نبذة تعريفية عن طيور “الحمام”
1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
طيور الحمام الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة
الحمامُ طيورٌ متوسطةُ الحجمِ، صغيرةُ الرأسِ، عُنقها قصيرٌ وجميلٌ، يعكسُ عادةً ألواناً براقةً، ومناقيرُها قصيرةٌ ضعيفةٌ ذاتُ قاعدةٍ عريضةٍ لينةٍ تُحيط بفتحتي الأنفِ.
والأرجُلُ قصيرةٌ ذاتُ اربعِ أصابعَ، ثلاثِ منها متجهةٌ للأمام، والرابعةِ إلى الخلفِ للحفاظِ على التوازنِ في أثناء السير على الأرضِ لالتقاط الغِذاءِ، الذي يتكونُ أساساً من الحُبوبِ والنباتات وأحياناً من الحشرات الصغيرةِ، وكذلك يأكلُ الحمامُ بذورَ النباتات الطفيليةِ، ويساعدُ في تقليبِ التُربةِ في أثناء بحثِهِ عن الطعام، لذلك يُحبُه الزُرَّاعُ.
ولحمُ الحمامِ شهي، كما أن فضلاتِه تعد سماداً مفيداً للتربةِ. ويُستخدمُ بعض انواع الحمام في نقلِ الرسائل بين المربين؛ لذلك استؤنسَ الحمامُ منذ قديم العصور.
حيث رُبَّي في أبراجٍ عاليةٍ تحتوي على حُجُراتٍ صغيرةٍ، يعيشُ في كلِ حُجرةٍ منها زوجان من الحمام مدى حياتِهما .
والحمام يطيرُ بسهولةٍ ويُسر، ويساعدُه على ذلك ريشه القوي، والذي تكون أسلاتُه مفككةً بالقربِ من قاعدتهِ، وذيلُه القصيرُ المستديرُ الذي يكونُ ريشُهً صلباً.
ويمتد في بعضِ أنواع الحمامِ الجميلةِ في شكل مروحةٍ، كذلك يوجدُ في أنواع أخرى من الحمام تستوطن أستراليا وغينيا الجديدة تاجٌ من الريش ينتشرُ على شكلِ مروحةٍ فوق الرأس.
ولكن للأسف أدى جمالُ هذا الريشِ إلى كثرة صيد هذه الأنواع من الحمام، مما يهدد بقاءَه وانتشارَه.
ويبني الحمامُ أعشاشاً مفككةً فوق الشجر وأسطح المنازل وفي شقوق الجدران، وتضعُ فيها الأنثى بيضتين صغيرتين ناصعتي البياض، يتناوب الأبوان حضانتهما حوالي سبعةَ عشر يوما. وتبيضُ الأنثى مرتين أو ثلاثاً في الصيف في المناطق الباردة.
ويُطعمُ الأبوان الصغار ويعتنيان بها حوالي شهرين، ويتغذى الصغارُ بالحُبوبِ نصف المهضومة والمسترجعة من حوصلةِ الأبوين التي تنشط بعد وضع البيض، ويزداد إفرازُ غُدَدُها للإنزيمات الهاضمةِ. ويستطيعُ الصغارُ الطيرانَ بعد حوالي شهر من الفقس، ولكنها تُلازم العُشَّ لفتراتٍ أطول.
وقد نشأ الحمامُ أساسا في أوروبا وآسيا وشمال إفريقيا، وتعدُ الحمامةُ البرية (كولومبا ليفيا) الأصلَ لجميعِ أنواع الحمام الموجودةِ الآن.
ومنها حمامُ الغاباتِ وحمامُ الفاكهةِ الجميلُ الشكلِ والزاهي الألوان، الموجودُ في الغابات الاستوائية في العالمِ القديم، والذي نادراً ما يحطُّ على الأرضِ من فوقِ الأشجارِ.
والأنواعُ المتعددة من الحمام الإفريقي المُزركش، والحمامُ الأسيوي، وحمامُ المحيط الهادي الطويل الذيل.
والحمامُ البري يمتازُ عن الحمامةِ الزرقاء في كونه رماديَّ اللون، وله خطان أسودان على الجناحين، وهذان النوعان يكثر انتشارُهما في الحدائقِ العامة وميادين المدن الكبيرةِ والعواصم في شتى أنحاء العالم.
ويهاجرُ الحمام البري جنوباً في أسرابٍ كبيرة إلى جنوب آسيا وشبه الجزيرة العربية وشمالِ أفريقيا.
أمّا حمامُ الغاباتِ، أو الحمامُ ذو الحلقة، فهو يعيشُ في وسطِ اوروبا وغربِ آسيا فقط، وقد تكاثر بشكلٍ عظيمِ حتى أصبح يشكل خطراً على المزروعاتِ والحدائقِ.
وتعتبر الحمامة المرتحلةُ التي كانت جميلةَ المنظرِ زاهيةَ الألوان، من الحيواناتِ البائدةِ نتيجةً للإفراطِ في صيدها.
فقد كانت هذه الحمامةُ من أكثر الطيور انتشاراً في أمريكا الشمالية في أوائلِ فترةِ اكتشافِها، حيثُ كانت تطيرُ في مجاميع ذاتِ أعدادٍ هائلةٍ تقرب من المليار، لتغطي رقعة السماء لمسافاتٍ بعيدةٍ.
وفجأة أصبحت هذهِ الحمامةُ نادرةَ الوجود في أواخرِ القرنِ التاسع عشرَ بسببِ اصطيادها بكثرةٍ، والاعتمادِ على لحومِها في التغذية، وتصديرِ هذا اللحمِ الشهي بكثرةٍ إلى أوروبا .
وقد شُوهِدَ آخر طائرٍ من هذا النوع في عام 1914، حيث كان يربّى في الأسر، وتوفي بعد تقدمِهِ في السن.
أما الوطنُ العربي فينتشرُ فيه الحمامُ البري العربي (الفلسطيني) الذي ينتشر جنوباً إلى عدن، وهو رمادي اللون وعنُقُهُ أخضرُ براق، والجناحان عليهما خطان أسودان.
ويوجدُ في مصر نوعٌ حبشيُّ مشابهٌ يسمى الحمام البريّ المصري، وقد اختلط هذا النوع الأخير بالحمامِ المُستأنسِ. ويتميزُ النوعُ البري المصري بأن لونَ ظَهرِهِ أقتم، ولونَ الأجزاءِ السُفلية من جسمه أبهتُ.
وفي منطقة الخليج العربي، توجدُ الحمامةُ البرية في الكويت وشرقِ المملكة العربية السعودية، والإمارات العربيةِ المتحدةِ، وهي تُقيم في هذه البلادُ وتتوالدُ .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]