن التلاميذ ، في الواقع ليسو ضعافا في التعبير إذا لديهم القدرة التعبيرية منذ حداثتهم ، فنحن ، حين نستمع إلى تلميذ في سن العاشرة مثلا يتحدث إلى صديق له عن مباراة في كرة قدم ، أو عن مشاجرة بين زميلين ، أو عن رواية شاهدها في التلفزيون ، فإنه يقص ذلك في تسلسل وتتابع ودقة وإحكام.
ولكن كيف يتمكن المدرس من أن يجعل هذه القدرة التعبيرية في انسيابها وطلاقتها قدرة تعبيرية ، تتمشى والتعبير اللغوي والتسلسل المنطقي والتنظيم الفكري ؟
ولو تطرقنا للمشكلات الحقيقية في التعبير في مدارسنا ، لوجدنا أنه يجب علينا أن نسأل أنفسنا هذه الأسئلة :
1- أين تنمية قدرة التلميذ على المحادثة والمناقشة ؟
2- أين تنمية قدرة التلاميذ على قص القصص ؟
3- أين تنمية كتابة الرسائل والتقارير والملخصات والسجلات ومحاضر الجلسات ، وما إلى ذلك ؟
4- أين تنمية قدرة التلميذ على التعبير عن نفسه بطلاقة فكرية ؟
5- أين إرشاد التلميذ إلى مصادر الحصول على الأفكار ؟
6- أين الفرص الطبيعية الحقيقية، التي تخلق في المدرسة وتستثير دوافع التلميذ إلى الكلام أو الكتابة ؟
7- أين تشجيع التلاميذ على الكتابة الإبداعية ؟
8- ماذا عندنا من حقائق عن هذا النوع من الكتابة؟
الواقع أنه ليس عندنا في اللغة العربية من البحوث ما يمكن أن نهتدي بنتائجها للإجابة عن الأسئلة السابقة . ولذا فإنني أرى أن تنمية مهارات الكتابة الإبداعية لدى طلاب المرحلة الثانوية أمر ضروري ، لأن هناك ضعفا عاما في التعبير في جميع مراحل التعليم.
ويتضح ذلك من كتابات التلاميذ التحريرية ، حيث نرى قصورا في التعبير والتواء في الأسلوب ، وكثرة في الأخطاء النحوية ، وأغلاطا في رسم الكتابات ، وخروجا عن فكرة الموضوع الرئيسية (2).
وفي ضوء ما سبق ، فإن الحاجة ماسة إلى تنمية مهارات الكتابة الإبداعية ، حتى يمكن أن نكشف عن مواهب الموهوبين ، ونتيح الفرصة لهم لاستعمال اللغة الصحيحة أداة للتعبير .
ونظرا لاتساع مهارات التعبير الإبداعية ، وكون الكتب التي تناولت موضوع التعبير بصفة عامة ومهاراته بصفة خاصة متنوعة ومتعددة في اللغة الإنكليزية ونادرة في اللغة العربية، فقد اقتصرت على عدد من هذه المهارات ، سأحددها – إن شاء الله – فيما يأتي من صفحات .
أما الدراسات الأجنبية فيمكن النظر إليها من خلال أربعة جوانب :
أولا : دراسات خاصة بأهداف التعبير ، مثل : دراسة "تيرني Tierney" 1979 .
ثانياً : دراسات خاصة بمحتوى التعبير ، مثل دراسة : "هيلجزر Hilgers" 1980 .
ثالثاً : دراسات خاصة بتقويم التعبير، مثل دراسة "كوبلاند بريمان Copland" 1980 .
رابعاً : دراسات خاصة بطرق تدريس التعبير ، مثل دراسة :
– "ادواردز" Edwards 1975 .
– "بيتي" Betty 1975 .
"جوليان ادج" (julian Edge) 1980
وأما الدراسات العربية فقليلة ، وهي :
1- دراسة صلاح مجاور 1956(4).
2- دراسة عبد الفتاح عبد الحميد محمد 1983(5).
3- دراسة محمد عبد القادر أحمد 1984(6(.
4- دراسة طه غانم عبد المولى 1985.
وبنظرة سريعة على هذه الدراسات العربية ، نجد أن بعضها ركز على محتوى منهج التعبير ، وبعضها الآخر ركز على بعض المهارات الوظيفية في الكتابة ، فليس هناك إذن ، حسب علمي ، أية دراسة عربية عن تنمية مهارات التعبير الإبداعي .
ومن خلال عرض ما سبق من بحوث، يمكن أن نصل إلى النتيجتين التاليتين :
1- تنوع الأبحاث الأجنبية وكثرتها في مجال التعبير .
2– ندرة الدراسات العربية في هذا المجال .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]