تركيب المنظمات الوراثية

1996 تقنيات الطب البيولوجية وحقوق الإنسان

الدكتور يوسف يعقوب السلطان

KFAS

البيولوجيا وعلوم الحياة

تتكون كل خلية في جسم الإنسان العادي، بصرف النظر عن مكانها من الجسم ووظيفتها من 23 زوجا من الكروموزومات أو 46 كروموزوما، وفي كل زوج من الكروموزومات واحد ينتقل من الأب وواحد ينتقل من الأم. 

ويتكون كل كروموزوم من 3000 إلى 4000 جينه أو وحدة وراثية بحيث يصل المجموع الكلي إلى نحو 100 ألف جينة مكونة من جزيئات المادة الوراثية أو الحامض النووي deoxyribonucleic acid or DNA. 

وتتكون الجينات ذاتها من 150 مليون كتلة كيميائية بنائية أو أزواج قاعدية، ومن بين كل 30 ألف زوج قاعدي، وهو العدد التقريبي الذي تتكون منه كل جينة نجد نسبة 10% تقريبا منها منظمات منتجة للبروتين فعالة، وهي التي تحمل المعلومات المصنفة التي تنتقل من الآباء إلى الأبناء على مدى الاجيال، وهي التي تواجه إنتاج البروتينات الفاعلة والحاسمة في استمرارية الحياة وتشكيلها. 

أما الباقي فيتكون من مادة حشو الحامض انلووي التي تتواجد فيها العناصر الفاعلة.  ويتضمن الحامض النووي للجينات على المستوى الجزيئي كل المعلومات اللازمة التي تؤدي إلى اكتمال الكائن الحي، سواء كان بكتريا أو نبات أو حيوان أو إنسان.

وتتكون كتلة الخلقة أو مجموعة العوامل الوراثية Genome من الحامض النووي DNA الذي يحوي ويحمل المعلومات الأساسية واتجاهات الأنماط المميزة للحياة والنمو. 

ويلاحظ أن البحوث المستمرة مبنية على أساس هذه الخلفية التي ذكرناها من أجل اكتشاف مدلولات جديدة للعناصر غير الجينية للكروموزومات، وفعالياتها الجديدة مثل التأثير النوعي من حيث الذكورة والأنوثة للأبوين على وظيفة جينات معينة.

وكما سبق أن ذكرنا، نجد أن نصف مادة الوراثة للفرد تأتي من كل من الأبوين، وتتأتى بعض الاضطرابات الوراثية من مشاكل في الجينات وبعضها الآخر يرتبط بزيادة الكروموزمات أو الزيادة أو النقص في أجزاء من مادة الكروموزمات. 

والمعروف أن معظم حالات الإجهاض الطبيعي أو الأجنة التي تجهض او تسقط قبل تمامها ربما يرجع السبب فيها إلى العيوب الخطيرة في الكروموزومات. 

قد أمكن تحديد أو تعيين ما يقربمن 4000 علة ناتجة من عيوب في جينة أو مورثة واحدة وتزداد القدرة على التنبؤ بحدوث هذه العلل مع كل كشف جديد في مجال الصفات الوراثية الإنسانية.