العلوم الإنسانية والإجتماعية

الخلفية الثقافية والاجتماعية للتعليم في دولة الكويت

1995 التوجيه التربوي في دولة الكويت

الدكتور رشيد حمد الحمد

KFAS

الخلفية الثقافية والاجتماعية للتعليم دولة الكويت العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

إن التقدير الواضح لواقع التوجيه لا يمكن أن يكون كاملاً بدون الإشارة إلى الخلفية الثقافية والاجتماعية حيث أنها تؤثر بصورة مباشرة على تطور التربية بصفة عامة والتوجيه على وجه الخصوص.

في الأقسام السابقة من هذا الفصل بذلت محاولات لاستكشاف واقع التوجيه التربوي في الكويت بصفة محددة من مرتكز تاريخي.

وقد صاحب ذلك دلالة سنة 1972م كعام حاسم أبرز  تغييرات هامة في الوضع الاجتماعي والاقتصادي.

 

ولقد أحدثت هذه التغييرات تحسناً هاماً في واقع التعليم بربطه بالاحتياجات الاجتماعية والثقافية للمجتمع.

لقد بدأ النظر إلى التعليم على أنه وسيلة لتوفير القوة العاملة المتعلمة والكافية لملء المناصب المختلفة ذات المسؤولية في الأعمال التجارية والقطاعات الأخرى.

ولقد أسهمت هذه التغييرات أيضاً في إيجاد الوعي اللازم بالتأثير المتنامي للتعليم على المجتمع.

 

ولقد وفر مؤتمر المناهج الذي عُقد في 1972م أساساً لإدخال مناهج تعليمية جديدة ومطورة كما حددتها مطالب المجتمع. وتطلَّب التكيف مع هذه المناهج رصداً وضبطاً وثيقاً لتحقيق التغييرات المرغوبة ولضمان تنفيذها على الوجه الأكمل.

وبرزت منطقياً الحاجة إلى موجهين مدربين نتيجة لهذه المتغيرات التي استلزمت البحث عن قوى عاملة مؤهلة تأهيلاً عالياً, أو على الأقل مدربة تدريباً جيداً. وهكذا أُعلن وصمم برنامج للتوجيه للوفاء بهذه المتطلبات.

وضع البرنامج تصوراً لثلاث فترات تغطي كل منها ثلث العام الدراسي تقريباً, بهدف محدد هو إيجاد نظام مناسب للتعليم في المدارس يكون مستجيباً معاً, وقادراً على الوفاء بمتطلبات المجتمع. (انظر ثانياً- الواقع الحالي لتوجيه العلوم في الكويت).

 

وإضافة إلى ذلك كانت هناك عوامل أخرى عديدة مسؤولة عن هذا التحول في العملية التربوية بما فيها النمط المقترح للتوجيه. كان من بين العوامل الأكثر ضغطاً العوامل الآتية:

 

1-  الاعتماد المستمر على القوة التدريسية الخارجية, من أقطار عربية أخرى أدت إلى عدم الاستقرار في المدارس, حيث إن هؤلاء المدرسين كانوا غالباً ما يغادرون الكويت بعد استكمالهم فترة تبلغ أربع سنوات.

وهكذا كان يتولى الأماكن التدريسية الشاغرة مجموعة أخرى من المدرسين بشروط مماثلة كانوا يحتاجون إلى بعض الوقت للتكيف والاستقرار في مراكزهم الجديدة علاوة على البيئة الاجتماعية.

 

2- إنشاء جامعة الكويت في العام 1966م سرّع في عملية التحول الثقافي والاجتماعي في الكويت. وحيث إن التعليم العالي هو أحد العوامل الهامة التي تؤدي إلى التحول الاجتماعي فقد أرغمت السلطات التربوية على "إعادة التفكير" في سياستها التربوية في ضوء احتياجات المناهج لمواجهة الموقف المتغير في الكويت.

 

3- الفرص المواتية للسفر في مطلع الطفرة الاقتصادية في أوائل الستينات جعلت الآباء حساسين بالنسبة لمستقبل أولادهم. ووسع السفر نظرتهم – التي بالتالي- أجبرت وزارة التربية على إدخال التغييرات الضرورية في نظام التربية.

 

4- الاتصال الثقافي المتنامي مع العمالة المستوردة متعددة الثقافات ومع ثقافات أخرى في الخارج استثارت واستدعت التحسين المستمر للتعليم.

 

5- التعاون المتزايد بين دول الخليج العربية خلال السبعينات, كما يمثله مكتب التربية العربي لدول الخليج وجهازه المتخصص المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج الذي يقع بالكويت, ومجلس التعاون الخليجي, مما أدى إلى تغيرات كاسحة في تطوير العملية التربوية بصفة أساسية فيما يتعلق بالمناهج الدراسية.

 

تلك هي العوامل الدافعة التي حثت وزارة التربية الكويتية على مراجعة وتحسين مناهجها والخدمات التربوية المرتبطة لكي تساير نبض الموقف الاقتصادي الاجتماعي. لقد تأثر التوجيه تأثراً شديداً بعملية التحول هذه ولقد تمخض نظامه وتطوره الحالي بشكل كبير عن هذه الخلفية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى