نبذة تعريفية عن ساحل الريڤييرا
1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
ساحل الريڤييرا الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة
ساحلُ الريڤييرا هو السَّاحلُ الفرنسيُّ الإيطاليُّ المُطلُّ على البحر المتوسط فيما بين مدينَةِ هيرية غرباً (شرق طولون في فرنسا)، ومدينة لاسْبيزيا شرقاً (جنوبَ شرقِ جنوَة في إيطاليا)، وذلك لمسافةِ 230 ميلاً (370 كيلومتراً).
ويُعرَفُ شاطِئُ الرّيڤييرا الممتدُّ بينَ مدينتيْ هيرية ونيسَ في فرنسا باسم «الرّيڤييرا الفرنسيّة» أو الشاطئِ اللاّزوَرْديِّ «كوت دازير»، وذلكَ لِما يتمتَّعُ بهِ من مياهٍ بحريّةٍ زرقاءَ صافيةٍ وسماءٍ خاليةٍ من السُّحُبِ في مُعظمِ الأوقات.
ويُعرَفُ بقيةُ شاطئِ الرّيڤييرا فيما بينَ سان ريمو ولاسْبَيْزيا باسم «الرّيڤييرا الإيطاليّة». ويُطِلُّ السّاحلُ هناكَ على مياهِ البحرِ اللّيجوريِّ الصافية الزرقاءِ اللَّوْن.
والسهولُ السّاحليَّةُ لشاطئِ الرّيڤييرا ضَيِّقةٌ وتُشرِفُ عليها الجُروفُ الجبليّةُ العاليةُ لمُرتفعات الألب الغربيةِ والتي تُسمّى في الجانب الفَرنسي باسم مرتفعات الألب البحريَّةِ، وعلى الجانِبِ الإيطاليِّ باسمِ مُرتفعاتِ ليجوريا الساحليةِ.
وتتألَّفُ الجُروفُ البحريَّةُ من صخورٍ جيريةٍ بَيضاءَ تتغطَّى بالشجيراتِ والحَشائشِ وتُشرِفُ على البحرِ مُباشرةً إمّا على شَكْلِ حوائِطَ شديدة الانحدار.
وإما على هيئةِ جُروفٍ تَحُفُّ خُلجاناً مُسْتديرَةَ الشكل صغيرةَ الحجم، وتُضيفُ إلى المناظِرِ الطبيعيَّةِ روعةً وجمالاً.
ويتألَّفُ ساحِلُ الرِّيڤييرا من عِدَّةِ شَواطِئَ مُتَجاوِرَةٍ ومن بَيْنها في الرّيڤييرا الفرنسيةِ شاطئُ كوت دازير (فيما بَيْنَ مدينَتَيْ كانْ ومونتو) الذي يَضُمُّ شواطئَ أنتيب ونيْس ومونْت كارْلو (في إمارة مُوناكُو)، في حين تتوَسَّطُ مدينةُ جِنْوَةَ الرّيڤييرا الإيطالية.
ويُطْلَقُ على الساحلِ الإيطاليِّ المُمْتَدِّ بَيْنَ جِنوَةَ ولاسْبيزيا شرقاً اسمُ الرِّيڤييرا الشرقية (رّيڤييرا دي ليفانت)، وعلى الساحِلِ الممتدِّ بينَ جنوَةَ وسانْ ريمُو غَرْباً اسم الرّيڤييرا الغربية (رّيڤييرا دي بوننت).
وتَتَمَثَّلُ اشهرُ شواطِئها في سان ريمو وبوردي جيرا وفانتي مجيليا وآلاسْيو وسانتا مارجريتا وربالو وبورتوفينو ولاسْبيزْيا.
ويتمتَّعُ شاطِئ الرّيڤييرا بمُناخِ البحرِ المتوسِّطِ المعتدلِ الدافِئِ، فمتوسِّطُ درجة حرارةِ فصلِ الشتاءِ 9ﹾ ˚س (48ﹾ ˚ف) والصيف ˚23ﹾس (74ﹾ˚ف)، ومتوسِّط كميَّةِ المطرِ السنويِّ 864 مليمتراً (34 بوصة).
ويُعَدُّ هذا الساحِلُ الدافئُ ذو الشمسِ المُشرقة الساطِعةِ والمياه اللاّزوَردِيَّة والمنحدراتِ الجبليّةِ المُبْهرةِ ملاذاً للسّيّاحِ الذينَ يَفِدونَ إليهِ من بقيةِ قارةِ أوروبا لقضاءِ عُطلاتهم.
وفي المناطقِ الداخليةِ الجبليَّةِ للرّيڤييرا يوجَدُ إقليمُ البروفانس في فَرَنْسا وإقليمُ ليجوريا في إيطاليا. وكلاهما يتمَيَّزانِ بالمُنْحَدَرَات الجبليةِ التي تَكْسوها الغاباتُ وبالأدودية النهرية الأخْدوديّةِ المتعمِّقةِ في الصّخُور، وبمناظِرِهما الطبيعيَّةِ الخلابة.
وكذلك تقومُ هذه الجبالُ على حماية شاطِئِ الرّيڤييرا من مؤثِّراتِ رياح المسترالِ الباردَةِ الشماليةِ والتي يتركّزُ تأثيرها على مُناخِ حَوْضِ نهرِ الرّون ومنطقةِ مَرْسيلْيا الواقعةِ غربَ الرّيڤييرا.
وتَقَعُ إمارةُ موناكو جنوبَ غربِ مدينة نِيْس الفرنسيَّةَ، وهي إمارةٌ صغيرةُ المساحةِ مُستقِلَّةٌ وتحكُمُها أسرةُ غريمالدي وتَشتَهِرُ بنواديها اللّيليّة العالمية الشهيرَة (مثل نادي مونت كارلو) وبمُتْحَفِها البحريّ القديم الذي يَضُمُّ أنواعاً نادرةً مِنَ الكائِناتِ البحرية.
وتَرْتَبِطُ المُدنُ الساحليَّةُ في الرّيڤييرا بطريقٍ برّيٍّ ساحلي (يقعُ على نفسِ امْتِدادِ الطَّريقِ الرومانيّ القديم) يتألّفُ من ثلاثةِ طُرُقٍ تقعُ على مستوياتٍ مختلفة.
كما عَمِلَتْ فَرَنْسا على رَبْطِ هذا الإقليم بأراضيها وأَنْشَأَتْ فيهِ طريقاً للسّكَكِ الحديديَّةِ يَرْبِطَ بيْنَ الإقليمِ والعاصمةِ باريس منذُ عام 1865.
وَسَعَتْ كلٌّ مِنْ إيطاليا وفرنسا وإمارة موناكو على أن تكونَ البنيَةُ التّحتيّةُ والخدماتُ في كُلِّ مُدُنِ الرّيڤييرا متميزةً وعلى مستوى مرتفع، وتُوفِّرُ الراحةَ والمُتعةَ والتَّرويحَ للقادمينَ إليها.
وتكثُرُ في مدُنِ الرّيڤييرا الفنادِقُ الفخمَةُ والملاهي الليليَّةُ وأماكنُ الترويحِ، ومن ثمَّ تأتي إلى هذا الإقليم الوفودُ السّياحيَّةُ من أوروبا وبعضِ أجزاءِ أُخرى منَ العالَمِ لقضاءِ عُطلاتٍ صيفيّةٍ وشتويّةٍ رائعة.
كما يتوافَرُ في الثُّغورِ المِلاحيَّةِ للرّيڤييرا كُلٌّ أنواعِ الرياضات البحريّةِ وسِباقُ اليُخوتِ والتّزَلُّقِ على الماء.
وعلى الرَّغْم من أنَّ سُكّانَ ساحِلِ الرّيڤييرا يعتمدونَ أساساً على الدَّخْلِ من السّياحةِ والخَدَمات، يَشْتَغِلُ بعضُهُم أيضاً بصَيْد الأسماكِ (وبخاصّةٍ السِّرْدينُ) من مياهِ البحر المتوسطِ، ويَشَتَغِلُ بَعْضُهُم الآخرُ بالزراعةِ (وبخاصّةٍ زراعةُ شُجيراتِ الزّيتون والعِنبِ والمَوالِح).
وتُعَدُّ بَلْدَةُ «جراسي» (على بُعدِ 8 كيلومترات شمالَ غربِ كان) مِنَ المراكِزِ المُهمّةِ في زراعَةِ الأزْهارِ وصِناعَةِ الرَّوائِحِ العِطْريَّة. وتُعَدُّ مَدينةُ «نِيْس» المركزَ الإقليميَّ لرّيڤييرا الفرنسية.
و«جِنوَة» هي الميناءُ الرئيسيُّ لظهيرها الصناعيّ الزراعيِّ في حَوْضِ نهرِ البو (سهْل لُمْباردي) في شمالِ إيطاليا. و«موناكو» هيَ المَزارُ الرَّئيسيُ لراغبي التّرويج بالبرامجِ الاستعراضِيَّةِ وبالملاهي الليلية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]