حركة الجزيئات

2011 الطاقة و التفاعلات

گريس گوپر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الكيمياء

الجزيئات في حالة حركة دائمة. ففي الأجسام الصلبة كالصخور، مثلاً، يهتز كل جزيء بصورة مستمرة. لكن الجزيئات لا تبتعد عن مواقعها الأصلية، لذلك فإن المادة الصلبة لا تغيّر حجمها أو شكلها بسهولة. فالصخرة لا تغيّر من شكلها إذا ما دفعتها بإصبعك، لكنك إذا ضربتها بمطرقة فسوف تتكسر.

كذلك تهتز الجزيئات في السوائل، لكن حركتها أكثر حرية من حركة جزيئات الأجسام الصلبة.كما تتميز بتراصّها مع بعضها بعضاً (كما في الأجسام

الصلبة)، إضافة إلى ميلها للبقاء على تماس مع الجزيئات المجاورة. تتحرك الجزيئات بشكل دوراني على شكل مجموعة رخوة، تمرّ أمام بعضها وتنزلق مروراً بالجزيئات الأخرى في السائل،وهذا يفسّر سبب حركة السائل الدورانية داخل الوعاء الذي يحويه. فالعصير، مثلاً، يأخذ شكل الكوب أو الإبريق أو أي

وعاء آخر يُصبّ فيه.أما جزيئات الغاز فهي أكثر تباعداً عن بعضها ويمكنها أن تتطاير في كافة الاتجاهات، كما تتصادم مع بعضها وترتد عن جدار الوعاء، ولا

تقتصر حركة الجزيئات على حرية الحركة فحسب، وإنما تدور وتهتز أيضاً. ففي الهواء وعند درجات الحرارة العادية، والمقصود بذلك 68 درجة فهرنهايت (68°F ؛ 20°C)، تتحرك معظم جزيئات الأكسجين والنتروجين بسرعة (1,500 قدم) في الثانية تقريباً (450 م/ثا)، أي بسرعة تفوق سرعة الصوت. كما تتحرك بعض الجزيئات بسرعة تفوق هذه السرعة في لحظات محددة، بينما يتحرك بعضها الآخر ببطء أشد (انظر الصفحة 49).يُطلق على المفهوم الذي يفيد

بأن المادة تتكوّن من عدد ضخم من الجزيئات الدقيقة في حالة الحركة اسم «نظرية حركة المادة». وتستخدم كلمة «نظرية» في الكلام المتداول أحياناً بمعنى مفهوم أو فكرة لم تخضع للتجربة العملية،لكنها تعني من وجهة النظر العلمية شيئاً مختلفاً. فالنظرية من الناحية العلمية هي وصف شامل ومفصّل يحاكي الحقائق المعروفة بشكل وثيق. وليس هناك من شيء غير

أكيد بالنسبة للنظرية الحركية، التي أثبتت صحتها العديد من التجارب.