“الأملاح المعدنية” ودورها الهام في النظام الحيوي للكائنات الحية

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الأملاح المعدنية النظام الحيوي الكائنات الحية البيولوجيا وعلوم الحياة

كان العالم اليوناني "ثيوفراستوس" هو أول من كتب عن المعادن ومركباتها وذلك حوالي عام 300 ق.م وقد قسمها إلى المعادن والأحجار والأتربة.

وميز المعادن بلمعانها، أما الأتربة المعدنية فهي التي تتفتت عند غمرها بالماء. وكذلك كتب عن المعادن كثير من علماء المسلمين الأوائل، كالبيروني، والتيفاشي.

ويوجد عدد قليل من المعادن في الطبيعة بصورة نقية، مثل النحاس والفضة والذهب. أما معظمها فيوجد على شكل مركبات مختلفة أو أملاح معدنية.

 

وتوجد الأملاح المعدنية في الطبيعة على شكل مواد صلبة لها تركيب كيميائي معلوم. وقد وصل عدد المركبات المعدنية التي تم التعرف عليها حوالي 2500 مركب، يتميز بعضها بدرجة عالية من الصلابة وبألوان جميلة.

ومثال ذلك بعض الأحجار الكريمة مثل الياقوت الأحمر والسفير الأزرق والتوباز الأصفر، وغيرها كثير.

وللأملاح المعدنية تراكيب كيميائية مختلفة، إذ أنها توجد على شكل أكاسيد وكربونات وفوسفات وكبريتات وسليكات وغير ذلك. وتشكل مركبات السليكات المختلفة، أو الرمل، حوالي 90% من وزن القشرة الأرضية.

 

وتلعب الخامات المعدنية الموجودة في القشـرة الأرضية دورا أساسيا في حياتنا، كما أنها تشكل مصدرا رئيسيا لاستخلاص العديد من المعادن مثل الحديد والقصدير والألومنيوم وغيرها.

وهناك بعض المركبات المعدنية، مثل حجر الجير والجبس والرمل والرخام، نستخدمها بشكل مباشر في البناء وصناعة الخزف والزجاج والأسمنت ورصف الطرق.

أما ملح نترات الصوديوم، أو "ملح شيلي"، فيستخدم في صناعات عديدة، مثل صنـاعة حـمـض النتريــك وبعض الأسمدة الكيميائية.

 

وتدخل الأملاح المعدنية في تركيب أجسامنا وتلعب دورا هاما في النظام الحيوي للإنسان والحيوان والنبات. فالعظام والأسنان تحتوي على نسبة عالية من أملاح الكالسيوم.

أما أملاح الصوديوم فتوجد في جميع الخلايا والسوائل الحيوية. ويؤدي نقصها إلى الشعور بالإرهاق وارتخاء العضلات وفقدان الشهية. ويحتاج جسم الإنسان إلى خمسة جرامات من الصوديوم يوميا، ويمكن الحصول على هذه الكمية من حوالي 10 – 12 جراما من ملح الطعام (كلوريد الصوديوم).

ولأملاح البوتاسيوم وظائف متنوعة في حياة الكائنات الحية، حيث تدخل في عملية التمثيل الضوئي وفي الانقسام الخلوي واصطناع البروتينات ونمو الجسم والإثارة العصبية للعضلات.

 

أما أملاح الحديد فتشكل مصدرا للحديد الذي يدخل في تركيب هيموجلوبين الدم. وتعتبر أملاح المغنيزيوم مصدرا لفلز المغنزيوم الذي يساعد على نمو العظام والأسنان والغضاريف، وتستخدم كبريتات المغنيزيوم كمادة ملينة.

ولنا أن نتساءل، كيف نحصل على الأملاح المعدنية اللازمة لحياتنا؟

والجواب على ذلك أن عددا كبيرا منها يوجد في الماء وأنواع عديدة من الغذاء، ويلاحظ أن مياه البحر تحتوي على نسبة عالية منها، في حين تحتوي المياه العذبة على نسبة قليلة، وإذا زادت هذه النسبة عن حد معين يصبح الماء عسـرا.

 

أما المياه المعدنية فتحتوي على نسب معينة من عدد من الأملاح المعدنية مما يجعلها مياها مفيدة وصحية. وتحتوي المواد الغذائية النباتية والحيوانية على العديد من الأملاح المعدنية بنسب مختلفة.

فتمتاز البقوليات وبعض الفواكه باحتوائها على نسبة عالية من هذه الأملاح، أما الكبد والسبانخ فهما من المأكولات الغنية بالحديد، بينما يعد اللبن (الحليب) ومشتقاته مصادر جيدة للكالسيوم.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]