أسباب إصابة الإنسان بـ”الأمراض العقلية والنفسية” وكيفية الوقاية منها
2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثالث
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الأمراض العقلية والنفسية كيفية الوقاية من الأمراض العقلية والنفسية الطب
يعيش الإنسان السوي صحيح الجسم حياة هادئة هانئة. فهو يؤدي واجباته نجو ربه ووطنه وأسرته ونفسه.و هو لا يطمع فيما ليس له، ولا يحسد رفاقه ولا يحقد عليهم.
ولذلك فهو في النهار سعيد بنشاطه وعمله وبحبه لمن حوله وبحبهم له. ثم ينام الليل قرير العين راضيا عن نفسه، حامدا الله على نعمه الكثيرة.
ولكن قد يحدث ما يفسد هذه الصورة الجميلة. فالإنسان كما يمرض جسمه قد تضطرب نفسه أو لا يستقيم عقله وتفكيره أحيانا، فنقول عندئذ إنه قد أصيب بمرض نفسي أو عقلي.
ومن أعراض هذه الأمراض: كثرة الحركة والتهيج، والشعور العدواني نحو الناس، واضطراب في الحزن أو الفرح، و القلق الشديد، و اضطراب النوم والأرق، وضعف الذاكرة الشديد أو فقدها، وفقد الشهية أو الامتناع عن الطعام.
وقد تضطرب حواس المصاب فيرى أو يسمع أو يشم أشياء لا وجود لها في الواقع. و قد تسيطر عليه الأوهام و الوساوس، فقد يتوهم المصاب أن الناس يضطهدونه أو أن هناك من يراقبه ويسعى إلى إيذائه.
وهناك ظروف تجعل بعض الناس أكثر قابلية للإصابة بالأمراض النفسية و العقلية.
ومن هذه الظروف: الاستعداد الموروث من الآباء والأجداد.
وأوقات التغير في مراحل العمر، مثلا عند انتقال الطفل إلى مرحلة الشباب أو بسبب الضعف المصاحب للشيخوخة، أو الأحوال غير الملائمة في البيئة المحيطة بالإنسان.
أما السبب المباشر للمرض فقد يكون الإصابة بالحمى أو بمرض شديد، أو اضطرابا في وظائف الغدد الصماء، أو الإحباط والفشل، أو الحزن لوفاة شخص عزيز أو خسارة مالية كبيرة، أو المشاكل العائلية، أو الإرهاق الشديد في العمل.
وفي بعض الأحيان يكون المرض النفسي أو العقلي بسبب مرض في الجهاز العصبي نتيجة إصابته بأحد الأمراض المعدية أو الأمراض العصبية أو إدمان الخمر و المخدرات.
والعلاقة بين الجسم و العقل علاقة قوية. وكثيرا ما سمعنا القول المشهور: "العقل السليم في الجسم السليم".
وهذا أمر طبيعي لأن الدماغ – وهو مركز العقل – عضو من أعضاء الجسم. ولكننا نستطيع أن نقول أيضا: "الجسم السليم مع العقل السليم"، وذلك لأن تفكير الإنسان وسلوكه قد يفسد جسمه ويمرضه.
وبعض الأمراض التي تصيب أعضاء الجسم، كاضطراب نبض القلب وارتعاش الأيدي وكثرة العرق، قد لا تكون بسبب مرض في هذه الأعضاء نفسها، وإنما بسبب عقلي نفسي ويوصف المرض عندئذ بأنه "جسمي نفسي".
والمرض النفسي أو العقلي، كغيرهما من الأمراض، محتاج إلى رعاية طبيب مختص، وليس فيه ما يخجل حتى يخفيه المريض ويكتمه أو يصاب باليأس من شفائه. فعند الطبيب وسائل مختلفة للعلاج.
وقد يكون العلاج نفسيا، فيساعد الطبيب المريض على اكتشاف سبب شكواه و يرشده إلى وسائل التغلب على مشاكله.
وقد يصف الطبيب لمريضه بعض الأدوية، أو يشير عليه باستكمال علاجه في مستشفى متخصص أو أن يشغل نفسه بعمل مفيد، أو ينصحه بالراحة والرياضة والقيام برحلة ممتعة.
وفي معظم الأحيان يدرك المريض النفسي أنه مريض، ويسعى إلى استشارة الطبيب. أما المصاب بمرض عقلي، فقد يكون غارقا في أوهامه حتى إنه لا يدرك حقيقة مرضه، وينبغي على أهله أن يعرضوه على طبيب.
والوقاية دائما خير من العلاج. فلكي نقي أنفسنا من الأمراض النفسية والعقلية، يجب علينا أولا أن نعتني بصحة أجسامنا وإعطائها حقها من الغذاء و الراحة و النوم دون إفراط أو تفريط، و أن نتجنب تماما تعاطي أي دواء دون مشورة الطبيب. أما الخمر والمخدرات فقد وقانا الله شرها بتحريمها علينا.
ويجب علينا أن نقوم بواجباتنا وأن نتجنب المعاصي فنمرض من الندم على ما فعلنا. ويجب علينا أيضا أن نعتدل في كل شيء، فلا نبالغ في حزن أو فرح، بل أن نحمد الله في الحالتين.
وعلينا أن نعود أنفسنا على القناعة والرضا، والحلم عند الغضب، والصبر على المكاره، والتسليم بقضاء الله و قدره.
وينبغي لنا ألا ننسى أن الصبر والصلاة و تلاوة القرآن الكريم هي علاج النفوس المتألمة وشفاء الصدور المهمومة، ومفتاح السعادة في الدنيا والآخرة.
ولنطع قول الله تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) البقرة 153.
ولنعتبر أيضا بقوله تعالى(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارً) الاسراء 82.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]