نبذة تعريفية عن “الحواريين”
1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الحواريين إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة
الحواريون: جمُع حواري، وحواريُّ الرجُل هو الذي ينصرُه، ويُخلِصُ لهُ الحبَّ والولاءَ.
وأصحابُ الأنبياء – عليهم السلام – الذين يصدقونَهم، ويطيعونَهُم، ويَنْصُرونَهم، يكونون حواريين.
وعندما أظهر الزُبير بنِ العوام، رضي الله عنه، طاعَتَهُ وشجاعتَهُ، ومناصَرَتَهُ للنبي،صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لِكُلِّ نَبِيِّ حواريا، وحوارييّ الزُبير".
والحواريون هم اثنا عشرَ رجلاً، أمنوا برسول الله عيسى ابنُ مريم، عليه السلام، ونصروه، وأعانوه، وأخلصوا له في الطاعةِ والمحبةِ.
وقد ذَكَرَهُم الله تعالى في ثلاثة مواضعَ من القرآن الكريم: في سورة آل عُمران (في الآيتين:52و53)، وسورة المائدة (في الآيات 111-115)، وسورة الصف(الآية 14)، ومَدَحَهُم اللهُ تعالى على قوةِ إيمانِهم، ومسارَعَتِهِم لنصرة دينِهِ، وطاعَتِهم لأوامِرِهِ، وانقيادِهِم لأحكامِهِ، وإيمانِهم بالكتبِ المُنَزلةِ وبالإنجيل، واتباعِهِم لعيسى، عليه السلام.
قال تعالى(فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) آل عمران 52,53.
وفي موضِعِ آخر، أثنى القرآنُ الكريمُ على الحواريين أصحابِ عيسى، عليه السلام، وهو يحث المُسلمينَ على الجهادِ في سبيل اللهِ تعالى، ويشجعهم على نُصرةِ دينِهِ.
ويُثيرُ فِيِهِم روحَ التنافسِ الشريفِ، وهو يُذكِّرُهُم بموقفِ الحواريين، عندما طلب منهم عيسى، عليه السلام، مناصرةَ دين اللهِ تعالى، وكيف كانت سُرعةُ إجابَتِهم، وقوةُ امتثالِهم.
قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ) الصف 14.
والحواريونَ هم تلاميذُ عيسى، عليه السلام، ومنهُم: سمعانُ، ويَعقوبَ، ويُوحَنَّا، ومَتَّى، ويهوذا، وغيرهُم. وكانَ نبيُ الله عيسى، عليه السلام، يُرسلُ الحواريين إلى قرى اليهودِ لِيَدعوهم، ويرشدوهم، وينصحوهم، وإذا رجعوا كان يُدَرِّسَهُم، ويعلمَهُم، ويصلحُ من سلوكِهِم، وأخلاقِهِم، ويُزهِدهُم في الدنيا.
وَمِنْ أجلِ أن يُطهَّرَ نبيُّ الله عيسى، عليه السلام، قلوبَ تلاميذهِ الحواريين، ويُزكِّي نفوسَهُم، أمرَهُم أن يصوموا ثلاثين يوماً، فلما أتَمَّوا الصيامَ، سأل الحواريون عيسى، عليهِ السلام، أن يطلبَ منْ ربه ان يُنزِلَ عليهم مائدةً من السماء، ليأكلوا منها.
وتَطمئَنُ قُلوبُهم بأن الله تعالى تَقَبَّلَ صِيامَهُم، وأجابَ دُعاءهم، لتكونَ لهم عيدا يُفطرونَ عليها بعدَ تمامِ صَوْمِهِم، وليأكُل منها أوّلهم وآخرهم وغنيهم وفقيرهم.
وقد أشار القرآن العظيم إلى هذه القصة، وسميت السورةُ التي ذَكَرتْ هذه القصة: سورة المائدة.
قال تعالى(وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ) المائدة 111 -113.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]