التطور العلمي والتكنولوجي فيما يختص بتقنيات نقل وزراعة الأعضاء الآدمية
1996 تقنيات الطب البيولوجية وحقوق الإنسان
الدكتور يوسف يعقوب السلطان
KFAS
يعتبر مفهوم نقل وزرع الأعضاء الآدمية، وما صحبه من تاريخ طويل من التجارب العيادية التي تمت تحت نظر ومراقبة الجمهور، من الفصول الهامة في تاريخ الطب.
ولا يوجد خلاف إطلاقا حول فائدة نقل الأعضاء. وتقوم المراكز الطبية الكبرى في كل من أمريكا الشمالية وأوروبا، مع استثناءات محدودة للغاية إن وجدت، بإجراء عمليات نقل الأعضاء كأمر عادي.
وقد اعتبرت السلطات الغربية الاتجار في الأنسجة والأعضاء الآدمية والمعمول به من سنوات طويلة إسهاما إيجابيا في صحة الإنسان ورخائه.
ومن أكثر المواد العضوية المألوفة التي يتبرع بها الأفراد أو يبيعونها من أجسامهم: المواد القابلة للتجدد مثل الدم والمنى أو النطف.
وكان أول عضو استخدام على نطاق واسع للنقل والزراعة من إنسان حي هو إحدى الكليتين لأنها مزدوجة، ويستطيع الإنسان أن يعيش بالكلية الباقية.
إن الطلب على الأعضاء الممنوحة في تزايد مستمر. وكما تزداد تكاليف الإجراءات ذات الصلة بزراعة الأعضاء يزداد الجدل العام حول عدالة الاستثمار في هذا المجال المدعوم شعبيا بالمال، بينما يمكن الحصول على عائد ومردود أكبر قيمة وأهمية في مجال الصحة العامة إذا استثمرت هذه الأموال في مجال الوقاية من الأمراض وتحسين الصحة وتقديم الرعاية الاساسية لمجموعات كبيرة من السكان.
بيد أن المضمون العاطفي والرمزي لإنقاذ حياة واحدة، سيظل له تأثيره الكبير على القرارات الخاصة بالإنفاق من الاعتمادات المخصصة للرعاية الصحية.
وتدل البيانات الخاصة بالولايات المتحدة على أن هناك أكثر من 60 ألف شخص يموتون سنويا أو يتم الإبقاء على حياتهم بعلاج دون المثالي، وهؤلاء يمكن أو كان يمكن أن تحفظ حياتهم بمساعدتهم بنقل وزرع كلية أو قلب أو كبد أو رئة وقلب بنكرياس (ايفانز وآخرون، 1992).
ولقد اصبح من الممكن مع تقنيات التخزين إقامة بنوك للجلد ونخاع العظام والعظام وغيرها مما يمكن حفظه وكذلك للقرنيات والعيون المأخوذة من الجثث.
وليس من شك في أن البحوث المستمرة حول تقنيات حفظ الأعضاء سوف تسمح في يوم من الأيام بحفظها في بنوك لفترات طويلة مما سيغير حتما من طبيعة هذا المجال.
فهذه التقنيات مع ظهور تهديدات جديدة لحياة الإنسان، قد سمحت للعاملين في شئون الصحة العامة وكذلك الأطباء المعالجين والمتخصصين في الأخلاقيات والآداب الطبية ان ينظروا في إمكانية التوسع الكبير في الطلب على نقل الاعضاء.
كذلك أدت أمراض الإشعاع إلى احتمال الحاجة الهائلة إلى المزيد من منتجات الأجسام البشرية لمواجهة حالات الكوارث. كما أن ظهور مرض فقدان المناعة (الإيدز) قد عمق وعي الجماهير في كل أنحاء العالم بالحاجة إلى تنظيم التعاملات في الاعضاء والأنسجة مع الاهتمام على وجه الخصوص بالتحكم النوعي من أجل حماية الصحة العامة (أدى وباء الإيدز، على مستوى تقدير المحافظين إلى تخفيض قدرة 10% على الاقل من عدد المانحين المحتملين للأعضاء، انظر إيفانز وآخرون Evans et al، 1992).
أدى هذا الاعتبار وغيره من الاعتبارات إلى الكشف عن أن أي مفهوم لحقوق الإنسان أو العوامل الأخلاقية المتعلقة بنقل وزرع الأعضاء يتحتم أن تقوم على أساس من الفهم الواضح للوضع الاكلينيكي العلمي لمثل هذا العمل، وكذلك العمل على تقليل الطلب عليها من خلال الوقاية وتحسين الصحة.
ولعل الآلية الوحيدة البديلة لنقل الاعضاء هي ديلزة الدم Haemodialysis لعلاج الفشل الكلوي كما تعتبر أجهزة التنفس الصناعي إلى حد ما بديلا للرئتين القاصرتين.
ويوجد أيضا برنامج قلب صناعي في المعهد القومي الامريكي للقلب والرئة والدم. ولكن ما زال هناك جدل دائر حول القيمة الاجتماعية والصحية العامة لمثل هذه الآليات (وبخاصة فيما يتعلق بعائد الانفاق) بالنسبة للاستثمارات الضخمة اللازمة لتطوير هذه الخدمات، خاصة وأنها تقتضي استمرار البحوث لفترات طويلة.
وهو أمر له دلالة هامة في قوانين الولايات المتحدة التي تقتضي استمرار البحوث لفترات طويلة. وهو أمر له دلالة هامة في قوانين الولايات المتحدة التي تقضي بأنه نظرا لإقامة مثل هذه الأجهزة من الأموال العامة فإنه ينبغي أن تكون متاحة للجميع.
ولقد توصل المعهد الأمريكي للطب إلى أن تكاليف تطوير القلب الصناعي قد تكون أعلى كثيرا وفائدته أقل بكثير من فوائد أي إجراء طبي مستخدم حاليا.
ويطرح هذا المعهد تساؤلات حول ما إذا كان باستطاعة التأمينات أن تدعم الاستخدامات الواسعة للقلب الصناعي والتي يقدر أن تصل وحتى عام 2020 إلى نحو 200 ألف مستخدم سنويا.
ومع ذلك (وتمشيا مع الالتزامات القومية نحو التقدم التكنولوجي وتقوية إمكانية حصول الأفراد من هذا التقدم على بعض الفوائد على الأقل)، يوصي المعهد بمواصلة البحث (هو جنيس Hogness وفان انتويرب Van Antwerp، 19919.
وفي ضوء المحن العامة التي عانى منها مستعملو الطراز الباكر أو غير المتطور خلال الثمانينات من المحتمل أن يحدث تحسن شديد البطء على طراز جديد من خلال المساعدة الانتقائية لبعض عقود ذات أهداف فسيولوجية محدودة (مارشال Marshall، 1991).
ويعتبر احتمال نقل وزراعة الخلايا النوعية المتخصصة في بعض الحالات هو التطور الواعد والمرجو بشدة ليحل محل نقل وزراعة الأعضاء.
والأنواع الوحيدة التي قد تم استخدامها بانتظام هي الخلايا المأخوذة من نخاع العظام. وأكثر التوقعات قربا في هذا المجال هو استخدام الخلايا البنكرياسية Islet Cells لمرضى لاسكر، والخلايا الكبدية والكظرية.
وبينما نجد أن بعض المشاكل التقنية ما زالت تحتاج إلى حلول فإن الاحتمالات الجديدة للعلاج بهذه التقنيات لم تثر اهتمامات جديدة متعلقة بحقوق الإنسان.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]