الطب

الاستخدامات الطبية المتعددة لـ”أستيل حمض الساليسيليك” و”الأسبرين”

2002 في رحاب الكيمياء

الدكتور نزار رباح الريس , الدكتورة فايزة محمد الخرافي

KFAS

أستيل حمض الساليسيليك الأسبرين الطب

لقد عانى الإنسان من الأمراض الرثية (الروماتزمية) منذ بدء الخليقة ، وكان المرض منتشراً في قبائل " الفايكنغ " التي كانت تعيش في شمال أوروبا والبلاد الاسكندنافية .  واكتشف ذلك في الموميات المصرية القديمة مما يدل على إصابة الفراعنة به .

وفي البلاد الصناعية يضيع حالياً عشرة بالمائة من أيام نتيجة للإصابة بالامراض الروماتيزمية ، وتبلغ نسبة الإصابة بالعجز عن العمل والناجمة عن هذه الأمراض عشرين بالمائة ، وهكذا فإن من يعانون من هذا المرض يشكلون ثاني أكبر مجموعة من العاجزين عن العمل . 

وبالإضافة إلى ذلك فإن معدل نسبة الإصابة بالروماتيزم في العالم تبلغ اثنين بالمائة من مجموع السكان .  أما عن كلفة علاج هؤلاء المصابين فتبلغ في ألمانيا الاتحادية وحدها سبعة بلايين مارك ألماني ، فإذا اضفنا إلى ذلك الخسارة الناجمة عن توقف المصابين عن العمل وتقاعدهم المبكر فإن هذه الكلفة ترتفع إلى ما يزيد على ثلاثين بليون مارك سنوياً .

 

وفي إطار البحث عن علاج لهذا المرض لعبت الكيمياء دوراً رائداً ، بدأ منذ ما ينوف على مائتي عام ، حينما لاحظ الإنجليزي ادموند ستون (E. Stone) ان لحاء شجرة الصفصاف له تأثير قابض قوي وأنه يشفي من الحمى والقشعريرة . 

ولقد لعبت الصدفة دوراً كبيراً في اكتشاف ستون حين تذوق لحاء الصفصاف عام 1757 وكان دواءاً شعبياً معروفاً ولفت نظره شدة مرارته وتشابه طعمه مع طعم لحاء الكينا الذي كان يستخدم لعلاج الملاريا . 

وبعد خمس سنوات من التجارب السريرية كتب ستون خلاصة تجاربه إلى الجمعية الملكية ، وبين إمكانية استخدام لحاء الصفصاف في علاج إصابات الحمى.

 

ومضى نصف قرن قبل أن يبدأ الكيميائيون في البحث عن الجوهر الفعال في لحاء الصفصاف .  وفي عام 1828 تمكن "بوخنر" (Buchner) الألماني من فصل كمية صغيرة من مادة الساليسين وهي مشتق سكري من حمض الساليسيليك من لحاء الصفصاف على شكل بلورات إبرية مرة المذاق . 

ثم جاء العالم الالماني كولب (Kolb) وتمكن عام 1860 من اصطناع حمض الساليسيليك بدلاً من استخلاصه من لحاء الصفصاف وأنشئ اول مصنع لإنتاج الحمض في مدينة دريزدن الالمانية عام 1874.

وساعد توفر هذا الحمض بكلفة منخفضة في انتشار استخداماته السريرية ، وبدأ الأطباء في استخدامه في علاج الحمى الروماتيزمية (الرئوية) منذ عام  1875، ثم استخدم في العام التالي لعلاج داء النقرس والتهاب المفاصل المتعددة والذي قد يؤدي للإقعاد وكذلك العلل الالتهابية التي تصيب الكهول وبخاصة النساء إضافة إلى العضال العظمي التنكسي والذي تؤثر بشكل خاص على الركبتين .

 

ثم جاء "الأسبرين" الذي بدأ اكتشافه عام 1889 ، وتتلخص قصة اكتشافه في أن والد أحد الكيميائيين العاملين في شركة باير الألمانية كان يعاني من التهاب المفاصل وكان يتناول ساليسيلات الصوديوم كعلاج لذلك . 

لكن هذا العقار كان يسبب له استثارة مزمنة وحادة لمعدته ، لذا قام "هوفمان"(Hofmann)  الابن في البحث عن مشتق للسايسيلات يكون أقل حموضة من سليسيلات الصوديوم ، فتوصل إلى أن اسيتيل حمض الساليسيليك هو هدفه المنشود .  

وأثبت هذا العقار نجاعه في شاء هوفمان الاب والتخفيف من آلامه .  وبعدها بدأت شركة باير الالمانية في إنتاج هذا العقار وأطلقت عليه اسم "أسبرين" .  واليوم يستهلك الأمريكيون حوالي ثمانين مليون حبة وينفقون ما يقرب من بليوني دولار على العقاقير التي تحتوي على الأسبرين .

 

ولقد وجد الاطباء ان الجرعات القليلة من الأسبرين (أقل من حبة في اليوم) تساعد على تسييل الدم ومنع الإصابة بالنوبات القلبية والخثار المخي . 

أما تناول حبتين إلى ست حبات يومياً (أي ما يعادل 3-1 غرامات) فإنه يساعد على تسكين الآلم والحمى . لكن الجرعات التي تزيد عن ذلك (8-4 غرامات يومياً) فإنها تقلل احمرار المفاصل الناجم عن بعض الأمراض مثل الحمى الروماتزمية والنقرس .

 

ويستخدم الأسبرين كذلك في إذابة مسامير القدم ويستثير فقدان حمض البول من الكلى ويقتل البكتيريا .  لكنه يساعد على الإصابة بقرحة المعدة ويعزز احتباس السوائل في الكلى .

وهناك استخدامات أخرى للأسبرين حيث يستخدمه علماء البيولوجيا لمنع انتقال الأيونات عبر أغشية الخلية ، وفي حث بعض النباتات على الإزهار .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى