الأسباب المؤدية للإصابة بـ”حُرقةِ المعدة”
1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
حُرقةِ المعدة أسباب الإصابة بحرقة المعدة الطب
يمرُّ الطعام الذي نأكُلُهُ من تجويفِ الفم إلى البُلعوم، ومنهُ إلى المريء الذي ينقلُه إلى المِعدة، وفي المعدة يستقر الطعام بعضَ الوقتِ قبل أن يمر إلى الأمعاء.
ويبطِّنُ المعدة غشاء مُخاطي كثير الثّنيّات، يسمح بتمددها عندما تمتلئ بالطعام.. ويُفرزُ هذا الغشاء المخاطي حِمضَ الهيدروكلوريك وبعض الأنزيمات اللازمة لهضم البروتينات.
وقد يلجأ بعضُ الناس إلى إثارة شهيتهم لتناول الطعام بحفزِ المعدة على إفراز العُصارةِ الهاضمةِ، وذلك ببدءِ الطعامِ بالمُشهّيُات، مثل حساء اللحوم والدواجن او المخلّلات.
أو إضافة بعض المواد المُقّبلة (كالفُلفل الأسود الحارّ (والشطة). غير أن الإفراط في تناول هذه المواد قد يُسبّب التهاب المريء، والإحساس بحرقة المعدة.
وهناكِ أسبابٌ كثيرةٌ لحُرقةِ المعدة، منها رُجوعُ الطعام إلى المريء بسبب فَتْق في الحِجاب الحاجِزِ، أو السِّمنة المفرطة، أو ملءِ المعدة بالطعام والشراب، أو في أثناء الحملِ بسبب ضَغْطِ الجنين على المعدة.
وربما تزداد هذه الشكوى عند الانحناء، كما في السجود للصلاة، أو النوم على الشق الأيسر خصوصا عندما تمتلئ المعدة بالطعام والشراب. ورجوع الطعام إلى المريء هو أكثرُ أسباب حُرقةِ المعدة شيوعاً.
ومنَ الأسباب الأخرى الشائعة لحرقة المعدة عُسرُ الهَضم، وعادة تتضمنُ شكوى المريض رغبتهُ ايضاً في التجشّؤ وفقد الشهية للطعام.
وتتفاوت أسباب عسر الهضم ما بين أسبابٍ بسيطةٍ، مثل الاضطرابات أو الانفعالات العصبيةِ، إلى المرضِ الخبيثِ في المعدة أو البنْكرياس. وقد يكون عسر الهضم نتيجة لقرحة المعدة أو أمراض المرارة.
كذلك قد ينشأ عسر الهضم عن الإفراط في التدخين، أو بسبب تناول بعض العقاقير الطبية، خصوصاً تلك التي تُستَعملُ في عِلاجِ آلامِ المفاصلِ والعضَلات (الروماتيزم).
كذلك قد تكون حرقة المعدة نتيجةً لالتهابِ المعدة، وهذا الالتهابُ قد يكونُ حادّاً نتيجةً للإفراطِ في تناول الأسبرين والعقاقير المضادة للروماتيزم أو الحكول (الخمور)، أو نتيجة لرجوع المحتويات القلوية للأمعاء والمرارة إلى المعدة.
كذلك قد يكون التهابُ المعدة مُزمناً مَصحوباً بزيادةِ إفرازات المعدة ، فيؤدي إلى القرحة الهضمية، أي قُرحَةِ المعدةِ أو قرحةِ الإثنا عشرة.
ويمكنُ علاج أعراض حُرقة المعدةِ باستخدام مضادات الحموضة من المُستحضرات القلوية، أو بعضَ العَقاقير الأُخرى. ولكنَّ العلاج الناجح لا يكون إلا إذا أمكن تشخيص المرض تَشخيصاً صحيحاً بواسطة الطبيب المختص.
ومن النصائح المهمة لتجنب حُدوثِ حُرقة المعدة: عدمُ الإفراط في تناول الطعام والشراب، وكذلك تجنُب الإفراط في تناول التوابل الحارة، وعدُم النومِ بعد الأكلِ مباشرةً، ومراعاة أن يكون وزن الجسمِ مناسباً للطولِ والسنَّ لتجنب أضرار السُمنة.
ولعلنا نذكرُ هنا القوْل المأثور «المِعْدَةُ بيتُ الداءِ والحِمْيةُ رأسُ الدواء»، وقول الرسول الكريم صلّى اللّه عليه وسلّم : «نحن قوم لا نأكل حتى نجوعَ، وإذا أكلنا لا نَشْبعُ».
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]