نبذة تعريفية عن خصائص “الرئيسيات” والفصائل الحيوانية المنتمية لها
1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الرئيسيات خصائص الرئيسيات الفصائل الحيوانية المنتمية للرئيسيات الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة
الرَّئيسيّاتُ أرقى مراتبِ الثَّدْيِيَّاتِ. وهي حَيَواناتٌ يتراوَحُ طولُها من 8 إلى 200 سنتيمتر. يُغطِّي جِسْمَها شعرٌ كثيفٌ أو خفيفٌ، وقد تَخْلو منهُ بَعْضُ الأجزاءِ.
والذَّيْلُ موجودٌ أو غائبٌ، وهو مُلتَفٌّ في بعضِ الأنواعِ. يَحتفظُ مُعظَمُها ببعْضِ الخصائص البُدائيّةِ الموجودةِ في آكِلاتِ الحَشَراتِ، أَهَمُّها التَّكيُّفُ لِلْمعيشَةِ على الأَشجارِ باسْتِخدامِ اليَدَيْنِ، والدِّماغ، وسُرْعَةِ التَّفاعُلِ مع الظُّروفِ الطَّارِئَة.
وحَواسُّ الرئيسيَّاتِ حَسَنَةُ التكْوين، وفي مُقَدِّمَتِها البَصَرُ والسَّمْعُ، اللّذانِ يفوقانِ في أهميتهما حاسَّةَ الشَّمِّ، وهذا يُلائِمُ المعيشةَ فوقَ قممِ الأشجار. فالعَيْنانِ مُتَقاربتانِ، ومُتّجهتانِ إلى الأمام، وتَعْمَلانِ معاً للرُؤْيَةِ الثنائية المُجسَّمة.
والدِّماغُ كبيرُ الحجْمِ، والنِّصْفان الكُرويّانِ كبيرانِ مُمْتَدَّانِ إلى الخَلْفِ والجُمجُمةُ كبيرةٌ كُرويّةٌ، يَخْرُجُ مِنْها الحَبْلُ العصبيُّ إلى أسفَلَ بدلاً من الخلف.
والرّأسُ مميّزٌ عن الجِسْمِ بوضُوح، والعُنُقُ متحرِّكٌ يسمحُ بتحوُّلِ العَيْنَيْنِ إلى جَميعِ الاتِّجاهاتِ. كذلكَ يسمحُ الجهازان الهيكليُّ والعضليُّ بالقَفْزِ والتَّأرْجُحِ والقَبضِ.
والرّئيسيَّاتُ تَمْشي على باطِنِ القدمينِ، وأطرافها مهيَّأةٌ للمعيشةِ على الأشجارِ، ولكلِّ منها خمسُ أصابعَ أُولاها مُتحرّكةٌ في جميع الجِهاتِ. وتتمفصلُ الأطراف بطريقةِ الكرَةِ والحق مما يسمَحُ لها بحركةٍ واسعة.
وأصابعُ الرّئيسيّاتِ حسنةُ التّكوينِ مهيّاةُ للتسلقِ، ومُزوّدة بوسائِدَ حسَّاسَةٍ وأظافِرَ مفصّلة تُشبهُ المخالبَ في بَعْضِ الأنواع.
وفي الكثير منها تكونُ الإبْهامُ (في اليد) والإصبعُ الكبيرةُ (في القدم) مُنْفَصِلتانِ من بقيَّةِ الأصابعِ وتتحرّكانِ بِحُريَّةٍ أمامَها لِلْقَبضِ على فروع الأشجارِ. والأسنانُ مُتباينةٌ تُناسِبُ الأنواعَ المختلفةَ لِلغِذاءِ.
والرَّحِمُ ذات شعبتينِ في الأنواعِ الدُّنيا، بَيْنَما تَتَكَوَّنُ من غُرْفةٍ واحدةٍ في القردَةِ العُلْيا والإنسان ولِلأُنثى ثَدْيانِ في مِنْطَقَةِ الصَّدرِ لإِرْضاعِ الصّغارِ، وهيَ تضعُ عادةً وليداً واحداً في كلِّ مَرِّة.
وتسْتَمِرُّ فَتْرةُ نُموِّ الوليدِ 3 سنواتٍ في الأنواعِ الدُّنْيا، و 7-9 سنواتٍ في القِرَدَةِ، و 12 سنةً في القِرَدَةِ العُلْيا، و 20 سنةً في الإنسان.
وتَضمُ الرئيسيَّاتُ القِرَدَةَ الدُّنيا وتَشْملُ فصائلَ اللَّيموراتِ واللُّوريسات والتارسيرات (التي سوف نتكلمُ عنها في هذا المدخل)، والبشرانيّات وتشملُ القِردةَ والقِردةَ العُليا والإنسان.
واللَّيْموراتُ وسَطٌ بينَ القِردةِ والثّدييّات الأدنى. وهي حيواناتٌ شَجَريَّةٌ بَحتَةٌ تتَعلَّقُ بالأغصانِ وتَنْتَقِلُ بَيْنَها بسُرعةٍ وخِفَّةٍ فائقةٍ، وتتَعَثَّرُ إذا هَبَطَتْ إلى الأَرْضِ.
أجسامُها صَغيرةٌ أو مُتَوسِّطَةُ الحجم، يَكْسوها شَعْرٌ صوفيٌ غزيرٌ كثيفٌ يَغْلُبُ عليهِ اللّونُ الأسودُ أو الرَّماديُّ يَحْميها من النّدى والرُّطوبةِ التي تتَعَرَّضُ لهُما ليلاً.
رؤُسُها تُشبهُ رُؤُوسَ الثَّعالبِ، وعُيونُها كَبيرةٌ وآذانُها مُتوسطةُ الطُّولِ، وذَيْلُها أطْوَلُ من جِسْمِها.
وتَتَمَيَّزُ أطرافُ اللَّيمورات بوجودِ جهازٍ عضليٍّ يَقبضُ على الأغصانِ آلياً فلا تسْقُطُ من فَوْقِها وهي نائِمَة. والأطرافُ الخَلْفيَّةُ طَويلةٌ تسمحُ لها بالقفزِ لمسافاتٍ بعيدةٍ، وبعضُها يتسلَّقُ الأشجارَ ببُطءٍ.
والدّماغُ فيها صغيرٌ مُنعدمُ التَّلافيفِ. وقد يَصِلُ عددُ الأثداءِ إلى ثلاثةِ أزواجٍ في المنطقةِ الصَّدريَّةِ، فقد عُرِفَ أنَّ بعضها يضَعُ ثلاثةَ توائمَ أحياناً.
وتَستوطِنُ مُعْظَمُ اللّيموراتِ جزيرةَ مَدغَشقرَ وبِضعةَ جزُرٍ صغيرةٍ حَولها. وهي تُكوِّنُ نصفَ الثدييّاتِ الموجودةِ بالجزيرةِ.
وقد انْتَقَلَ بعضُها إلى أفريقيا جَنوبي الصّحراء، كما انتقَلَتْ إلى الهِنْدِ وجُزُرِ الفلبّينَ، حيثُ كوَّنَتْ فصيلَةً مستقلةً هي اللوريسات.
وتعيشُ اللَّيموراتُ في جماعاتٍ صَغيرةٍ (6-12) بَيْنَ الغاباتِ الكَثيفةِ، ويعيشُ بعضُها بيْنَ الصُّخورِ. تتَغَذَّى على الثِّمارِ والبَراعمِ وأوراقِ الأشجارِ وبعضُها يأكُلُ الحشَراتِ والْفقاريّاتِ الصَّغيرةَ.
وتتراوَحُ مُدّةُ الحمْلِ فيها من 4 إلى 5 شهورٍ تضعُ الأنثى بَعْدَها وليداً واحداً، وهُناكَ بعضُ الحالاتِ التي وَضَعَتْ فيها الأُنثى ثلاثَةَ توائِمَ.
أما اللُّوريسات فهيَ حَيَوَاناتٌ صغيرةٌ رَشيقةٌ قصيرةُ الذّيل أوْ بَتراء (عديمةُ الذيل). رُؤوسُها كبيرةٌ مُسْتَدَيرَةٌ، وعيونُها كبيرةٌ، وآذانُها غِشائيَّةٌ صغيرةٌ أو مُتوسطةٌ يكسُوها الشَّعْرُ، وخَطْمُها (أنْفُها) مُدبَّبٌ قصير.
أطرافُها نحيفةٌ رشيقةٌ، وَطَرَفاها الخَلْفيّانِ أَطْولُ قليلاً من الأماميّينِ. وهيَ بطيئةُ الحركة، تزحفُ على الأغصانِ ولا تستطيعُ القّفْزَ، ولكنّها مُتسلقةٌ قويةٌ بفعْلِ تكوينِ أكُفِّها وأقدامِها.
وتُكَوِّنُ الإبهام مع الإصبغِ الكبيرةِ ما يُشبهُ المِلقاطَ تتشبّثُ به بفُروعِ الأشْجارِ. يتراوَحُ لونُ فرائِها بَيْنَ الرّماديِّ الفيرانيِّ أو المُحمرِّ. وهي تَسْتَوْطِنُ أفريقيا وآسيا وتتغذَّى على الْحَشَرَاتِ وصِغارِ الطُّيورِ والثّدييّات.
وأمّا التارسيرات (العُرقوبيّات) فهيَ حيواناتٌ لَيْلِيَّةٌ صَغيرةٌ في حجْمِ الجُرذِ، تجمعُ بينَ خَصائِصَ القِردِ واللّيْمور، وتختلِفُ عنْهُما في كِبَرِ حجمِ العَيْنَيْنِ وطُولِ الأقدامِ والأصابعِ التي تَنْتَهي بِمخالِبَ مُزوّدةٍ بوسائدَ للالتصاقِ.
يَكسُو أجسامها شعرٌ صوفيٌّ يميلُ لَونهُ إلى الرّمادي البُنيّ، قاتمٌ على الظّهرِ والعُنُقِ، والذَّيلُ طويلٌ ينتهي بخُصلةٍ.
ونظراً لكبرِ العَيْنَيْنِ وقِصَرِ اليدين وطول الرجلين والأصابع وقصر العظمِ في التارسير يُطلقُ عليهِ في موطنهِ اسمُ «العفْريت».
وهو يِنْشَطُ لَيلاً بالقَفْزِ بينَ الأشْجارِ كأنَّهُ ضِفدعٌ شجريُّ للبَحثِ عَنْ غذائِهِ مِنَ الحشراتِ والسَّحالي وبعضِ أنواعِ الثّمار.
ويأوي نَهاراً إلى فَجَواتٍ داخِلَ جُذُوعِ الأشجارِ ويعيشُ عادةً في أزواجٍ، وتُوجدُ منهُ عدةُ سُلالاتٍ في بُورنْيو وسومَطْرةَ وجُزُرِ الفِلبّين.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]