اللجان الأخلاقية للتحكم الاجتماعي الحديث في تقنيات التناسل
1996 تقنيات الطب البيولوجية وحقوق الإنسان
الدكتور يوسف يعقوب السلطان
KFAS
العلوم الإنسانية والإجتماعية الطب
التحكم الاجتماعي الحديث في تقنيات التناسل: اللجان الاخلاقية والقانون، والجمهور الواعي
وكما سبق أن ذكرنا في هذا الكتاب تشكل لجان تضم بعض المهنيين وغيرهم من المواطنين بقصد حماية قيم الدولة وقيم المهنين فيها، وكذا لحماية المرضى.
ومن بين هذه القيم تلك التي تتصل بحمل الأطفال، والأمومة والاسرة. وغالبا ما تكون اهتمامات أي لجنة أخلاقية هو دعم الاستقرار الاجتماعي والوضع القائم، خاصة إذا ما زود اعضاؤها المعينون من قبل ممثلي الحكومة والمؤسسات بالتعليمات اللازمة للمحافظة على المستويات الأخلاقية العامة المجمع ليها.
بيد أن بعض المراقبين عبروا عن عدم ثقتهم في هيئات اعضاؤها معينون، حتى لو كانوا قديسين، للقيام بتنظيم بحوث التناسل وتطبيقها اكلينيكيا.
فاقترحوا بدلا من الاعتماد الكلي على من يفترض أنهم خبراء في تقرير الصلاحية والمناسبة أو السياسة، أن يرفع مستوى خبرة المجتمع ذاته، وذلك لتوسيع قاعدة المشاركة في الحوار حول القضايا الأخلاقية (سنجر Singer ، وويلزWells، 1985 ص 180).
هناك أيضا رأي آخر ولكنه غير متوافق، يعارض الافتراض البسيط بان الاسئلة التي تطرح عن الحقوق يمكن الإجابة عليها إجابة مناسبة، بالتركيز على النظرية الأخلاقية وحدها، أو تتولى اللجان السياسية المكونة من المتخصصين في الأخلاق الإجابة عليها.
ويأخذ هذا الرأي في اعتباره العوامل الاجتماعية النفسية والصلات الشخصية، ولكنه أيضا يستعين بالعلماء وخبراء الطب البيولوجي العلاجي اللازمين للإسهام بتوجيه النظر إلى الضمان والتأكيد النوعي في البحوث وفي الرعاية العلاجية.
وغالبا ما تركز اللجان الأخلاقية التي تشكلها المستشفيات ومراكز البحوث وكذا الاتحادات المهنية، على القضايا المتعلقة بضمان الجودة أو النوعية الرفيعة من الخدمات. ولكن يستحيل بدون معارف الخبراء عن الطبيعة العلمية وحدود وإمكانيات التطوير والتطبيق بالنسبة لنوع معين من التدخل التقني، أن تطرح أسئلة ذكية ومجدية عن مدلولات وأهمية هذه الأشياء فيما يتعلق بحقوق الإنسان.
والأدق من ذلك أن تحديد دلالة الحقوق وأهميتها والتي تقتضي فهم وإدراك المظاهر العلمية الإكلينيكية للتقنيات المعنية، تتطلب معرفة آثارها النفسية والاجتماعية، ومن الأمور الأساسية بالنسبة لأخلاق الغرب فهم جدوى ودلالة أي تطبيق من تطبيقات الطب البيولوجية من أجل تعامل عادل أو مفيد مع أي فرد مريض، أو من أجل الحفاظ على استقلالالية المريض.
وقد قامت بعض المنظمات المهنية في الولايات المتحدة الأمريكية مثل الجمعية الأمريكية لبنوك الأنسجة، والكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء، والجمعية الأمريكية للخصوبة، بتوفير التدريب للأطباء، وتزويد العيادات بالمعلومات.
كما تنشر الادلة أو الكتب الإرشادية عن الأمشاج (الخلايا الحية المخصبة) وتقوم بالفحص الشامل للمساهمين في عملية الحمل الذي يتم بمساعدة طبية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]