المِسبار الفضائي “لونر بروسبكتور”
2006 موسوعة علم الفلك والفضاء2
شوقي محمد صالح الدلال
KFAS
مسبار فضائي قمري صغير ، وهو أول الرحلات الفضائية ضمن سلسلة جديدة من المسابر الفضائية التي صممتها الناسا (NASA)* لاكتشاف المجموعة الشمسية تحت شعار "أسرع ، أفضل ، أقل ثمناً".
أطلق لونر بروسبكتور في 6 كانون الثاني من عام 1998 وبقي في مدار قمري لمدة 18 شهراً .
وهذا المسبار هو مشروع مشترك بين الناسا ولوكهيد مارتن (Lockheed Martin) ومركز أميس للأبحاث (Ames Research centre)* التابع للناسا.
بالإضافة إلى مختبرات لوس ألاموس الوطنية (Los Alamos National Labs) ، ومختبر بركلي لعلوم الفضاء في جامعة كاليفونيا (University of California Berkeley Space Science Laboratory) ومركز غودارد للطيران الفضائي (Goddard Space Flight Centre)* وغيرها.
ولونر بروسبكتور مسبار صغير مستقر الدومة يبلغ وزنه 232.7 كيلوغرام، وقطره 1.4 متر، وتزوده الخلايا الشمسية المثبتة على سطحه الخارجي بطاقة قدرها 206 واط .
تستغرق مهمة المسبار عاماً واحداً يبقى خلالها في مدار حول القمر لمسح تركيبه السطحي ومجاليه الجاذبي والمغنطيسي واندفاع الغازات المتطايرة من سطحه .
زود المسبار بستة أجهزة للقيام بتجارب عملية تتمثل في التالي :
أ- مطياف أشعة جاما للقيام بمسح شامل للعناصر ونِسَبِها على سطح القمر ولا سيما اليورانيوم والثوريوم والبوتاسيوم والحديد والتيتانيوم والأوكسجين والسيلكون والألمنيوم والمنغنيز والكالسيوم مما يساعد على فهم تركيب وتطور القشرة القمرية.
ب- مطياف نيوتروني باستطاعته كشف كميات ضئيلة من الماء تصل إلى كوب واحد في متر مكعب من التربة القمرية.
ولهذه التجربة أهمية خاصة إذْ إن اكتشاف الجليد في قطبي القمر سوف يساعد على تزويد المستعمرات القمرية مستقبلاً بالماء وكذلك الحصول على الأوكسجين والهيدروجين اللذين يمكن استخدامهما مادة داسرة للصواريخ المنطلقة من القمر.
وقد دلت النتائج التي بعث بها مسبار الفضاء كلمانتين (Clementine)* على احتمال وجود مثل هذا الجليد ، وقد اكشتفت لونر بروسبكتر بالفعل كميات كبيرة نسبياً من الجليد في قطبي القمر الشمالي والجنوبي .
ج- تجربة جسيمات ألفا للتعرف على النشاط التكتوني واندفاع الغارات القمرية من سطحه . تقيس هذه التجربة مواقع اندفاع غاز الرادون وتواتر حدوثه.
د- مقايس المغنطيسية وعاكس إلكتروني لمسح المجال المغنطيسي الموضعي للتعرف على مصدر هذه المجالات وربما الحصول على معلومات عن حجم القلب القمري وبنيته .
هـ- تجربة دوبلر للجاذبية للحصول على أول مسح شامل للمجال الجاذبي للقمر مما يساعد على التخطيط للمجال الجاذبي للقمر مما يساعد على التخطيط للرحلات المستقبلية المأهولة وغير المأهولة وكذلك للتعرف على الاختلافات في مستويات الكثافة للقشرة القمرية والكثافات الداخلية وطبيعة القلب.
استغرق المسبار أربعة أيام لبلوغ القمر حيث وضع في مدار قطبي دائري على ارتفاع 101 كيلومتر يكمله المسبار في 118 دقيقة ، وبعد عام واحد من المهمة قام المسبار بعمليات المسح من ارتفاعات أكثر انخفاضاً على مناطق ذات أهمية خاصة .
ومن أهم النتائج التي حصل عليها المسبار هي اكتشاف الماء في حالة جليدية في قطبي القمر الشمالي والجنوبي.
وللتأكد من هذا الاكتشاف وجه المسبار بعد انتهاء مهمته في 31 تموز من عام 1999 للارتطام بأحد الفوهات القمرية التي يعتقد وجود الجليد فيها ومحاولة مشاهدة أو قياس ما قد يتبخر من هذا الجليد نتيجة الارتطام ، لكن التجربة لم تكن حاسمة ، ولم تشاهد أية آثار تذكر لاندفاع غازات أو بخار ماء من الفوهة التي وجه نحوها المسبار .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]