النباتات والزراعة

نبذة تعريفية عن نبات “السبانخ” وفوائده المتعددة

1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

نبات السبانخ فوائد السبانخ النباتات والزراعة الزراعة

السّبانخُ مِنْ خَضرواتِ فضلِ الشّتاءِ. ونَحنُ نأكلُ مِنْ هذا النّباتِ أوراقَهُ فقطْ، وأجوَدُ الأوراقِ هيَ الخضراءُ الدّكناءُ المَقطوفةُ لِيومِها، وتُغسَلُ أوراقُ السّبانخِ جيِّداً بالماءِ قبلَ تجهيزِها للأكلِ.

وتُجَهَّزُ السَّبانِخُ للأكلِ بطُرُقٍ كثيرة: فقدْ نأَكُلُها طازجةً مُقطَّعةً قِطعاً صغيرةً في سلطةٍ خَضراءَ، أو نأكُلُها بالزَّيْتِ واللّيمونِ بَعدَ سَلقها، أو نأكُلُها في الحِساء، أو محشوَّةً مِثلماً نحشوُ ورقَ العِنَبِ وَوَرَقَ الخَسِّ، أو مَسْلوقَةً مع الجُبْنِ المَبْشور، أو نَحشُو بها «السَمبوسَك»، وهوَ فَطائرُ صغيرةٌ مَضَلَّعةُ الشكل.

ولكنَّ الأغلبَ هوَ أنْ نأكُلَ السّباِنخَ مَطهيَّةً، ويجبُ الاحتفاظُ بماءِ السَّبانجِ عندَ طَهْيها، لأنهُ يحتوي على مُعظَمِ الفيتاميناتِ والأملاحِ المّوجودةِ في الأوراق.

 

والسَّبانخُ غذاءٌ جيدٌ وبخاصَّةٍ للأطفالِ والنّأقهين (أي المَرْضى الذينَ ما زالَ بِهمْ ضَعفٌ بعَد الشِّفاءِ)، وذلكَ لِوفرةِ الحديدِ والأملاحِ المعدنيَّةِ بها، وكذلكَ الفيتاميناتُ اللّازمةُ لبناءِ أجسامنا، إضافةً إلى أملاح المنجَنيزِ التي تُعطي السَّبانخَ خصائصَ مُطَهِّرةً ومُلَيِّنةً.

وتحتوي أوراقُ السَّبانجُ أيضاً على بَلُّوراتِ أكسالاتِ الكالسيوم التي لا تَستطيعُ أجسامنا امتِصاصَها؛ ولذلك يَنبغي لمرضى الكُلى والرُّوماتِيزْم، ولِمَنْ عِندهُمْ حصىً في الكُليةِ والحالِبِ ألاّ يأكلُوا السّبانِخِ.

والسَّبانَخُ نباتٌ حَوليٌ (يَمْكُثُ في الأرضِ سنةً واحدةً أو أقلَّ)، وتُوجدُ منْهُ أصنافٌ عديدةٌ. وتُزرعُ جميعُ هذهِ الأصنافِ في الفَترةِ مِنْ سِبتَمبر إلى نوفمبر، ويُمكِنُ الاستمرارُ في زراعةِ بعضها حتّى شَهْر مارس.

 

ويجبُ تعهُّدِ النباتاتِ بالرَّيّ والتَّسميد، وتنقيى الأرضِ من الحشائشِ، والوقايَةُ من الآفات، حتَّى تُصبحَ النَّباتاتُ صالحةً لِلأكلِ؛ وذلكَ بعدَ حوالَيْ شَهرينٍ أو شهرينِ ونِصف شهر من زراعَتها وعندئذٍ تُقلعُ النّباتاتُ بُجذورها منَ الأرض، أو تُحشُّ الأوراقُ من أعلى الجُذورِ، وتُترَكُ الجُذورُ في الأرضِ لِتُعطي أوراقاً جديدةً، ثمَّ تُحَشُّ مرَّةً أخْرى، وهكذا عِدَّةَ مرّات.

وقلْعُ النَّباتاتِ أو حَشُّها يَتمُّ وهيَ في طَورِ نُمُوِّها الأول، حيثُ تكونُ السَّاقُ قصيرةً جداً (مثلَ السَّاقِ في نباتاتِ الجَرجيرِ والفِجلِ والجَزر واللِّفتِ)، فتَبدو الأوراقُ مُتزاحمةً وكأنَّها تخرُجُ من قِمَّةِ الجِذرِ أو من سطحِ الأرض.

والسَّبانِخُ التي تُقلَعُ أو تُحشُّ في الجوِّ الباردِ في شهري (يناير وفبراير) يكونُ طَعمُها أحلى مِنَ التي تُقْلَعُ أو تُحشُّ في الجوِّ الدافِئ أو المائل للحَرارةِ (في شهري مارس وأبريل)، وذلكَ لتحوُّلِ النّشا بِداخلِ الأوراق إلى سُكَّرٍ في الجوِّ البارد.

 

ويُعطي الفدّانُ الواحدُ من 4 إلى 8 أطنانٍ من الأوراقِ في السنةِ تبعاً للصّنفِ. والسَّبانِخُ الزائدةُ عن الحاجةِ تُحفظُ مُجمّدةً في ثلاجاتٍ أو تُحفظُ مُعَقَّمةً في عُلَبٍ أو تُصدَّرُ طازجة إلى دُولٍ أخرى لا يزرعُ أهلها السّبانخ.

وفي طَورِ النُّموِّ الثاني تستطيلُ ساق السّبانخ كثيراً، ويَصلُ طولُها إلى أكثرَ من نصف مترٍ وتتفرّعُ وتحملُ الأزهار. والأزهارُ صغيرةُ الحجمِ وبينما يحملُ نصفُ النباتاتِ أزهارًا مُذكَّرةً ومُؤنّثةً وخُنثى.

وتترتّبُ الأزهارُ المّذكَرةُ في مجموعاتٍ طرفية تُسمى نوراتٍ. والنَّورةُ بها من 6 إلى 20 زَهرة، أما الأزهارُ الأنثى فتوجدُ واحدةٌ فقد في إبط كلِّ ورقةٍ.

 

والأزهارُ المّذكَّرةُ بها متوك (أكياس) كبيرٌ يُصِبحُ لُوْنَها أصفرَ في اليومِ السابقِ لِتَفَتُّحِها وتخرُجُ منها حُبوبُ لقاحٍ صغيرةٍ كالدقيق (الطحين) تَحْملُها الرِّياحُ إلى مياسم الأزهارِ المُؤَنّثةِ لِتَلقيحها.

وفي غيرها يتمُّ التلقيحُ بوساطةِ الماءِ أو الطيورِ وغير ذلك. وتَموتُ نباتاتُ السّبانِخَ المُذكَّرةِ بعدَ نُضجِ الأزهار وخُروج جبوبِ اللِّقاحِ من المتوك، أمّا النباتاتُ المؤنّثةُ فتَستمرّ في النُّمُوُّ حتّى تمام نُضج البُذُور داخلَ الثِّمار.

وتَنشأُ الثّمرةُ منْ مبيضِ الزّهرةِ المؤنّثةِ ويوجدُ بكُلِّ ثمرةٍ بِذرةٌ واحدةٌ والثّمرةُ صغيرةُ وكذلكَ البَذرةُ؛ والبذرةُ إمّا ملْساءُ وإمّا شوكيةٌ، تبعاً لصِنفِ السّبانخ.

 

وتختلفُ أصنافُ السّبانخ اختلافاتٍ أُخرى كثيرةً، فِمنها ما تكونُ أوراقه سهميةً ومِنها ما تكونُ أوراقُه مُخصَّصةً أو مستديرةً أو بيضيَّةَ الشكل. ومنها مَنْ يقاوِمُ الأمراضَ أكثرَ من غيرهِ، ومنها ما يَصْلُح للتَّصدير أكثَر من غيره.

ويُعتّقدُ أنَّ الموطِنَ الأصلِيَّ لنباتِ السَّبانِخ كانَ يَمتَدُّ من شرقِ البحر الأحمر إلى وسطِ آسيا.

وقدْ زرَعهُ الفُرس والعربُ مِنْ قديم الزَّمَنِ ثم نقلَهُ العربُ إلى شمالِ أفريقيا وأسبانيا. وفي أيامِنا هذه يُزرعُ نباتُ السَّبانخ في كثيرٍ من بُلْدانِ العالَمِ لما عَرَفَهُ الناُس من قيمتها الغذائية وفوائدها الصِّحية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى