البيئة

مجابهة المشكلة السكانية والحد من تبعاتها في العديد من الدول

2007 في الثقافة والتنوير البيئي

الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع

KFAS

المشكلة السكانية البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

يمكن للمعرفة العلمية والتكنولوجية المتطورة أن تجابه مشكلة الانفجار السكاني، وذلك باستحداث طرائق حديثة للزراعة، وإدارة البيئة تدريجياً لتوفير الغذاء والإعاشة للبشر، وتوسيع الرقعة الزراعية، وزيادة استغلال الماء، وتعمير الصحاري، والاستغلال الأمثل للمصادر المعدنية والبترولية.

هذا إلى جانب العمل بكل اوسائل العلمية لتنمية الإنتاج الزراعي للتربة، وهو ما يعرف بالتوسع الرأسي للزراعة، وكذلك بتحسين استغلال وتنمية الثروة الحيوانية.

أما على مستوى دول العالم الإسلامي، فعندما تتضافر الجهود، وتتوفر الإمكانيات اللازمة، سيقفز إنتاج العالم الإسلامي بشكل يضمن له استقلاليته وتقدمه ونماءه. 

 

وكما هو معروف أن الإنسان يتميز عن غيره من الأحياء بصورة توفير الغذاء الروحي بجانب الطعام المادي، كي يكون عضوا بناء في المجتمع، ويصعب لأم مرهقة بالنسل أن توفر لأبنائها هذا اللون من الغذاء الروحي، حتى إن وفرت لهم الطعام المادي.

لقد حققت بعض الدول الإسلامية إنجازات رائعة في مجال الإنتاج الغذائي مثل المملكة العربية السعودية، التي اكتفت ذاتيا من القمح منذ عام 1984م، ثم بدأت في تصديره. 

ففي عام 1988م بلغت صادرتها اكثر من مليون وسبعمائة الف طن من الحبوب، و (48) ألف طن من الخضراوات والفواكه، كما بلغت الصادرات من البيض والدواجن والأسماك أكثر من 30 ألف طن.

 

وقد يقول قائل بأن الظروف المادية الجيدة ساعدت السعودية على تحقيق هذه الإنجازات.  ومع هذا فهناك دول أخرى حققت اكتفاءً ذاتيا في مجال الغذاء، رغم ظروفها الإدارية والسياسية والاقتصادية، بل أخذت في التصدير للدول الأخرى، ومثال ذلك أندونسيا التي يصل عدد سكانها اكثر من 200 مليون نسمة، وكذلك باكستان، وتركيا.

وقد لا تكمن المشكلة في الزيادة السكانية فقط ولكن هناك أسبابا أخرى أدت إلى ما تعاني منه بعض الدول من مشاكل غذائية، ومن هذه الأسباب ما يلي:

 

1- سوء التخطيط والفساد الإداري والسياسي والمالي الذي يعمل على صرف الثروات في الحروف والقلاقل الجانبية، والدليل على ذلك الواقع الذي تمر به الدول الأفريقية التي تعاني من المجاعات أكثر من غيرها.

2- النمو السكاني السريع الذي لم يسبقه تخطيط ولا إعداد.

3- السلوكيات الغذائية السيئة، التي تتراوح من الإسراف والتبذير، إلى الاعتماد على نوع واحد من الغذاء، إلى التحريم وعدم الاستفادة من بعض المصادر الغذائية، كالبقر في الهند، حيث تحرم الديانة الهندوكية أكل لحوم الأبقار.

4- الظروف الطبيعية التي تلعب دورا سلبيا أو إيجابيا كبيرا في الإنتاج الغذائي مثل: الجفاف، والثلوج، والآفات.

 

إن الوصول إلى نقطة الصفر في النمو السكاني طموح يدحضه واقع الحال، حيث لم تصل أية دولة من دول العالم إلى هذه النقطة باستثناء ألمانيا الشرقية سابقاً، وربما بعض الدول الإسكندنافية. وعلى الرغم من أن قضية الإنجاب هي في الغالب قرار فردي يصعب التدخل فيه، فإن شعور الانتماء إلى كوكب واحد (محدود الموارد) يقتضي النظر إلى الانجاب من منظار البيئة التي هي تراث الإنسانية المشترك.

فالبشرية كلها تبحر بسفينة واحدة محدودة الإطار والمحتوى، وقد يؤدي التصرف الأناني فيها إلى غرقها كلها دون أن ينجو منها أحد.

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذ يقول مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فاصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فإذا استقوا من الماء مرورا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا، ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا" (رواه البخاري).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى