الطب

الأسباب المؤدية إلى تلف الأسنان والطرق المتبعة لمعالجتها وحمايتها

2002 في رحاب الكيمياء

الدكتور نزار رباح الريس , الدكتورة فايزة محمد الخرافي

KFAS

تلف الأسنان الطب

هل صرخت يوماً من آلام الاسنان واسرعت إلى الطبيب ؟ … وهل عرفت الاسباب التي تؤدي إلى نخر الأسنان وتسوسها ؟ إن هذه الأسباب بسيطة ومعروفة ولكن القضاء عليها قضاءاً تاماً لم يتوفر حتى الآن .

هناك طبقة من المينا تغلف الأسنان يبلغ سمكها حوالي ميلمترين تتكون من معدن نطلق عليه اسم هيدروكسي أبتايت ورمزه Ca5 (PO4)3 OH

وعند تحلل هذا المعدن في عملية تسمى "إزالة التمعدن" تذوب نواتج التحلل وهي أيونات الكالسيوم والفسفات والهيدروكسيد في اللعاب . 

 

ونظراً لصعوبة ذوبان أملاح الفلزات الارضية القاعدية الفسفاتية مثل فسفات الكالسيوم فإن مثل هذا التفاعل والتحلل يتمان ببطء شديد وعلى مدة فترة زمنية طويلة .  أما العملية المعاكسة فهي عملية "إعادة التمعدن" وهي العملية الوقائية التي يلجأ إليه الجسم لحماية الأسنان ووقايتها.

ويلاحظ أن عملية التمعدن عند الأطفال تفوق في سرعتها عملية "إزالة التمعدن".  أما في البالغين في عمليتي " إزالة التمعدن" "وإعادة التمعدن" تحدثان بمعدل سرعة واحدة .

 

والآن كيف يحدث تلف الأسنان ؟

عندما نتناول وجبة معينة ، فإن البكتيريا في الفم تتسبب في تفسخ بقايا الطعام العالقة بين الاسنان مكونة أحماضاً عضوية مثل حمض الخل أو حمض اللبن . 

وتزداد نسبة الأحماض هذه عند تفسخ الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات مثل الحلويات والمشروبات المثلجة .  ويؤدي تكون هذه الأحماض إلى خفض تركيز الأيون الهيدروجيني (pH) للعاب اي زيادة نسبة أيونات الهيدروجين . 

وهنا تتحد أيونات الهيدروجين مع أيونات الهيدروكسيد الموجودة في مينا الأسنان مكونة الماء ومسببة تفكك هذه المينا عبر عملية "إزالة التمعدن" وبمجرد أن تضعف طبقة المينا الحامية للأسنان تبدأ عملية تلفها وتسوسها .

 

وافضل وسيلة لحماية الأسنان من التسوس تكمن في تناول الأطعمة الخالية من السكريات وكذلك تنظيف الاسنان بالفرشاة والمعجون بعد كل وجبة ومعظم معاجين الاسنان التي نسخدمها تساعد على تنظيف الأسنان من مخلفات الطعام إضافة إلى أنها تحتوي على أحد مركبات الفلور مثل فلور الصوديوم وفلور القصدير والتي تساعد على التقليل من تلف الأنسان . 

ذلك أن أيونات الفلور في هذه المركبات تحل محل أيونات الهيدروكسيل في أثناء علمية "إعادة التمعدن" لتكون ما يسمى فلور أبتايت Ca5(PO4)3F وهو عبارة عن نوع معدل من المينا التي تغلف الأسنان.

وتتميز هذه المينا بوجود ايون الفلور ، وهو قاعدة اضعف من أيون الهيدروكسل ، مما يجعل هذه المينا أكثر مقاومة للأحماض وبالتالي أقل عرضة للذوبان وأكثر قدرة على حماية الأسنان.

 

وعندما يكتشف الطبيب تلفاً أو تسوساً في أحد الاسنان ، يقوم بحفره وتنظيفه ثم حشوه بمادة تسمى ملغم الاسنان ، والملغم عادة هو خليط من الزئبق مع فلز أو فلزات أخرى ويتكون ملغم الاسنان في العادة من خليط من ثلاث مواد بنسب محددة وتكوينها هو   Sn8Hg , Ag3 Sn , Ag2Hg3.

ومن المعروف أنك لو وضعت بين أسناك قطعة من لفافة ألمنيوم وضغطت عليها بحيث تلمس سناً محشواً بملغم الاسنان فإنك ستشعر بألم شديد وإن كان آنياً .  وسبب ذلك أن خلية جلفانية قد تكونت في الفم يكون فيها الالمنيوم هو القطب الموجب (الأنود) وحشوة الأسنان هي القطب السالب (الكاثود) ويلعب اللعاب في الفم دور الإلكتروليت أو السائل المنحل بالكهرباء . 

وحينما تتلامس لفافة الألمنيوم مع الحشوة تقصر الدائرة الكهربائية مما يؤدي إلى انسياب تيار ضعيف بين القطبين ، وعندها يحس عصب السن بهذا التيار مما يتسبب بالألم المؤقت .

 

وهناك نوع آخر من الألم قد نشعر به ، نتيجة تلامس حشوة السن مع فلز اقل موجبية كهربائية .  وعلى سبيل المثال إذا تلامست حشوة السن مع سن آخر مكسو بالذهب يحدث تآكل في الحشوة يؤدي في النهاية إلى تلفها . 

ويعود ذلك إلى أن حشوة السن تلعب دور القطب الموجب أو الأنود ويلعب الذهب دور القطب السالب أو الكاتود .  ولو تأملنا مكونات حشوة السن الثلاثية ، نجد أن الطور الأكثر قابلية للتآكل هو ذلك الطور المكون من القصدير الزئبق  (Sn8Hg).

 

وحينما يحدث ذلك تبدأ أيونات القصدير في الانحلال في الفم مما يسبب الطعم الفلزي غير المستساغ الذي نشعر به نتيجة لذلك .  وحينما تستمر عملية التآكل فإنها تؤدي إلى ذوبان جزء من الحشوة وبالتالي تلفها .  وهذا يتطلب زيارة جديدة لطبيب الأسنان لإعادة حشو السن قبل تعرضه لمزيد من التلف .

وتجدر الإشارة إلى أن تطوراً كبيراً قد حدث للمواد المستخدمة في حشو الأسنان ، ومن أهمها بعض البلمرات الكيميائية التي تتمتع بخواص معينة تجعلها أكثر مقاومة للتلف ويمتد عمرها لسنين طوال.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى