البيولوجيا وعلوم الحياة

تعريف خلايا “الأمشاج” وكيفية حصول عملية اخصاب البويضة

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

خلايا الأمشاج عملية اخصاب البويضة البيولوجيا وعلوم الحياة

أنت بدأت حياتك على هيئة خلية واحدة. هذه الخلية تكونت من اتحاد خلية غير عادية من الأب مع خلية غير عادية من الأم.

وهذه الخلايا غير العادية التي تنقل الحياة من الآباء إلى الأبناء نسميها "خلايا التكاثر" أو "الأمشاج".

وأمشاج الأب نسميها "الأمشاج المذكرة"، أما أمشاج الأم فنسميها "الأمشاج المؤنثة".

 

وفي الإنسان والحيوان يتم تكوين الأمشاج المذكرة والأمشاج المؤنثة في "المناسل" (وهي "الخصية" في الأب و"المبيض" في الأم).

ونسمي الأمشاج المذكرة "حيوانات منوية" ونسمي الأمشاج المؤنثة "بويضات" (ومفردها "بويضة" وهي تصغير لكلمة "بيضة").

أما في النبات فإن الأمشاج المذكرة والأمشاج المؤنثة يتم تكوينها في الزهرة ونسمي الأمشاج المذكرة في النبات "حبوب اللقاح"، ونسمي الأمشاج المؤنثة بويضات، كما هي في الحيوان.

 

وبعض الكتب يسمى الأمشاج "جاميتات"، ومفردها "جاميت" مأخوذة من كلمة يونانية معناها "زواج".

أما كلمة أمشاج فهي لفظ عربي جاء ذكره في القرآن الكريم، قال تعالى(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) الانسان 2، وأمشاج مفردها "مشيج"، وهي مشتقة من كلمة "مشج" أي خلط.

فالأمشاج هي خلايا متخصصة تلزم في التكاثر التزاوجي لنقل الحياة من الآباء إلى الأبناء. والأمشاج لا تتكون إلا في "المناسل" عن طريق "الانقسام الاختزالي"، أو المنصف للخلايا التناسلية ولذلك نجد في الأمشاج نصف عدد الكروموسومات (الصبغيات) الموجودة في نوى سائر خلايا الجسم العادية. وهذا هو أهم فرق بين الأمشاج وخلايا الجسم الأخرى.

 

والكروموسومات تنقل الصفات الوراثية من الآباء والأمهات إلى الأبناء ويتضح لنا الآن لماذا وصفنا الأمشاج بأنها خلايا غير عادية.

واتحاد الحيوان المنوي بالبويضة يسمى "إخصابا". وعند الإخصاب يجتمع نصف عدد الكروموسومات المستمد من الأب بنصف عددها المستمد من الأم، فيعود العدد في البيضة المخصبة (التي تسمى "لاقحة" أو "زيجوتا" إلى عدد الكروموسومات الكامل الموجود في خلايا كل من الأب والأم، وفي أفراد النوع جميعا.

والحيوان المنوي هو الذي يجب عليه أن يتحرك كثيرا حتى يصل إلى البويضة كي يخصبها. ولذلك كان الحيوان المنوي صغير الحجم جدا وله ذيل (يسمى "سوطا") هو الذي يحركه.

 

ومهما صغر جسم الحيوان المنوي فلا بد أن يكون فيه نواة. وذلك لأن النواة فيها الكروموسومات، والكروموسومات هي التي تحمل الصفات الوراثية من الأب لابنه أو بنته. وتملأ النواة رأس الحيوان المنوي.

وكذلك البويضة فيها نواة تحوي الكروموسومات التي تحمل الصفات الوراثية من الأم لابنها أو بنتها.

ولكن البويضة لا تتحرك بذاتها، كما يجب أن يكون فيها غذاء مختزن يكفي الجنين في أيامه الأولى. ولذلك تكون البويضة كبيرة الحجم وليس لها سوط.

 

وبتكوين الأمشاج، ثم بالتقائها عند الإخصاب، يأخذ الطفل خصائصه من أبيه وأمه كليهما، ولا يكون صورة مطابقة للأصل من أي واحد منهما.

وكذلك أبو الطفل كان قد أخذ خصائصه من أبيه وأمه، أي جدي الطفل لأبيه. وكذلك أم الطفل كانت قد أخذت خصائصها من أبيها وأمها، أي جدي الطفل لأمه.

وهذا الخلط المستمر للخصائص في كل جيل وفي كل مولود، هو الذي يجعل أفراد بني الإنسان متنوعين تنوعا هائلا في أطوالهم، وملامح وجوههم، وألوان بشـرتهم وشعرهم وعيونهم، ومستويات ذكائهم، وقابليتهم للأمراض، وفي كافة تفاصيل صفاتهم. وهذه هي الحال في جميع الكائنات الحية التي تتكاثر بالتزاوج، في عالمي النبات والحيوان.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى