الملوثات الإشعاعية ومصادرها
2007 في الثقافة والتنوير البيئي
الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع
KFAS
الملوثات الإشعاعية البيئة علوم الأرض والجيولوجيا
عرف الإنسان الآثار المدمرة للإشعاعات النووية في أعقاب الحرب العالمية وخاصة عام 1954م، حيث أدت القنابل النووية التي ألقيت على مدينتي هيروشيما ونجازاكي إلى انبعاث إشعاعات نووية مدمرة أودت بحياة ما يزيد عن (100 ألف) فرد، وإصابة العديد من السكان بالحروق التي أدت إلى وفاة أعداد كبيرة منهم بعد سنوات وذلك من جراء تعرضهم للإشعاع.
وفي 25 إبريل عام 1986م وقع حادث انفجار المفاعل النووي رقم (4) بمحطة القوى الكائنة في تشرنوبيل بروسيا.
فتسربت كميات ضخمة من النواتج الإشعاعية، وكنت سحابة ضخمة من الغاز والغبار المشع فوق مكان الحادث التي انتشرت بفعل الرايح إلى أجواء دول أخرى مثل فنلندا وألمانيا وتركيا.
ولقد أدى هذا الحادث إلى انزعاج شديد في كل أنحاء العالم، حيث تلوثت مزارع العديد من الدول بفعل الأمطار الملوثة بالإشعاعات، وتلوثت الألبان نتيجة أكل الأبقار للأعشاب الملوثة، وكانت محصلة ذلك هو الامتناع عن استيراد العديد من الأطعمة، وعدم تناول أي طعام يشك في تلوثه. وتم إعدام أي طعام أو شراب أو حيوان أو نبات يثبت تلوثه بالإشعاع.
ماهية الإشعاعات الملوثة؟ وما مصادرها؟
يعكس الخوف والفزع المصاحبان لعبارة تلوث إشعاعي مدى الوعي بمخاطره؛ ولكن ثمة سوء فهم قد يحدث لدى من ليس لديهم وعي كاف بماهية الإشعاعات الملوثة، ومكوناتها، ومصادرها، والجرعات الضارة منها، وآثارها.
والإشعاعات الملوثة صورة من صور الطاقة، التي تنتقل على هيئة موجات ذات طاقة وتذبذب عاليين، وطول موجي اقصر بكثير من طول موجات الضوء والموجات فوق البنفسجية، ولها قدرة عالية على احتراق الخلايا الحية وتدميرها. وتتعدد مصادر الأشعة الملوثة ومن أهمها ما يلي:
أ- الإشعاعات الكونية:
وتأتي من الفضاء الخارجي مصاحبة لضوء الشمس، ويمتص الأوزون نسبة كبيرة منها، كما ينبعث بعض من هذه الإشعاعات من الأرض.
ب- العناصر والنظائر المشعة
العناصر ذات الفاعلية الإِشعاعية، وهي مجموعة من العناصر الثقيلة الموجودة في الطبيعة منها: اليورانيوم، والثريوم، والراديوم، وكذلك النظائر المشعة مثل: الكربون 14، والبوتاسيوم 40، وتلوث البيئة بالإشعاعات المنبعثة من هذه العناصر نتيجة حدوث تسرب إشعاعي من المفاعلات النووية، وأيضا نتيجة انفجار القنابل النووية، أو أثناء استخراج بعض المواد المشعة من المناجم.
جــ- الإشعاعات الصناعية
ويتم الحصول عليها صناعيا، وتستخدم لأغراض متعددة. ومن أمثلها الأشعة السينية والتي تعرف بأشعة (x).
وقد تمكن العالم رونتجن من توليد الأشعة السينية وذلك باستخدام أنبوب رونتجن، وتعتمد فكرته إثارة الإلكترونات بفعل تسخين فتيلة التنجستون تحت جهد كهربي عال، مما يؤدي إلى تحررها بسرعة واصطدامها بالهدف المصنوع من التنجستون أو من فلز آخر مناسب، فتتولد الأشعة السينية (x)، ذات الأطوال الموجية القصيرة جدا، القادرة على اختراق المواد، والمؤثرة في الألواح الحساسة.
وتستخدم الاشعة ذات الطاقة المنخفضة منها في تصوير كسور العظام، بينما تستخدم الأشعة ذات الطاقة المرتفعة في تدمير الخلايا المكونة للأورام الخبيثة.
حيث توجد أشعة x (ذات الشدة العالية الشدة) صوب الورم أثناء تدوير جسم المريض، وقد تُصوب نحو الورم مصادر متعددة تصدر أشعة x (منخفضة الشدة)، وتكون محصلتها مركز تلاقي أشعة (مرتفع الشدة) يؤثر في الورم. ويلاحظ أن التحكم في جهد الأشعة السينية يتم عن طريق التحكم في فرق الجهد بين الهدف والفتيلة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]