طرق معرفة الإنسان بوجود وصفات الله جل جلاله
2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثالث
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
صفات الله طرق معرفة الإنسان بوجود وصفات الله إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة
وقد عرف الإنسان أن الله موجود، و عرف صفاته و أسماءه بثلاث طرق:
1- طريق الرسل: و هم رجال صادقون، أرسلهم الله تعالى إلى الناس، ليعرفوهم ربهم، و أنه هو الذي خلقهم، و أنه يريد منهم أن يعبدوه و يطيعوه، مثل: نوح و إبراهيم و إسماعيل و موسى و عيسى و محمد، عليهم الصلاة و السلام.
وجميع الرسل أخبروا بوجود الله عز وجل و بصفاته و أسمائه التي سبق ذكرها. و قد جعل الله مع كل رسول أرسله معجزة تدل على أنه صادق مثل: نجاة إبراهيم من النار التي ألقاه الكفار فيها، و عصاة موسى، والقرآن العظيم الذي جعله الله دليلا على صدق محمد، صلى الله عليه و سلم.
2- طريق العقل: فالإنسان عرف ربه بعقله أيضا، فنظر إلى الأشياء المخلوقة: إلى الأرض و السماء، و الشمس و القمر و النجوم، و الطير والحيوان، و المطر و الشجر و غير ذلك.
ثم تفكر فيها، فعرف أن لها خالقا عظيما هو الله، لأنه يعلم أن هذه المخلوقات لم تأت وحدها، و أن كل مخلوق له خالق، و كل فعل له فاعل.
وفيلسوف الإسلام ابن رشد يسمي هذا "دليل الاختراع". و لكن الله، سبحانه و تعالى، عندما خلق مخلوقاته هدى كلا منها وسائل حصوله على غذائه، و حماية نفسه، ورعاية صغاره قال تعالى(قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ) طه 50.
فالله، سبحانه و تعالى، يحفظ مخلوقاته و يرعاها. و ابن رشد يسمي هذا "دليل العناية".
ولما تفكر فيها الإنسان أكثر عرف منها صفات الله تبارك و تعالى:فلما وجدها عظيمة عرف أن الله الذي خلقها أعظم منها، لأن الخالق أعظم من المخلوق.
ولما وجد فيها أحياء، كالإنسان والحيوان والنبات عرف أن الله حي ومحيي، لأن الحي هو الذي يخلق الأحياء.
ولما وجد أنها متقنة في صنعها، عرف أن الله حكيم. و لما رأى أن كل شيء تحتاج إليه متوفر لها، عرف أن الله رزاق ورحمن ورحيم. ولما رأى بعضها يموت و ينتهي عرف أن الله هو المميت، كما أنه هو المحيي.. و هكذا.
3- طريق الإحساس: فالإنسان في كل زمان و مكان يحس بأن الله موجود، فإذا احتاج إلى شيء، ولم يستطع أن يحصل عليه بنفسه، و لا بغيره من الناس، دعا ربه أن يقضي حاجته.
وكذلك إذا وقعت بالإنسان شدة أو مصيبة دعا ربه أن ينجيه، و إذا أصابه مرض دعا الله أن يشفيه، وإذا وقع عليه ظلم سأل الله أن ينتقم من الظالم و أن يرد إليه حقه.
فهذا يدل على أن الإنسان بفطرته السليمة يعرف ربه، و يشعر أنه هو العظيم، و أنه هو القدير على كل شيء، و الرحيم الذي يرحم عباده.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]