العلوم الإنسانية والإجتماعية

جوانب مختلفة من اهتمام الإسلام بـ”البيئة”

2007 في الثقافة والتنوير البيئي

الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع

KFAS

اهتمام الإسلام بالبيئة العلوم الإنسانية والإجتماعية علوم الأرض والجيولوجيا

ولقد تعددت جوانب اهتمام الإسلام بالبيئة، فقد شجع الإسلام على الزراعة وإحياء الأرض، فمن أحيا ارضا ميته فله، كما قال عليه الصلاة والسلام "ما من مسلم يغرس غرسا إلا كان من أكل منه له صدقة، وما سرق منه له صدقة، وما أكل السبع منه فهو له صدقة، وما أكلت الطير فهو له صدقة". 

وجاء في وصايا أبى بكر رضي الله عنه ليزيد بن أبي سفيان عندام بعثه على رأس جيش إلى الشام قوله "ولا تقطعن شجرا مثمرا، ولا تحرقن نخلا ولا تغرقنه" وكما اهتم الإسلام بالنبات اهتم بالحيوان وأمر بالرفق به وعدم الإسراف في قتله إلا لحاجة. فقد قال عليه الصلاة والسلام: وما من إنسان يقتل عصفورا فما فوقها بغير حقها إلا يسأله الله عز وجل عنها، قيل: يا رسول الله وما حقها؟

قال رسول الله "أن يذبحها فياكلها ولا يقطع راسها ويرمي بها".  فهل تذكر هذا الحديث من يسرفون في ذبح الذبائح وصيد الحيوانات عبثا لا لحاجة إلا للتسلية فقط، قال عليه الصلاة والسلام: "من قتل عصفورا عبثا عج إلى الله يوم القيامة يقول يا رب إن فلانا قتلني عبثا، ولم يقتني منفعة".

 

كما أن فكرة المحميات فكرة إسلامية أصيلة دعا إليها الإسلام وخوّل ولي الأمر في إقامتها، لما فيه مصلحة للناس. 

كما اهتم الإسلام بكل ما من شأنه الحفاظ على صحة الإنسان وتجنيبه الإصابة بالأمراض من جراء التلوث، ولهذا جاء الإسلام بإرشادات لم يعرفها العلم إلا حديثا، ومنها ما روى ابن عباس رضي الله عنهما "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهي أن يتنفس في الإناء وأن ينفخ فيه".

كما نهي عن تربية الكلاب لغير حاجة، لما تنقله من أمراض للإنسان، وكذلك الحجر الصحي لمقاومة انتشار الأمراض المعدية.

 

فقد قال عليه الصلاة والسلام عن الطاعون" إذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها طوفي النهي عن التبول في الماء وما قد يتسبب فيه من نقل للأمراض للآخرين يقول صلى الله عليه وسلم "اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الماء وفي الظل وفي طريق الناس" فهل أدرك ذلك من يقوم بتصريف مياه المجاري في البحار والأنهار".

أما في التلوث الضوضائي فقد تضمن القرآن الكريم آيات تنهي عن رفع الصوت وعن إزعاج الآخرين في قوله تعالى ﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ﴾ (لقمان:19)، وفيه حث على احترام حقوق الآخرين، ومنها العيش في بيئة هادية خالية من الضجيج.

 

ويمكن إيجاز القواعد التشريعية الإسلامية التي يمكن أن تبنى عليها الإجراءات والتدابير اللازمة لحماية البيئة والمحافظة عليها كما يلي:

1- حماية البيئة والمحافظة عليها واجب يحتميه الدين الإسلامي على كل فرد في المجتمع.

2- إن القيام باي عمل فيه إفساد للبيئة وتلويث لها يعتبر أذى للمسلمين يعاقب صاحبه على ذلك فمن لم يهتم بامر المسلمين فليس منهم.

3- يجب على ولاة الأمر التدخل لتحقيق المصالح ودر ءالمفاسد كأن تمنع المصلحة الخاصة إذا كان فيها ضرر عام.

4- الموارد الطبيعية حق لجماعة المسلمين يجب استثمارها في ضوء الآداب الإسلامية التي تنهي عن التبذير والإسراف أو الإتلاف بدون وجه حق.

 

كما يمكن تصنيف تناول الإسلام لحماية البيئة بعمق وشمولية من خلال سبعة أقسام هي:

أولا: نظرة الإسلام إلى الكون والطبيعة ومواردها وعلاقة الإنسان بها.

ثانيا: حماية العناصر الطبيعية الأساسية والمحافظة عليها.

ثالثا: حماية الإنسان والبيئة من النفايات.

رابعا: القواعد التشريعية الإسلامية لحماية البيئة والمحافظة عليها .

خامسا: الإسلام واستبصار مشكلات البيئة.

سادسا: الانتفاع بالبيئة ومواردها من حقوق الإنسان في الإسلام.

سابعا: صيانة البيئة ومواردها من واجبات الإنسان في الإسلام.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى