نبذة تعريفية عن خصائص وأنواع حيوان “الظباء”

2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حيوان الظباء خصائص الظباء أنواع الظباء الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

الظِّباءُ ثَدْيِيَّاتٌ من آكِلاتِ النَّباتِ (العواشب) المُجْتَرَّةِ، تَنْتَمِي إلَى الفَصيلَةِ البَقَرِيَّةِ، من الحافِرِيَّاتِ زَوْجِيَّةِ الأَصابِعِ.

وتَتَمَيَّزُ الظِّباءُ بِقُرونٍ عَظْمِيَّةٍ جَوْفاءَ غَيْرِ مُتَفَرِّعَةٍ، مُمْتَدَّةٍ من العَظْمِ الجَبْهِيِّ لِلْجُمْجُمَةِ. ويَكْسو القَرْنَ غِلافٌ يَنْمُو عِنْدَ قاعِدَتِهِ من الطَّبَقَةِ "القَرْنِيَّةِ" لِلْجِلْدِ، ويَمْتَدُّ تَدْرِيجِيًّا في حَلَقاتٍ مُتَتالِيَةٍ حتَّى يُغَطِّيَ القَرْنَ كُلَّهُ.

وقُرونُ الظِّباءِ يَحْمِلُها الذُّكورُ وكَذَلِكَ الإِناثُ في بعضِ الأَنْواعِ، كما أنَّها تَنْمو بِصفَةٍ مُسْتَمِرَّةٍ دُونَ أَنْ تَسْقُطَ أَوْ تَتَجَدَّدَ، وهيَ غَالِبًا مُقَوَّسَةٌ ومُتَعَرِّجَةٌ، خَفيفَةُ الوَزْنِ نَظَرًا لتَجوُّفِها الّذي يَمْتَدُّ حَتَّى أَطْرافِها. وفي هذِهِ الصِّفاتِ تَخْتَلِفُ قُرونُ الظِّباءِ عَن قُرونِ (أو علَى الأَصَحِّ: مَناطيحِ) الأَيائل.

 

ويَعيشُ مُعْظَمُ الظِّباءِ في أفريقْيا والهِنْدِ، في مُخْتَلِفِ البيئاتِ: مِنَ الصّحارِي المُنْعَزِلَةِ إلَى الغاباتِ الكَثيفَةِ ومِنَ المُسْتَنْقَعاتِ والمُنْخَفَضاتِ إلَى الجِبالِ المُرْتَفِعَةِ؛ ويَنْعَدِمُ وجودُها في أسْترالْيا وأَمْريكا الجَنوبِيَّةِ.

وهِيَ غَالِبًا حَيواناتٌ اجْتماعِيَّةٌ تَعيشُ في قُطْعانٍ، بَعْضُها سَريعُ الحرَكَةِ، وبَعْضُها ثَقيلُ الخُطُواتِ لتَفاوُتِ حَجْمِ أجْسامِها.

ويَنْحَصِرُ مَوْسِمُ تَزاوُجِها في شَهْرَيْ سِبتمبر وأُكْتوبر؛ ومُدَّةُ الحَمْلِ فيها 8-9 شُهور، وتَضَعُ الظَّبْيَةُ صَغيرًا واحِدًا أو صَغيرَيْن كُلَّ عامٍ. وصَغيرُ الظَّبْيَةِ يُسَمَّى طَلاً أو خِشْفًا، فإذا شَبَّ وقَوِيَ سُمِّيَ شَادِنًا أو رَشأً.

 

وتُعَدُّ «ظِباءُ الغاباتِ» أَشْهَرَ أَنْواعِ الظِّباءِ. وهي تَسْتَوْطِنُ الغاباتِ الأَفْريقِيَّةَ جَنوبَ الصَّحْراءِ الكُبْرَى، ويُوجَدُ نَوْعٌ واحِدٌ مِنْها في الهِنْدِ. أَحْجامُها مُتَوَسِّطَةٌ أو كَبيرَةٌ، تَقْتَصِرُ القُرونُ فيها علَى الذُّكورِ في مُعْظَمِ الأَنواعِ.

ويَتَراوَحُ لونُ ظِباءِ الغاباتِ بَيْنَ البُنِّيِّ والأَحْمَرِ، وتَتَمَيَّزُ بِوجودِ أَشْرِطَةٍ عَرْضِيَّةٍ بَيْضاءَ علَى أَجْسامِها وبَقْعَتَيْن بَيْضاوَيْن علَى الخدَّينِ وشَريطٍ أَبْيَضَ علَى شَكْل 7 علَى الأَنْفِ. ومن أَمْثِلَتِها العَلَنْدُ، وظَبْيُ الأَدْغالِ، والنِّيالا، والكودو والنِّلْجاي.

و«العَلَنْدُ الشَّائِعُ» مِنْ أَضْخَمَ أَنْواعِ الظِّباءِ، إِذْ يَصِلُ طولُه إلَى أَكْثَرَ من المِتْرَيْن ونِصْفِ المِتْرِ، إضافَةً إلَى ذَيْلٍ يَبْلُغُ طولُهُ نَحْوَ 60 سنتيمترًا ويَنْتَهِي بِخُصْلَةٍ.

والرَّأْسُ كَبيرٌ والقَرْنانِ حَلَزونِيَّان ضَخْمانِ في الذُّكورِ وأَطْوَلُ وأَرْفَعُ في الإِناثِ. ويَتَمَيَّزُ العَلَنْدُ بِشَعْرٍ طَويلٍ في مُقَدَّمِ الرَّأْسِ ويَسْتطيلُ جِلْدُ العُنُقِ إلَى لُغْدٍ يَحْمِلُ مَعْرَفَةً قَصيرَةَ الشَّعْرِ.

 

ويَعيشُ العَلَنْدُ في قُطْعانٍ يَقودُها ذَكَرٌ مُسِنٌّ في المناطِقِ المَفْتوحَةِ في كِينْيا وتَنْجانيقا وصَحْراءِ كَلهارِي، كما يوجَدُ علَى سُفوحِ كَلِمَنْجارُو علَى ارْتِفاعاتٍ تَصِلُ إلَى نَحْوِ أَرْبَعَةِ آلافِ مِتْرٍ.

وهُوَ قَافِزٌ ماهِرٌ عَلَى الرَّغْمِ من ثِقَلِ وَزْنِه الّذي قَدْ يَصِلُ إلَى أَكْثَرَ من 600 كيلوجرام. ويُعَدُّ «العَلَنْدُ العِمْلاقُ» الّذي يَعيشُ في سِنِجامَبْيا والسُّودانِ أَضْخَمَ أَنْواعِ الظِّباءِ عَلَى الإطْلاقِ.

ويَسْتَوْطِنُ «ظَبْيُ الأَدْغالِ» مَناطِقَ الغاباتِ في غَرْبِ أَفْريقْيا من السِّنْغالِ حتَّى أَنْجولاَ، ويُطْلَقُ عَلَيْه في السُّودانِ اسْمُ «النَّبَّاحِ».

 

يَصِلُ طولُ جِسْمِهِ إلَى نَحْوِ 140 سنتيمترًا وارْتِفاعُه نَحْوَ 75 سنتيمترًا؛ ويَتَراوَحُ طولُ قَرْنَيْهِ بين 20 و 30 سنتيمترًا. وهو يَتَمَيَّزُ بِمَعْرَفَةٍ تَمْتَدُّ علَى طولِ الظَّهْرِ ويَخْتَلِفُ لَوْنُه في السُّلالاتِ المُخْتَلِفَةِ.

أَمَّا «النِّيالاَ» فَيَسْتَوْطِنُ جَنوبَ شَرْقِيِّ أَفْريقْيا، ويَصِلُ ارْتِفاعُهُ إلَى مِتْرٍ واحِدٍ تَقْريبًا، كما يَتَراوَحُ طولُ قَرْنَيْه بينَ 65 و70 سنتيمترًا.

وهو يَتَمَيَّزُ بِأَرْجُلٍ بُنِّيَّةِ اللَّونِ خالِيَةٍ مِنَ البُقَعِ وشَعْرٍ طويلٍ عَلَى الرَّقَبَةِ والصَّدْرِ في الذُّكورِ دونَ الإِناثِ، إِضافَةً إلَى المَعْرَفَةِ الظَّهْرِيَّةِ.

 

و«الكُودُو الكبيرُ» واسِعُ الانْتِشارِ في أفْريقْيا من الحَبَشَةِ حتَّى الكابِ؛ يَبْلُغُ طولُهُ أَكْثَرَ مِن مِتْرَيْن، وارْتِفاعُهُ نَحْوَ 130 سنتيمترًا.

وقَرْناهُ مُلْتَوِيانِ بالِغا الطُّولِ إِذْ يَبْلُغُ طولُهُما أَكْثَرَ مِنْ مِتْرِ إِذا قِيسا مُسْتَقِيمين. أمَّا «الكُودُو الصَّغيرُ» فَنَوْعٌ لا يزيدُ ارْتِفاعُهُ عَنْ مِتْرٍ واحِدٍ، ولَيْسَ لَهُ مَعْرَفَةٌ صَدْرِيَّةٌ. وهو يَسْتَوْطِنُ المَناطِقَ الشَّرْقِيَّةَ من الحَبَشَةِ حَتَّى تَنْجانِيقَا، ويَكْثُرُ في المناطِقِ الجَبَلِيَّةِ.

ومِنَ الظِّباءِ ما يَسْتَوْطِنُ أَقاليمَ الحَشائِشِ جَنوبَ الصَّحْراءِ الكُبْرَى في أفْريقْيا. ومِثالٌ لَها «ظَبْيُ القَصَبِ أو الغابِ»، الّذي يَبْلُغُ طولُهُ نَحْوَ مِتْرٍ ونِصْفِ مِتْرٍ، وارْتِفاعُهُ نحوَ 90 سنتيمترًا.

 

والقَرْنانِ مُلْتَوِيانِ إلَى الأَمامِ وتَحْمِلُهما الذُّكورُ وَحْدَها، ويَتَراوَحُ طولُهُما بينَ 30 و40 سنتيمترًا. وهذه الظِّباءُ سَريعَةُ العَدْوِ ولا تَبْتَعِدُ عن أَمَاكِنِ المِياهِ.

ومِنَ الظِّباءِ ما يُجيدُ السِّباحَةَ مثل «ظِباءِ الماءِ»، وهي في حَجْمِ الأُيَّلِ الأَحْمَرِ؛ قُرونُها طَويلَةٌ مُقَوَّسَةٌ وتَحْمِلُها الذُّكورُ فَقَطْ.

وهي تَسْتَوْطِنُ غاباتِ شَرْقِيِّ أفْريقْيا. ومِنْها نَوْعٌ يَسْتَوْطِنُ مناطِقَ المُسْتَنْقعاتِ يُسَمَّى «اللِّيْتشي»، ويَنْتَشِرُ في رودِيسْيا وأَنْجولا، وهُوَ أَصْغَرُ قليلاً من ظَبْيِ الماءِ.

 

وهُناكَ ظِباءٌ تُعْرَفْ باسْم «أَشْباهِ الخَيْلِ» أو «ذَوات العُرْفِ». وهي تَتَمَيَّزُ بأَجْسامٍ ضَخْمَةٍ قَوِيَّةٍ، يَبْلُغُ طولُها نَحْوَ 220 سنتيمترًا، وارْتِفاعُها نَحْوَ 150 سنتيمترًا. لها أَذْيال طويلَة تَنْتَهي بِخُصْلَةٍ من الشَّعْرِ.

وتَحْمِلُ ذُكورُها وإِناثُها قُرونًا طَويلَةً مُقَوَّسَةً إلَى الخَلْفِ وإلَى الخارِجِ وعَلَيْها حَلَقاتٌ بارِزَةٌ. وتَتَمَيَّزُ هذه الظِّباءِ أيضًا بِمَعْرَفَةٍ مُنْتَصِبَةٍ علَى الظَّهْرِ والقَفَا، وآذانٍ كِبارٍ.

ويمثِّلُ الظِّباءَ أَشْباهَ الخيلِ نَوْعانِ: الظَّبْيُ الأَشْقرُ والظَّبْيُ الأَسْودُ.

 

ويَسْتَوْطِنُ النَّوعُ الأَوَّلُ مِنْهما الغاباتِ من السِّنْغالِ إلَى الحَبَشَةِ وجَنوبًا حتَّى نَهْر الأَورانْجِ، ويَتَمَيَّز بِلَوْنِهِ الكَسْتَنَائِيِّ، وبوجودِ خُصْلَةٍ مِنَ الشَّعْرِ في نِهايَةِ الأُذُنِ.

أمَّا الظَّبْيُ الأَسْوَدُ فَيَنْتَشِـرُ في المناطِقِ الجَبَلِيَّةِ مِنْ أَنْجولاَ إلَى تَنْجانِيقَا، وجَنوبًا حتَّى نَهْرِ الأُورانج. ويَتَمَيَّزُ بِلَوْنِهِ البُنِّيِّ الأَدْكَنِ أو الأَسْوَدِ اللاَّمِعِ.

وهُناكَ أَنْواعٌ أُخْرَى كثيرَةٌ من الحيواناتِ البَقَرِيَّةِ الَّتي يُمْكِنُ أَنْ تُسَمَّى ظِباءً؛ منها الغِزْلانُ وأنواعُ المَهَا ولا يفوتُنا أنْ نَذْكُرَ أَصْغَرَ الظِّباءِ حَجْمًا، وهُوَ «الظَّبْيُ المَلَكِيُّ» الّذي لا يتجاوَزُ ارْتِفاعُهُ 30 سنتيمترًا.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]