شخصيّات

نبذة عن حياة حاكم الكويت سابقاً الشيخ “عَبْدُ اللهِ السَّالِم”

2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حاكم الكويت الشيخ عبدالله السالم شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

تَوَلَّى الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ السَّالِمُ حُكْمَ دَوْلَةِ الكُوَيْتِ في يناير عامَ 1950، في أَعْقابِ وفاةِ المغفورِ لهُ الشَّيْخِ أَحْمَدَ الجابِرِ الصّباح.

ولَقَدْ تَلَقَّى الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ السَّالِمُ، رَحِمَهُ اللهُ، تعليمَهُ، مثل أقرانِهِ من الكُويْتيِّينَ، في الكَتاتيبِ علَى يَدِ «المُلاَّ»، وهيَ أَماكِنُ يُخَصِّصُها بعضُ أَصْحابِ المَنازِلِ لِيَتَعَلَّمَ الأولادُ فيها قراءةَ القُرآنِ الكريمِ.

وبعضُها كانَ يُعلِّم أَيضًا القِراءةَ والكِتابةَ وأَحكامَ العِباداتِ، وسيرَةَ الرَّسولِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم. وقد عُرِفَ عنهُ حُبُّ الأَدَبِ، والشِّعْرِ ونَظْمِهِ، ومجالَسَةِ العُلماءِ والأُدَباءِ. وكان متواضِعًا، بسيطًا يَحْرِصُ علَى نُصْرَةِ المَظْلومِ.

 

تَوَلَّى الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ السَّالِمُ رِئاسَةَ أَوَّلِ مجلسٍ تشـريعِيٍّ مُنْتَخَبٍ في الفترة من يوليو إلى ديسمبر عامَ 1938، والمَجْلِسِ التَّشْرِيعِيِّ الثَّاني في المُدَّة من ديسمبر 1938 إلى مارس 1939.

كانَ رَحِمَهُ اللهُ حليمًا، مُخْلِصًا لا يَتَأَثَّرُ بالتَّمَلُّقِ أو الثَّراءِ. وعندَما تَوَلَّى السُّلْطَةَ حَرَصَ علَى أنْ يُشْرِكَ الشَّعْبَ الكُوَيْتِيَّ في الحُكْم، وعلى إِدْخالِ العديدِ من الإصْلاحاتِ في الإدارَةِ الحُكومِيَّةِ.

فأَصْدَرَ في 19 يوليو عامَ 1954 مرسومًا أميريًّا أَعْلَنَ فيهِ عن تَشْكيلِ «اللَّجْنَةِ التَّنْفيذِيَّةِ العُلْيا»، مُهِمَّتُها تنظيمُ الإداراتِ الحكوميَّةِ لِكَيْ تَتَناسَبَ مع التَّطَوُّرِ العامِّ الّذي تَشْهَدُهُ البِلادُ.

 

وفي فبراير عامَ 1959 أَنْشَأَ مَجْلِسًا أَعْلَى ضَمَّ رؤساءَ الدَّوائِرِ الحُكومِيَّةِ. وكانت هذهِ الإجراءاتُ كُلُّها من أجل تطويرِ الإدارةِ في البلادِ.

وفي ذَلِكَ الوَقْتِ تَمَتَّعَتْ الكُوَيْتُ بِدَخْلٍ كبيرٍ أَدَّى إلَى التَّوَسُّعِ في الخِدْماتِ الاجْتِماعِيَّةِ، والتَّعليمِيَّةِ، والاقْتِصادِيَّةِ، والصِّحِّيَّةِ.

وسارَتْ البلادُ نحوَ تحقيقِ المزيدِ من التَّقَدُّمِ والازْدِهارِ مع زيادَةِ العوائِدِ النِّفْطِيَّةِ في أعقابِ تغييرِ شروطِ اتِّفاقِيَّةِ النِّفْطِ المَعْقودَةِ في ديسمبر 1934، نتيجةً لإصرارِ حاكِمِ الكُوَيْتِ الشَّيْخِ عَبْد اللهِ.

 

ولَقَدْ شَهِدَتْ البلادُ هِجْرَةً سُكَّانِيَّةً عَرَبِيَّةً وأَجْنَبِيَّةً للعَمَلِ في وزاراتِ الدَّوْلَةِ ومُؤَسّساتِها. وقد وَجَدَتْ كلُّ الجالياتِ الرِّعايَةَ والعَيْشَ الكريمَ في دولةِ الكويتِ، الّتي حَصَلَتْ على اسْتِقْلالِها في 19 يونيو 1961 بعد إِلغاءِ اتِّفاقِيَّةِ الحِمايَةِ المَعْقودَةِ مع بريطانْيا في 23 يناير عام 1899.

وقد انْضَمَّتْ الكويتُ إلَى جامِعَةِ الدُّوَلِ العربِيَّةِ في عام 1961، وإلى هَيْئَةِ الأُمَمِ المُتَّحِدَةِ في عام 1963، وكانَ للكويتِ دورُها الفَعَّالُ في المُنَظَّماتِ الإقْليمِيَّةِ والدَّوْلِيَّةِ.

لقد اهْتَمَّ رَحِمَهُ اللهُ بمُواصَلَةِ سياسَةِ الكويتِ الخارجِيَّةِ في مُسانَدَةِ قَضَايَا الوَطَنِ العَرَبِيِّ والإسْلامِيِّ والشعوبِ المُحِبَّةِ للسَّلامِ.

 

وفي عَهْدِهِ ازْدادَ الوعْيُ الوطنيُّ السياسيُّ في البلادِ، كما تَعَدَّدَتْ المَجَلاَّتُ والنَّشراتُ الّتي كانَتْ تَصْدُرُ عن النَّوادِي والجَمْعِيَّاتِ الثَّقافِيَّةِ والمِهْنِيَّةِ الّتي تأَسَّسَتْ في الخَمسيناتِ. ويعودُ ذَلِكَ لِسِياسَةِ الشَّيْخِ عَبْدِ اللهِ السَّالِمِ الّذي آمَنَ بِحُرِّيَّةِ الرَّأْي والنَّقْدِ الإيجابِيِّ.

وقَدْ اسْتَطَاعَ الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ، بعونٍ منَ اللهِ سُبْحانَهُ وتَعالَى، وبِحِكْمَتِهِ، والْتِفافِ الشَّعْبِ الكُوَيْتِيِّ حولَهُ حِمايَةَ الكويتِ، واجتيازَ الأَزْمَةِ الّتي تَعَرَّضَتْ لها في 19 – 25 يونيو 1961 حتَّى أكتوبر عامَ 1963، تِلْكَ الأَزْمَةُ الّتي فَجَّرَها عَبْدُ الكريمِ قَاسِم، حاكِمُ العِراقِ السَّابِقِ، بأَطْماعِهِ في الأَراضِي الكُوَيْتِيَّةِ.

وفي عَهْدِهِ تَمَّ انْتِخابُ أعضاءِ المَجْلِسِ التَّأْسيسِـيِّ الّذي كانَتْ مُهِمَّتُهُ وَضْعَ موادِّ الدُّستورِ ومُنَاقَشتَها، تَمَّتْ الموافقةُ عليهِ في 9 نوفمبر 1962، واعتمدَه الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ السَّالِمِ في 12 نوفمبر 1962. ويَتَأَلَّفُ الدُّسْتورُ من (118) مادَّةً في خَمْسَةِ أبوابٍ.

 

ثُمَّ أُجْرِيَتْ انتخاباتٌ عامَّةٌ لانْتِخابِ أعضاءِ مَجْلِسِ الأُمَّةِ في يناير 1963. ولَقَدْ تَحَقَّقَتْ بالدُّستورِ وانْتِخاباتِ أعضاءِ مجلسِ الأُمَّةِ آمالُ الشَّعْبِ الكويتِيِّ الّذي سَعَى منذُ عامِ 1921 إلى تحقيقِ هذا الهَدَفِ عِنْدَما تَمَّ تَشكيلُ مَجْلِسِ الشُّورَى الأَوَّلِ.

لَقَدْ كانَ الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ السَّالِمُ يَسعَى من أَجْلِ رِفْعَةِ شَأْنِ الكُوَيْتِ، ومن أَجْلِ المَزيدِ مِن الحُرِّيَّةِ والعَدَالَةِ الاجْتِماعِيَّةِ فيها. وتُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللهُ في 24 نوفمبر 1965.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى