أنواع الملوثات الكيميائية المتواجدة في الغذاء
2007 في الثقافة والتنوير البيئي
الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع
KFAS
الملوثات الكيميائية البيئة البيولوجيا وعلوم الحياة
تعد مشكلات تلوث الغذاء من أكثر المشكلات ذات الأثر المباشر على صحة الإنسان والحيوان. ويمكن تصنيف ملوثات الغذاء إلى ملوثات كيميائية وفيزيائية وبيولوجية.
1- الأملاح
منها (الزرنيخ – الأنتيمون – الرصاص – الفسفور). ويتلوث الغذاء بهذه الأملاح الملوثة نتيجة طهي الطعام أو حفظه أو تناوله في أوعية معدنية لا يتوافر بها الشروط الصحية الوجب توافرها أثناء تصنيع تلك الأوعية أو أثناء طلائها.
ويترتب على ذلك أضرار بالغة بالإنسان الذي يتغذى على تلك الأغذية الملوثة، فمثلا يتسبب تلوث الغذاء بأملاح الزرنيخ في زيادة معدلات ترسب الزرنيخ بالجلد مما يؤدي إلى استثارة السرطان بخلايا الجلد.
2- المبيدات
تتلوث الخضروات والفواكه بفعل المبيدات التي تستخدم للقضاء على الحشرات والآفات، كما هو مبين في الشكل (19):
حيث تتركز المبيدات في الأنسجة النباتية، مما يؤدي إلى تسمم بالمبيد لدى من يتناول تلك المنتجات المعاملة بالمبيد، ولا سيما إذا لم تغسل جيدا قبل تناولها، وتتوقف حدة التسمم الناتج عن تلك المبيدات على: نوع المبيد، ودرجة تركيزه.
ومن أخطر المبيدات الحشرية وأشدها تلويثا مبيدات: الــ (د.د.ت) والتوكسافين والدايلدرين.
بعد التوكسافين من المبيدات السريعة الانتشار في الأنسجة الذهنية، وينتج عن تجمعه بها قرح سرطانية، خاصة في الأنسجة الحاوية لنسبة عالية من الدهن كالكبد.
كما يعد الدايلدرين من أخطر المبيدات الحشرية الملوثة للغذاء، وهو من أشهر المبيدات التي دام استعمالها في الولايات المتحدة لفترة طويلة، نظرا لكفاءته العالية في القضاء على حشرات الغلال، وقد تم منع استخدامه بعد ثبوت آثاره الضارة على الإنسان والبيئة.
ونظرا لخطورة التأثير التلويثي للمبيدات الحشرية على اللحوم فقد تم إعدام ملايين الدجاج في عام 1974م بالميسيسيبي، التي تلوثت لحومها بتركيزات عالية من تلك المبيدات بلغت خمسة أضعاف الحدود المسموح بها، وذلك لتجنب استثارة السرطان بأجسام من يتغذى على تلك اللحوم الملوثة.
3- الهرمونات
هي مركبات عضوية تتكون طبيعيا في الجسم لتؤثر على عمليات حيوية معينة، وقد يلجأ مربو الابقار والأغنام والدجاج إلى استخدام الهرمونات وذلك لتسمين حيواناتهم إما عن طريق حقن الحيوانات بهرمون الايستروجين Ostrogene أو مواد شبيهة به أو بإضافته إلى أعلافها.
فالتركيز الزائد لهذه الهرمونات المنتقلة إلى الإنسان ضمن غذائه تتسبب في إصابته بأورام سرطانية في أماكن مختلفة من الجسم، كما تؤدي إلى اختلال في وظائف غدده الصماء فتتأثر خصوبته، وذلك نتيجة الخلل الهرموني المصاحب لتغذيته على لحوم ملوثة بتركيزات عالية منها
4- المضادات الحيوية
اعتاد بعض مربي الحيوانات على حقن حيواناتهم بكميات كبيرة من المضادات الحيوية وخاصة البنسلين، وذلك لرخص ثمنه وكمفاءته العالية في وقاية الحيوانات من الإصابة بالعديد من الأمراض الناتجة عن عن تربيتها في ظروف غير صحية.
حيث يتسبب البنسلين ايضاً في زيادة وزن الحيوان وذلك بسبب تنشيطه لإفرازات الغدد الجنسية وتنشيطه لإفراز هرمون الثيروكسين من الغدة الدرقية، ولذا يلجأ بعض مربي الحيوانات إلى استخدام هذا المضاد الحيوي أو غيره من المضادات.
إلا أن الحقن المتكرر للحيوانات بتلك المضادات الحيوية يصاحبه زيادة في تركيزها بشحومها ولحومها وألبانها ويترتب على ذلك اكتساب أنسجة جسم الإنسان – المتغذى عليها – مناعة تقلل من فعالية تاثير المضادات الحيوية في الميكروبات التي تهاجم جسمه.
كما لجأ بعض مربي الحيوانات إلى حقن العجول والخراف بمهدئات قبل ذبحها بساعات، فتعطش الحيوانات وتشرب كميات كبيرة من الماء ويزداد وزنها.
وقد حذرت منظمة الصحة من تلك المهدئات لما لها من آثار ضارة بأعصاب الإنسان الذي يأكل اللحوم الملوثة بها.
5- الاصباغ الصناعية والمواد الحافظة
يلوث الغذاء العديد من الأصباغ الصناعية ومن امثلتها صبغ الدلسين والأصباغ الحمراء المستخدمة في صبغ الحلوى والمخللات والشربات وغزل البنات والمياه الغازية.
وتظهر نتائج العديد من الابحاث أن زيادة نسبة تلك الأصباغ الصناعية وزيادة تركامها بالجسم له علاقة وثيقة بأورام الكبد.
كما تجدر الإشارة إلى اهمية توخي الحيطة والحذر عند استخدام المواد الحافظة لإطالة عمر المواد الغذائية المحفوظة، إذ أن تلك المواد الحافظة إذا زادت نسبتها بالأغذية عن حدود معينة فإنها تصبح مصدر التسمم الإنسان الذي يتغذى على تلك الأغذية.
6- الزيوت والشحوم الفاسدة
يؤدي تناول الإنسان للزيوت المغلية عدة مرات ضمن غذائه إلى إصابته بالعديد من الأمراض مثل سرطان الكبد وتضخمه، حيث أظهرت نتائج البحوث أن عملية الغلي المتكرر لزيت الطعام عدة مرات – وفي وجود وفرة من الأكسجين – يؤدي إلى تكوين أكاسيد فوقية وأحماض دهنية تتسبب في رفع درجة الحموضة ونسبة الهيدروكسيد الطبيعية به.
وقد ادى إعطاء حيوانات التجارب جرعات متكررة من الزيت المغلي إلى إصابة تلك الحيوانات باضرار متعددة منها خشونة وتقرح الجلود، وزيادة الدهن، وزيادة وزن الكبد والقلب عن الحدود الطبيعية، وفقدان الشهية، ونقص الوزن، وتساقط الشعر.
كما تعد الزيوت المعدنية المشتقة من البترول من اخطر المركبات تلويثا وإفسادا للغذاء وجعله بالغ الضرر على صحة الإنسان.
7- مركبات كيميائية ضارة تحويها نباتات وحيوانات يتغذى الإنسان على بعضها
تحتوي بعض النباتات والحيوانات التي يتناولها الإنسان ضمن طعامه على مركبات كيميائية ضارة وملوثة للغذاء، وتتكون تلك المواد كنواتج طبيعية لبعض العمليات الحيوية.
وقد يتسمم الإنسان نتيجة لأكله بعض الأغذية التي تحوي تلك المركبات الضارة وذلك عندما يأكل بعض الأطعمة مثل:
1- البطاطس الخضراء غير الناضجة أو التي يخضر لونها نتيجة تخزينها لفترات طويلة في أماكحن رطبة.
2- بعض البقوليات كالفول الذي يحتوي على مركبات النيتريت حيث يؤدي الإفراط في تناولها إلى تكوين مادة المثموجلوبين المسممة للدم.
3- بعض أنواع عش الغراب تحتوي على مركبات سامة، في حين أن أنواعا أخرى منه غنية بالبروتين وتستخدم كوجبات أساسية في العديد من الدول الأوربية والآسيوية.
4- ثمار الخيار والباذنجان التي يتكون بها بعض المواد السامة إذا ذبلت واصفر لونها.
5– العديد من نباتات الزينة تحوي مواد سامة، تتسبب في أضرار بالغة لمن يأكلها وبخاصة الأطفال.
6- بعض النباتات تحتوي على مواد قلويدية سامة، ذات تأثير مخدر مثل: القنب الهندي، والخشخاش.
7- العديد من أسماك الزينة الملونة وبعض أنواع المحار تحوي أجسامها مركبات سامة تضر بالإنسان، وقد تكونت تلك المركبات السامة كإحدى الوسائل الدفاعية التي يلجأ إليها الحيوان لحماية نفسه من الافتراس.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]