نبذة تعريفية عن الصحراء الكبرى
2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الصحراء الكبرى البيئة علوم الأرض والجيولوجيا
تَشْغَلُ الصَّحْراءُ الكُبْرَى نطاقًا واسِعًا يمتدُّ من البحرِ الأَحْمَرِ في الشَّرْقِ إلى المُحيطِ الأَطْلَسِـيِّ في الغَرْبِ، ومِنْ نِطاقِ السَّفَانَّا الحَارِّ الرَّطْبِ جنوبًا إلى أطرافِ إقْليمِ البَحْرِ المُتَوَسِّطِ الدَّفيءِ المُمْطِرِ شِتاءً في الشَّمالِ.
وهِيَ بهذا الامْتِدادِ تُعَدُّ مِنْ أَكْبَرِ الصَّحَارِي المُمْتَدَّةِ في العالَمِ، إذْ تَصِلُ مِساحَتُها إلى نَحْوِ 7.8 مليون كيلو مترٍ مُرَبَّعٍ.
وتَقَعُ الصَّحْراءُ الكُبْرَى في نطاقِ عَدَدٍ من الدُّوَلِ هِي: موريتانْيا، وتشاد، ومالي، والمملَكَةِ المَغْرِبِيَّةِ، والجزائِرِ، وليبيا، ومِصْرَ، والسُّودانِ.
وتَتَمَيَّزُ الحدودُ السِّياسِيَّةُ لهذهِ الدُّوَلِ بأنَّها تُمَثِّلُ خُطوطًا مُسْتَقيمَةً في الغالِبِ، وذلك لِعَدَمِ وُجودِ حدودٍ طَبيعيَّةٍ، لأنَّها صَحْراءُ مُتَرامِيَةُ الأَطْرَافِ.
ويَتَمَيَّزُ المُنَاخُ هُنا بارْتِفَاعِ دَرَجَةِ الحَرارَةِ، وبخاصَّةٍ في الأَجْزاءِ الدَّاخِلِيَّةِ، أمَّا الأَمْطَارُ فَيَنْدُرُ أنْ تَزيدَ عَلَى 12.5 سنتيمترٍ في العامِ. ويُعَدُّ الجَفَافُ ونُدْرَةُ مَصادِرِ المِياهِ مِنْ أَهَمِّ سِماتِ الصَّحْراءِ الكُبْرَى.
وهَذهِ الظُّروفُ المُناخِيَّةُ القَاسِيَةُ انْعَكَسَتْ علَى الحياةِ النَّبَاتِيَّةِ الّتي تَكادُ تَقْتَصِـرُ علَى النَّباتاتِ الشَّوْكِيَّةِ والشُّجَيْراتِ والنَّباتاتِ الّتي تَتَحَمَّلُ الجفافَ ومُلوحَةَ التُّرْبَةِ، كَما تَنْمو النَّباتاتُ الحَوْلِيَّةُ بعدَ سُقوطِ الأَمطارِ الشتويَّةِ غيرِ المُنْتَظَمَةِ والمَحْدودَةِ في كَمِّيَّتِها.
هذهِ النباتاتُ لها القُدْرَةُ على اسْتِكْمالِ دَوْرَةِ نُمُوِّها خلالَ بِضْعَةِ أسابيعَ. فعلَى الرَّغْمِ من امْتِدادِ الصَّحْراءِ الواسِعِ مِنْ حيثُ المِسَاحَةُ تَنَوُّعُ الحياةِ النَّباتِيَّةِ فيها مَحْدودٌ، وخاصَّةً في المناطِقِ الدَّاخِلِيَّةِ.
ففي الصَّحْراءِ الكُبْرَى تَنْمو حَشائِشُ الإِسْتِبْس المُقاوِمَةُ للجَفافِ، مثل الحَلْفا الّتي تَنْمو في بُقَعٍ مُنْعَزِلَةٍ، وفي المناطِقِ الجَبَلِيِّةِ مثل حجار الّتي يَصِلُ ارْتِفَاعُها إلى 9000 قَدَم (نحو 2700 مترٍ) فَوْقَ مُستَوى البَحْرِ تَنْمو بعضُ النَّباتاتِ في المناطِقِ الصَّحْرَاوِيَّةِ المُجَاوِرَةِ، مثل شُجَيْراتِ السَّنْطِ وأشْجارِ الزَّيتونِ فوقَ السُّفوحِ العُلْيا منْ هذهِ المُرْتَفَعات.
وفي المُنْخَفَضَاتِ الصَّحْرَاوِيَّةِ، الّتي تَشْغَلُها في مُعْظَمِ الأَحْيانِ الوَاحاتُ، وكذَلِكَ في الأَوْدِيَةِ النَّهْرِيَّةِ الّتي تَعْبُرُ الصَّحْراءَ وتَتَوافَرُ فيها حياةٌ نباتِيَّةٌ غَنِيَّةٌ.
ونتيجةً لارْتِفاعِ دَرَجَةِ الحرارَةِ، ولِشِدَّةِ الجفافِ، وقِلَّةِ النَّباتِ الطَّبيعِيِّ، سادَتْ التُّرْباتُ المُفَكَّكَةُ الّتي يَسْهُلُ علَى الرِّياحِ نَقْلُها. ولهذا تَكْثُرُ العواصِفُ التُّرابِيَّةُ الّتي تنقِلُ الحُبَيْباتِ المُفَتَّتَةَ وتَتْرُكُ الصخورَ عارِيَةً، فتَظْهَرُ الصَّحْراءُ الصَّخْرِيَّةُ أو الحَجَرِيَّةُ الّتي تُعْرَفُ هنا باسْمِ الحَمَادَةِ.
وعِنْدَما تَضْعُفُ الرِّياحُ وتَعْجِزُ عَنْ دَفْعِ الحَصَى يَظَلُّ فوقَ سَطْحِ الصَّحْراءِ، ولهذا تَظْهَرُ الصَّحْراءُ الحَصَوِيَّةُ كما هِي الحالُ في لِيبْيا.
أمَّا الرِّمَالُ فإِنَّها تَشْغَلُ سَهْلاً عظيمًا من الرِّمَالِ المُتَمَوِّجَةِ الّتي رَسَّبَتْها الرِّياحُ، وتُعْرَفُ هنا باسمِ عرقِ الرِّمالِ، حَيْثُ تَكْثُرُ الكُثْبَانُ الرَّمْلِيَّةُ الَّتي تَأْخُذُ أشكالاً مختلِفةً حسبَ قُوَّةِ واتِّجاهِ الرِّياحِ الَّتي تُشَكِّلُها.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]