البيئة

أنواع الملوثات الفيزيائية للماء

2007 في الثقافة والتنوير البيئي

الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع

KFAS

الملوثات الفيزيائية البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

أ- ملوثات إشعاعية

يحذر العلماء من أخطار التلوث الإشعاعي للماء الناتج عن الاستخدام في تبريد الأجهزة التي تحوي المواد المشعة.

كما تسهم الأمطار الملوثة بالغبار الذري والتي تتساقط على المسطحات المائية في زيادة خطورة التلوث الإشعاعي للماء.

وتكمن خطورة هذا النوع من أنواع الملوثات في إحداث العديد من الأضرار بالكائنات الحية، وذلك نتيجة انتقال تلك الملوثات الإشعاعية من الماء إلى الإنسان عبر سلاسل الغذاء.

 

وتتزايد تدريجيا خطورة تلك الملوثات مهما انخفضت الكميات الملوثة منها للماء، وذلك نتيجة تجمعها وتركيزها داخل أجسام الكائنات الحية على طول السلسلة الغذائية وهذا ما يعرف بظاهرة التراكم البيولوجيBioaccumulation

وقد لاحظ العلماء أن العوالق المائية بنهر كيلنج بالولايات المتحدة تحوي تركيزات من المواد المشعة يفوق تركيزها بالماء بمقدار عشرة آلاف مرة، حيث تعد العوالق مخزنا للمواد المشعة. 

ويتزايد هذا التركيز بالأسماك التي تتغذى على الآلاف من تلك العوالق الخازنة للمواد المشعة، وهكذا تتركز المواد المشعة في الأسماك وتنتقل بتركيزات ضارة للإنسان الذي يوجد على قمة الهرم الغذائي.

 

ب- ملوثات حرارية

تنشا ظاهرة التلوث الحراري للماء عندما يوجد فرق ملحوظ في درجة حرارته بين عمقين مختلفين، أو بين منطقة وأخرى، وهذا الاختلاف الحراري يُعزى إلى صرف الماء المستخدم لتبريد المحركات الميكانيكية بالمنشآت الصناعية ومحطات توليد الطاقة في المسطحات المائية كالبحار والأنهار.

 

مما ينشأ عنه ارتفاع ملحوظ في متوسط درجة حرارة المجرى المائي في منطقة عن منطقة اخرى ويترتب على هذا التباين الحراري ما يلي:

1- نقص في المحتوى الأكسجيني للماء.

2- تغير سريع في معدلات الأيض بالأحياء المائية.

 

3- تنشيط التفاعلات الكيمائية داخل الخلايا الحية.

4- يزداد معدل نمو الطحالب والبكتريا المسببة لظاهرة الإثراء الغذائي.

 

5- تهجير الأسماك المجرى المائي إذا ما ارتفع درجة حرارته ارتفاعا ملحوظا.

6- تموت العديد من الكائنات الحية وتتحلل نتيجة للتغير الحراري الطارئ في بيئتها.

 

7- تزدد صعوبة عمليات تجهيز مياه الشرب من المجاري المائية الملوثة حراريا.

8- تنقرض بعض انواع النباتات فيختل توازن النظام البيئي بالمجرى المائي.

 

ونظراً لصعوبة الاستغناء من استخدام الماء في عمليات التبريد الصناعي، وحرصا على تجنب العديد من الأضرار الناتجة عن التلوث الحراري للماء فقد أكد العلماء على ضرورة مراعاة ما يلي:

1- خفض درجة حرارة الماء المستعمل في عمليات التبريد الصناعي، وذلك بإنشاء أبراج ضخمة لتبريد الماء قبل غلقائه في المجاري المائية.

2- استخدام المياه العميقة في عمليات التبريد لانخفاض حرارتها عن درجة حرارة المياه السطحية.

 

وهكذا يمكن خفض التباين الحراري بين حرارة المياه المستعملة والمياه السطحية.

كما نجح العلماء في استغلال تلك المياه الملوثة حراريا وخاصة التي تم سحبها من المياه العميقة في اغراض نافعة، وذلك بإلقائها في أحواض المزارع السمكية حيث يؤدي توافر الغذاء بها والمدى الحراري الملائم إلى نشاط ملحوظ في معلات نمو الذريعة السمكية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى