البيولوجيا وعلوم الحياة

نبذة تعريفية عن “حيوانات بيوضٌ”

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حيوانات بيوض البيولوجيا وعلوم الحياة

بعضُ الحيواناتِ تضعُ بيضاً تتمُ حضانَتُه ونموه خارج جسم الأم، وهذه تُسمى حيواناتٌ بيوضٌ.

وبعضُها الآخر يحتفظُ بالبيضِ بداخل جسمهِ، حيث تتم حضانته ونموه في جزء من قنوات البيض يسمى "الرحمُ"، ويفقِسُ بعد وضْعِهِ مباشرةً، وهذه تسمى "حيوانات بيوضٌ ولودٌ" ويُسميها بعضُ العلماءِ "حيواناتٍ ولودا لا مشيمية". ويتغذى الجنينُ في الحالتين في أثناء نموه بالمح الموجود في البيضة.

والثديياتُ الأولية وحيدة المسلك والطيور من الأنواعِ البيوضة، على الرغم من حدوثِ بعض مراحل النمو المبكرة للبيضِ داخلَ جسمِ الأُم قبلَ وضعِهِ، كذلك مُعظمُ الزواحِفِ والبرمائياتِ والأسماكِ بَيوضٌ أو بيوضٌ ولودٌ.

 

وفي الأنواع البيوض يتم إخصابُ البيضِ داخلياً أو خارجَ الجسمِ، أما في الأنواع البيوض الولود فيتمُ إخصاب البيض بالضرورة داخل جسم الأم.

ولا يوجدُ من الثدييات البيوض حاليا سوى «منقار البط» أو «خلد الماء» الذي يعيش في أستراليا، و « آكل النمل الشوكي» ويعيش في أستراليا وتسمانيا، وبعضِ مناطق غينيا الجديدة.

وتضعُ أُنثى خُلد الماء من بيضةٍ إلى ثلاثِ بيضاتٍ ذات قشرةٍ لينة في عُش تُجَهزُهُ من الأوراق النباتيةِ، تحتضنها لمدة 14 يوماً تفقسُ بعدها منه الصغار.

 

وفي الطيور توجدُ أنواعٌ قليلةٌ تضعُ بيضها في العراء، ولا تقومُ بحضانتِه، أو تضعهُ في أعشاشِ طُيور اخرى.

أما الطيور المائية والبحرية، فتضعُ بيضها بين الصخور أو تحتها، أو في حُفَر على الشواطئ، أو في أعشاشٍ طافيةٍ فوق سطحِ الماء، لكن معظم أنواع الطيور تضعُ بيضَها في أعشاشٍ تقوم ببنائها وإعدادِها في أماكن آمنة، يتمُ فيها حضانتُهُ ورعايتُه بواسطة أحد الأبوين أو كِليهما.

ويختلفُ شكلُ العش والمواد المستخدمة في إعدادِهِ في الأنواع المختلفة؛ وغالباً ما يُستخدم القشُّ والحشائش والأليافُ النباتية، وقد تبطنها بالريش وشعر الحيوانات، كما يستخدمُ بعضها الأغصانَ وفروع الأشجار والطين في بناء أعشاش قويةٍ تبقى عدةِ سنواتٍ.

 

ويتناسبُ حجمُ البيض غالبا مع حجم الطائر، فالطيور الطنانة، وهي أصغر الطيور حجماً تضعُ، أصغرَ بيضٍ، في حين تضعُ النعامةٌ اكبرَ بيضِ الطيور حجماً. وللبيضِ قشرةٌ جيريةٌ صُلبةٌ، وهو عادةً أبيضُ اللونِ، وقد يميل إلى البني القاتِم.

وقد يكون مبرقشاً أو مخططاً لإخفائهِ عن العيون. ويتراوحُ عددُ البيضِ بين بيضةٍ واحدةٍ (في النسر الأمريكي) وحوالي 20 بيضة في أنواع الدجاج.

وتتراوحُ فترةُ حضانتِهِ بين 11 يوما في العصفوريات إلى حوالي 11-12 اسبوعاً في القطرس(طائر بحري).

 

والزواحفُ معظمُها بيوض (السلاحف المائية والبرية، والتماسيح ومعظم السحالي والثعابين، بعضُها بيوضٌ ولودٌ (بعض السحالي والثعابين) وبعضُها الآخرُ ولودٌ

والبيضُ في السلاحِف والتماسيح كروي، أو بيضاوي أبيض اللونِ له قشرةٌ جيريةٌ صلبةٌ. وتختارُ السلاحفُ الأماكنُ المفتوحة والمعرَّضة للشمسِ لتضعَ بيضَها في حفرٍ تصنعُها بأرجلها الخلفية في الرمل أو الطين أو التربة، ويتراوح عددُ البيض من 5 إلى 11 بيضةً في الأنواعِ الصغيرةِ، ويصل إلى 50 – 100 بيضةٍ في الأنواع الضخمة.

وجديرٌ بالذكر أن سلحفاةَ  المياهِ العذبةِ تحتفظُ بالحيوانات المنوية حيةً في قنوات البيض لفتراتٍ طويلةٍ، وتضعُ بيضها مُخَصَّباً لمدة أربع سنوات بعد تلقيحٍ واحدٍ، وتتراوح فترةُ حضانةِ البيض في السلاحف من 9 إلى 16 أسبوعاً في الأنواع المختلفة.

 

أما التماسيحُ، فتضع بيضَها في حُفرٍ أو أعشاشٍ كبيرةِ الحجمِ، وقد وُجدَ في عش للتمساح الأمريكي (أليجاتور) مبْني من فروع الأشجارِ والنباتاتِ المائية 38 بيضةً مرتبةً في طبقتين، ويفقسُ البيض بعد 9-10 أسابيع.

ويضم العظايا (السحالي) والثعابين مستطيل (5-7 سم) أبيضُ أو كريمي اللون له قشرةٌ مرنة قويةٌ، ما عدا في بعض الأبراص التي تضعُ بيضاً صغيراً ذا قشرةٍ جيريةٍ صُلبَةٍ.

وتدفِنُ السحالي بيضها في الأرض أو الرمل أو بين جذوع الأشجار العطنة، أو في شقوق، أو تحت الأحجار، أو في حفرٍ تحتَ الأرضِ؛ في حين تضع الثعابين بيضها في التربة الطينية الرطبة اللينة.

ويتراوحُ عددُ البيضِ في السحالي من (2) إلى (5) بيضاتٍ وقد يصلُ في الأجوانا من 30 إلى 60 بيضةً، وتتراوحُ فترةُ حضانتهِ من 5 إلى 11 أسبوعا في الأنواع المختلفة.

 

أما في الثعابين فيتراوح عدد البيض عادة من 2 إلى 16 بيضة ويصلُ في الأحجام الكبيرة من البُوا والبيثون إلى أكثر من 100 بيضة. وترتبُ الأنثى البيضَ

في شكلٍ هرمي، وتلتفُ حولَهُ خلال فترة الحضانةِ التي تتراوح من 9 إلى 13 أسبوعاً في الأنواع المختلفة.

والبرمائيات معظَمُها بَيوضٌ، ما عدا أنواعاً معدودةً منها في افريقيا وبورتوريكو، تستبقي البيضَ داخلً قنواتِ البيض، حيث ينمو ويتغذى على ما يحتويه من مُحَّ حتى يفقس (بيوض ولود).

ولم تثبت ولادة حقيقية إلا في نوعين أفريقيين، تضيف فيهما قنواتُ البيضِ إفرازاتٌ إلى المح، وتلدُ ضُفدعياتٍ صغيرةٍ.

   

وتضعُ البرمائيات بيضها في الماء، أو بالقربِ منه مُغطى بأغشية جيلاتينية تساعده على الالتصاق بالأحجار أو الأعشاب المائية، طافيا فوق الماء أو مدفوناً في حفر أو شقوق، حيث يقوم الذكر بإخصابِهِ.

ويتراوح عدد البيض في السَّمندل من بيضةٍ إلى ثلاث، ترعاها الأنثى مدة أسبوعين أو ثلاثة حتى تفقس، في حين يصل إلى عدة مئات أو آلاف في أنواع الضفادع والتودات لتعرضه للهلاك.                         

ويوضعُ البيض فرادى، أو في كتل جيلاتينية، أو شرائط متصلة في العراء، أو في أعشاش رغوية، ويَفقِسُ خلال أيام قليلة بعد استهلاك ما يحتويه من مح عن دعاميص، تتحول خلال عدة أسابيع إلى ضفدعيات أو تودات صغيرة، وتتوقف فترة التحول على درجة الحرارة المحيطة.

 

وجدير بالذكر أن الضفدع الثور، في شمال الولايات المتحدة الأمريكية، يبقى في طور الدعموص (أبي ذنيبة) مدة سنتين، تصل خلالها نسبة الوفيات إلى 99% ولذلك تضعُ الأنثى حوالي 10000-25000 بيضة لتعويض هذا الفقد الكبير.

وفي معظم الأنواع تترك الدعاميص دون رعاية أثناء فترة التحول، بينما تحتفظ ذكور بعض الأنواع بالشراغيف في جراب وركي، أو في الأكياس الصوتية، كما تحملُ إناث بعضها الآخر الدعاميص في جراب على ظهرها أو داخل معدتها، حتى نهاية التحول.

والأسماكُ معظمُها بيوض، أو بعضها بيوض ولود، والقليل منها ولود، ويضع البيض في الماء أو في أماكن يبللها تيار الماء، وقد يكون طافيا أو مستقرا على القاع في كتل تلتصقُ بالرمل والحصى أو الأحجار والأعشاب، أو في حفر أو أعشاش نباتية أو رغوية، يعدها ويقوم على رعايتها أحد الأبوين أو كلاهما.

وتحمل بعض الأسماك بيضها في جراب على البطن (حصان البحر) أو بداخل الفم (البلطي).

 

وتضعُ بعضُ الأسماك التي تعيش في مناطق معرضة للجفاف في أفريقيا وأمريكا الجنوبية بيضاً يتحمل الجفاف حتى يحين موسم الأمطار، حيث يبدأ نموه.

وبيض السمك عادة صغير الحجم يغطيه غشاء قوي مرن يسمى الكوريون، كما في السلمون، وقد يصل حجمُهُ في بعضِ أسماك القرش إلى عدة سنتيمترات تغطيه قشرةٌ خارجيةٌ صلبة لها محاليق تلتصق بها الأعشاب البحرية.

وتضع الأسماك التي تحفظُ بيضها في أماكنَ آمنة، وتقوم على رعايتها، أعداداً قليلة من البيض تترواح بين 100 و600 (أبوشوكة وحصان البحر)، ولكن عدد البيض في الأنواع الأخرى(السلمون والحنش والقد)، قد يصل إلى عدة ملايين نظرا لتعرضه للأخطار. ويفقس البيض عن يرقات بعد يوم او يومين، وقد يستغرقُ أسبوعا أو اسبوعين في بعض الأنواع،

 

كما يفقس البيض في حصان البحر بعد 4-6 أسابيع، في حين يحتاج بيض السلمون إلى حوالي 9 أسابيع حتى يفقس.

وتتغذى اليرقات على ما يحتويه كيس المح من غذاء، حتى تستهلكه تماماً قبل أن تعتمد في غذائها على الوسط المحيط بها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى