المهام التي يقوم بها “الطبيب البيطري” تجاه الحيوانات
2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الطبيب البيطري مهام الطبيب البيطري الطب
الهَدَفُ الرَّئيسِي للطِّبِّ البَيْطَرِيِّ هُوَ حِمايَةُ وتَنْمِيَةُ الثَّرْوَةِ الحَيوانِيَّةِ. ويَتِمُّ ذَلِكَ عَنْ طَريقِ وِقايَةِ الحَيواناتِ مِنَ الأَمْراضِ وعلاجِها إذا مَرِضَتْ.
كَذَلِكَ يَهْدُفُ الطِّبُّ البَيْطَرِيُّ أيضًا إلَى حِمايَةِ الإنْسانِ من الإصابَةِ بالأَمْراضِ المُشْتَرَكَةِ الّتي تَنْتَقِلُ العَدْوَى بِها من الحَيواناتِ والمُنْتَجاتِ ذاتِ الأَصْلِ الحَيَوانِيِّ إلَى الإنْسانِ. والطَّبيبُ البَيْطَرِيُّ يَقومُ بِأَداءِ هَذِه المَهَامِّ.
وتَشْمَلُ هذِهِ الرِّعايَةُ حَيواناتِ المَزْرَعَةِ، مِثْلَ الأَبْقارِ والجاموسِ والجِمالِ والأَغْنامِ والماعِزِ والخَيْلِ والبِغالِ والحَميرِ والدَّواجِنِ والأَرانِبِ، وكَذَلِكَ الأَسْماكَ الّتي تُرَبَّى في المَزارِعِ السَّمَكِيَّةِ.
هَذا إضافَةً إلَى الحيواناتِ المَنْزِلِيَّةِ، مِثْلِ الكِلابِ والقِطَطِ وطُيورِ الزِّينَةِ. كذَلِكَ يُعالِجُ الطَّبيبُ البَيْطَرِيُّ الحَيواناتِ المُفْتَرِسَةَ (مِثْلَ الأَسَدِ والنَّمِر)، والحيواناتِ البَرِّيَّةَ (مِثْلَ الغِزْلانِ والقُرودِ والثّعالِبِ)، الّتي تُوجَدُ في حَدائِقِ الحَيوانِ.
ولِلْحَيواناتِ المُسْتَأْنَسَةِ أَمْزِجَةٌ مُتَبايِنَةٌ وطِباعٌ تَتَقَلَّبُ بَيْنَ الدَّعَةِ والشَّراسَةِ، ولِذَلِكَ يَتَطَلَّبُ الاقْتِرابُ مِنْها حِرْصًا وانْتِباهًا عَظيمَيْن، خُصوصًا من الغَريبِ الّذي لمْ يَسْبِقْ لَهُ مَعامَلَتُها أو خِدْمَتُها.
ومِنَ المَعْروفِ أنَّ الحَيواناتِ تَهْتاجُ من المُعامَلَةِ الخَشِنَةِ وتَحْتاجُ إلَى كثيرٍ من الصَّبْرِ وحُسْنِ المُعامَلَةِ. ويَدْرِسُ طالِبُ الطِّبِّ البَيْطَرِيِّ عِلْمَ طَبائِعِ الحَيوانِ لِيَسْتَطيعَ التَّعامُلَ مع الحَيواناتِ المُخْتَلِفَةِ في حالاتِ الصِّحَّةِ والمَرَضِ، وكَذَلِكَ يَتَعَرَّفُ كَيْفِيَّةَ الحَدِّ مِنْ حَرَكَتِها في أثناءِ فَحْصِه أو عِلاجِه إيَّاها.
وعِنْدَما يَقومُ الطَّبيبُ البَيْطَرِيُّ بالكَشْفِ علَى الحَيوانِ المَريضِ يُشاهِدُ الأَعْراضَ المَرضِيَّةَ الّتي تَظْهَرُ علَى الحَيوانِ أَوَّلاً، ويَسْأَلُ عن التّاريخِ المَرَضِيِّ للحَيوانِ، ثُمَّ يَفْحَصُ الحَيوانَ فَحْصًا طِبِّيًّا مُسْتَعْمِلاً في ذَلِكَ بَعْضَ الأَدواتِ والأَجْهِزَةِ الطِّبِّيَّةِ مِثْلَ السَّمَّاعَةِ الطِّبِّيَّةِ أو جِهازَ الأَشِعَّةِ إذا لَزِمَ الأَمْرُ.
هَذا إضافَةً إلَى أَخْذِ عَيِّناتٍ مِنَ الحَيوانِ، مثلِ الدَّمِ والبِرازِ وغَيْرِها. ثُمَّ يقومُ بإِرْسالِ هذهِ العَيِّنَاتِ إلَى أَحَدِ مُخْتَبَرَاتِ تَشْخيصِ أَمْراضِ الحَيوانِ.
وفي المُخْتَبَرِ يَعْمَلُ أَطِبَّاءٌ بَيْطَريّون لِتَشْخيصِ مُسَبِّباتِ الأَمْراضِ، والتَّغَيُّراتِ المَرَضِيَّةِ الّتي تَحْدُثُ في أَنْسِجَةِ الجِسْمِ وسَوائِلِه المُخْتَلِفَةِ، ثُمَّ يُرْسِلونَ نَتائِجَ هذه العَيِّناتِ إلَى الطَّبيبِ المُعالِجِ الّذي يَقومُ بإعْطاءِ الحَيوانِ العَقَّارَ المُناسِبَ لِعِلاجِهِ.
ومِن أَمْثِلَةِ الأَمْراضِ الشَّائِعَةِ في حَيواناتِ المَزْرَعَةِ «الإسْهالُ» في عُجولِ الأَبْقارِ والجاموسِ وصِغارِ الأَغْنامِ والماعِزِ حَديثَةِ الوِلادَةِ، وكَذَلِكَ «الْتِهابُ الضَّرْعِ» في الأُمَّهاتِ.
كذَلِكَ يَقومُ الطّبيبُ البَيْطَرِيُّ بإجْراءِ العَمَلِيَّاتِ الجِراحِيَّةِ لِلْحَيواناتِ إذا وَجَدَ أنَّ حالَتَها المَرَضِيَّةَ تَسْتَدْعِي إِجْراءَها.
وذَلِكَ مِنْ قَبيلِ اسْتِئْصالِ الأَورامِ مِنْ أَنْسِجَةِ الجِسْمِ، واسْتِخْراجِ أَشْياءَ غَريبَةٍ مِثْلِ مِسْمارٍ أو أسلاَكٍ مِنْ مَعِدَةِ الأَبْقارِ والجاموسِ تكونُ قَدْ ابْتَلَعَتْها خَطَأً مَعَ طَعامِها.
هَذا إضافَةً إلَى أنَّ الطَّبيبَ البَيْطَرِيِّ قَدْ يُساعِدُ في وِلادَةِ الحَيواناتِ، وقَدْ يُضْطَرُّ إلَى إجْراءِ عَمَلِيَّةِ وِلادَةٍ قَيْصَرِيَّةٍ (أَيْ: اسْتِخراجِ الجَنينِ مِنَ الرَّحِمِ عَنْ طَريقِ عَمَلِ فُتْحَةٍ بالبَطْنِ).
كَذَلِكَ يقومُ الطَّبيبُ البَيْطَرِيُّ بِعِلاجِ المَشاكِلِ التَّناسُلِيَّةِ المُخْتَلِفَةِ في الحَيوانِ، مِثْلِ الإجْهاضِ (أيْ: عَدَمِ إتْمامِ الحَمْل)، وحالاتِ العُقْمِ (أيْ: عَدَم الإنْجابِ) في الإناثِ والذُّكورِ، وكَذَلِكَ تَشْخيصِ الحَمْلِ في الإناثِ.
ويَقَعُ علَى عاتِقِ الطَّبيبِ البَيْطَرِيِّ أيضًا وِقايَةُ الحَيواناتِ المَحَلِّيَّةِ مِنَ الأَمْراضِ الوافِدَةِ مِنْ خَارِجِ البِلادِ مَعَ الحَيواناتِ المُسْتَوْرَدَةِ، وذَلِكَ بِعَمَلِهِ في الحَجْرِ الصِّحِّيِّ المَوْجودِ غالبًا في مَوانِي المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ.
حَيْثُ تُحْتَجَزُ الحَيواناتُ الّتي تَصِلُ عَنْ طَريقِ البَواخِرِ، وتُراقَبُ لمُدَدٍ مُخْتَلِفَةٍ لِلْتَّأَكُّدِ مِنْ خُلُوِّها مِنَ الأَمْراضِ والآفاتِ المُخْتَلِفَةِ الّتي قَدْ تَدْخُلُ مَعَها فَتُعدي الحيواناتِ المَحَلِّيَّةِ.
هذا إضافَةً إلَى وِقايَةِ الحَيواناتِ المَحَلِّيَّةِ من الأَمْراضِ المُسْتَوْطِنَةِ، وذَلِكَ بِحَقْنِها باللَّقاحاتِ أو الأَمْصالِ المُناسِبَةِ، لِكَيْ يَكْتَسبَ الحَيوانُ قُدْرَةً علَى مُقاوَمَةِ المَرَضِ عِنْدَ تَعَرُّضِهِ لَهُ، أو لِحِمايَتَهِ من العَدْوَى بِهِ.
وتَقَعُ مَسْؤولِيَّةُ مُكافَحَةِ الأَمْراضِ المُشْتَرَكَةِ علَى عاتِقِ الطَّبيبِ البَيْطَرِيِّ أَيْضًا. والأَمْراضُ المُشْتَرَكَةُ هِيَ الأَمْراضُ المُعْدِيَةُ الّتي تَنْتَقِلُ بَيْنَ الحَيوانِ والإنْسانِ، عَنْ طَريقِ الاخْتِلاطِ المُباشِرِ أو مِنْ خِلالِ المُنْتَجاتِ والمُخَلَّفاتِ الحَيوانِيَّةِ العَديدَةِ.
وهِيَ تُمَثِّلُ مُشْكِلَةً مُهِمَّةً خُصوصًا في الدُّوَلِ النَّامِيَةِ، حَيْثُ تُسَبِّبُ خَسائِرَ اقْتِصادِيَّةً فادِحَةً في الإنْتاجِ الحَيوانِيِّ عِلاوَةً علَى الإضْرارِ الخَطيرِ بِصِحَّةِ الإنْسانِ.
ومِنْ أَمْثِلَةِ هَذِهِ الأَمْراضِ المُشْتَرَكَةِ مَرَضُ السُّلِّ الّذي يُصيبُ الإنْسانَ عَنْ طَريقِ تَناوُلِهِ أَلْبانًا أو مُنْتَجاتِ أَلْبانٍ من أبقارٍ وجَواميسَ مُصابَةٍ بِهَذا المَرَضِ ولَمْ تُغْلَ غَلْيًا جَيِّدًا أو تُبَسْتَرْ.
ومِثَالٌ آخَرُ هُوَ مَرَضُ السُّعارِ (الكَلَبِ) الّذي يُصيبُ الكِلابَ والقِطَطَ والثَّعالِبَ والذِّئابَ وحَيواناتٍ أُخْرَى، ومِنْها تنْتَقِلُ العَدْوَى إلى الإنْسانِ الّذي تَعضُّهُ هَذِهِ الحَيواناتُ.
وتُعَدُّ الأَغْذِيَةُ ذاتُ الأَصْلِ الحَيوانِيِّ من أَهَمِّ مَصادِرِ عَدْوَى الإنْسانِ بالأَمْراضِ المُشْتَرَكَةِ، لِذَلِكَ يَفْحَصَ الأَطِبَّاءُ البَيْطَرِيُّون الحيواناتِ في المَسالِخِ (المَجازِرِ) قبْلَ الذَّبْحِ وبَعْدَهُ للتَّأَكُّدِ من خُلُوِّها من أَيِّ مَرَضٍ مُعْدٍ يُصيبُ الإنْسانَ نَتيجَةَ تَناوُلِهِ لُحومَ الحَيواناتِ المُصابَةِ.
ويَقومُ الطَّبيبُ البَيْطَرِيُّ بإعْدامِ اللّحومِ الّتي تَثْبُتُ إصابَتُها. وتُوجَدُ مَعامِلُ مُتَخَصِّصَةٌ يَعْمَلُ بِها أَطِبَّاءٌ بَيْطَرِيُّونَ لِفَحْصِ الأَغْذِيَةِ ذاتِ الأَصْلِ الحَيوانِيِّ، سواءٌ أكانَتْ مُنْتَجَةً مَحَلِّيًّا أم مُسْتَوْرَدَةً، وذَلِكَ لِضَمانِ خُلُوِّها من مُسَبِّباتِ الأَمْراضِ.
ويَزورُ الطَّبيبُ البَيْطَرِيُّ مَحَلاَّتِ الجِزارَةِ الّتي تُباعُ بِها اللُّحومُ، وكَذَلِكَ الفَنادِقَ والمَطاعِمَ الّتي تُقَدِّمُ الوَجَباتِ الغِذائِيَّةَ، حَيْثُ يَفْحَصُ اللّحومَ والدَّواجِنَ والأَسْماكَ المَوْجودةَ في هَذِهِ الأَماكِنِ للتَّأَكُّدِ من صَلاحِيَّتِها للاسْتِهلاكِ الآدَمِيِّ.
ويُؤَدِّي الطَّبيبُ البَيْطَرِيُّ أَعْمالاً في مَجالاتٍ أُخْرَى مُخْتَلِفَةٍ. فمن ذَلِكَ عَمَلُه في المَحْمِيَّاتِ الطَّبيعِيَّةِ، لِلْحِفاظِ علَى الحَيواناتِ والطُّيورِ البَرِّيَّةِ من الانْقِراضِ، وكَذَلِكَ لاتِّخاذِ الوَسائِلِ المُخْتَلِفَةِ للإكْثارِ من الحَيواناتِ والطُّيورِ البَرِّيَّةِ من الانْقِراضِ، وكَذَلِكَ لاتِّخاذِ الوَسائِلِ المُخْتَلِفَةِ للإكْثارِ من الحَيواناتِ المُهَدَّدَةِ بالانْقِراضِ.
ويَقُومُ الطَّبيبُ البَيْطَرِيُّ الشَّرْعِيُّ بِفَحْصِ الحَيواناتِ المَريضَةِ والنَّافِقَةِ عِنْدَ الإبْلاغِ عَن احْتِمالِ وُجودِ جَرائِمَ مُتَعَمَّدَةٍ للإضْرارِ بالحَيوانِ، مِثْلِ إعْطائِهِ مَادَّةً سامَّةً، أو أَنْ يَكونَ الحَيوانُ قَدْ تَغَذَّى بِنَباتاتٍ سامَّةٍ.
وفي هذه الحالَةِ يَفْحَصُ الطَّبيبُ الحَيوانَ ويَأْخُذُ عَيِّناتٍ من الأَنْسِجَةِ المُخْتَلِفَةِ، ومُحْتَوياتِ القَناةِ الهَضْمِيَّةِ لِتَحْليلِها بالمُخْتَبَرَاتِ وكِتابَةِ تَقْريرٍ عَنْها وتَقْديمِهِ إلَى جِهَةِ التَّحْقيقِ لِلْمُساعَدَةِ في مَعْرِفَةِ سَبَبِ المَرَضِ أو الوَفاةِ.
ويَعْمَلُ الطَّبيبُ البَيْطَرِيُّ أَيْضًا في مَجالِ إنْتاجِ اللّقاحاتِ والأَمْصالِ الخَاصَّةِ بالحَيواناتِ، وكَذَلِكَ في تَرْبِيَةِ ورِعايَةِ حَيواناتِ التَّجارِبِ.
وهُوَ يَعْمَلُ أَيْضًا في مَجالِ البُحوثِ والتَّجارِبِ البَيولوجِيَّةِ، وفي تَجْرِبَةِ الأَدْوِيَةِ الجَديدَةِ علَى الحَيواناتِ، قَبْلَ السَّماحِ بِتَداوُلِها واسْتِعْمالِها لِعِلاجِ الإنْسانِ والحَيوانِ.
كَذَلِكَ هو يَعْمَلُ في مَجالِ الإرْشادِ البَيْطَرِيِّ لِتَوْعِيَةِ أَصْحابِ الحَيواناتِ بِأَمْراضِ الحَيواناتِ المُخْتَلِفَةِ وطُرُقِ وِقايَتِها مِنْها، وكَذَلِكَ تَوْعِيَةِ النَّاسِ بوَسائِلِ حمايَتِهِمْ مِنْ الأَمْراضِ المُشْتَرِكَةِ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]