البيئة

التأثير السلبي لظاهرة “الرعي الجائر” على بيئة دولة الكويت

2010 تدهور الأراضي في دولة الكويت

د. علي محمد الدوسري ود. جاسم محمد العوضي

KFAS

الرعي الجائر بيئة دولة الكويت البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

إن الاستعمال السيئ أو غير الرشيد للأراضي الرعوية يشكل السبب الرئيسي لتدهور الأراضي في دولة الكويت ويتجلى ذلك في ضعف الغطاء النباتي، وتدهور التربة. 

ويعتبر الرعي الجائر من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي وتعرية التربة وانجرافها.  ويقصد بالرعي الجائر زيادة عدد الماشية عن الحمولة الرعوية وتجميع الحيوانات لفترات طويلة في مناطق محدودة كما هو الحال في الكويت. 

ويؤدي الرعي المبكر (في بداية موسم سقوط المطر) إلى عدم السماح للنبات بالنمو واستكمال دورة حياته وتكوين الثمار، مما يحول دون انتشاره على مدى الأعوام التالية. 

 

كما يؤدي اتباع أسلوب الرعي المفتوح وزيادة حجم القطعان دون مراعاة الحمولة الرعوية إلى تدهور الغطاء النباتي ونقص حيوية التربة مما يساعد على انجراف التربة، وتعرضها للتعرية بالرياح النشيطة أو السيول الموسمية. 

وقد تسبب عملية الإتلاف وانجراف التربة وتدهورها إلى استحالة إعادة الوضع إلى ما كان عليه، حيث إن انجراف التربة يتلف الأرض، ويقلل من العناصر المغذية والرطوبة بحيث تصبح التربة غير قادرة على تحمل الغطاء النباتي التي سيحفظها. 

 

ويزيد المناخ المحلي من جفاف التربة ويقلل من تسرب الماء ويزيد من الانجراف الريحي ويأخذ معه البذور فيقل الانتعاش ويضعف الغطاء النباتي وبذلك يكون هذا المسلسل قد وصل إلى ما يسمى "نقطة الحسم"، التي يصعب من بعدها إعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وتتعرض جميع الأراضي الصحراوية غير المحمية بدولة الكويت والتي تمثّل مالا يقل عن 75% من إجمالي مساحة البلاد لعمليات الرعي الجائر والرعي المبكر وتتواصل الأنشطة الرعوية طوال العام تقريبا.

وتتركز حول آثار المياه بالعبدلي وأم قدير والروضتين والوفرة وغيرها وبالقرب من المناطق الزراعية بالوفرة والعبدلي والصليبية وحول المراكز العمرانية كالأحمدي والسالمي والجهراء.

 

وينتج عن الرعي الجائر والرعي المبكر العديد من الآثار البيئية الضارة ومن أهمها ما يلي (عمر، 1997/ عمر وميساك، 2000):

– القضاء على الغطاء النباتي مما يهيئ أفضل الظروف للتجويتين الريحية والمائية للتربة ومن ثم زيادة الرمال والأتربة في الجو.

– اختفاء النباتات ذات القيمة الرعوية (مثل نبات العرفج) وإحلال نباتات شوكية قليلة القيمة من الناحية الرعوية (مثل نبات الحاد) مكانها.

– انتشار البقع الجرداء حول آبار المياه وهي مساحات من الأرض فقدت كل ما عليها من غطاء نباتي وما يعيش بداخلها من حيوانات وبدت مظاهر شيخوخة التربة وتجعد سطح الأرض.

 

ولا تختلف المراعي في دول الكويت عنها في الدول التي تقع ضمن المناطق الجافة وشبه الجافة والتي تقل فيها الأمطار وتتسبب في ضعف الغطاء النباتي وتدهور التربة وتدمير الإمكانات الحيوية للأراضي غير المحمية مما يسمح بظهرو مشكلة التصحر وتدهور الأراضي.  وتعتمد نوعية هذه المراعي وما يتوفر فيها من النباتات كما ونوعا على الأمطار الموسمية.

وتعتبر النباتات المعمرة (التي تتواجد على مدار العام) عنصرا رئيسيا لكفاءة المرعى واستمراريته، فكلما زادت وتنوعت النباتات، زاد حمل المرعى أو قدرته على توفير العلف لعدد أكبر من حيوانات الرعي. 

وقد بينت الدراسات الأولية للمراعي أن متوسط الحمولة الرعوية السنوية تعادل 34 هكتارا/للنوعية الحيوانية. 

 

وأن الإنتاج النباتي يتراوح بين 49 و 300 كجم / هكتار في مناطق العرفج، وبين 70 و 250 كجم / هكتار في مناطق الرمث ويعتمد كثير من الرعاة في تغذية أغنامهم على المراعي الطبيعية في بداية موسم الأمطار (نوفمبر) وتبدأ الاعداد بالازدياد في نهاية شهر مارس وخاصة إذا كانت كميات الأمطار عالية.

إن تدمير نباتات المراعي في صحراء الكويت سببه الرئيسي كل من الرعي غير المققن وبالأخص عبر قطعان من الأغنام والإبل بالإضافة إلى كثرة الطرق الترابية بفعل الآليات والمحاجر والسواتر التربية إضافة إلى إزالة النباتات للاستعمال وقودا في فصل الشتاء. 

وهذا الدمار لم يسبب تناقص السعة الرعوية للمنطقة والقضاء على الكائنات الفطرية فحسب بل أدى إلى التغير في جيومورفولوجية صحراء الكويت. 

 

وتمثل الأودية في الكويت المورد الرئيسي للغطاء النباتي من المياه، ولكنه يلاحظ أن الطرق الترابية والسواتر الرملية تقطع معظم هذه الأدوية مما يؤدي إلى خلل في الدورة الهيدرولوجية. 

ففي الوقت الحاضر يمكن القول: إن معظم المناطق في صحراء الكويت تكاد تكون خالية من الغطاء النباتي مما أدى إلى بروز ظاهرة زحف الرمال وتراكمها. 

ويوضح الجدولان (9) و (10) مدى تدني الإنتاجية النباتية للأراضي الرعوية (خارج المسيجات) مقارنة بالأراضي المسيجة.

 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى