النباتات والزراعة

نبذة تعريفية عن خصائص نبات “العدس”

2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

نبات العدس خصائص نبات العدس النباتات والزراعة الزراعة

العَدَسُ نباتٌ ينتمِي إلَى الفصيلَةِ القَرْنِيَّةِ من ذوات الفِلْقَتَيْن. مَوْطِنُه الأَصْلِيُّ غَرْبُ آسيا، ويُزْرَعُ منذُ القِدَمِ في جنوبِ أوروبا.

ثُمَّ انْتَشرَتْ زراعَتُهُ من هذِهِ المناطِقِ وامْتَدَّتْ شَمالاً إلى مناطقَ أُخْرَى في أوروبا، وشَرْقًا إلَى الهندِ وأَنْحاء كثيرةٍ في الصِّينِ، وجنوبًا إلى إثيوبيا وإفريقيا. كما أنَّه يُزرعُ حاليًّا في شيلي والأَرْجِنتين في قارَّة أمريكا.

وقد عَرَف قدماءُ المصريِّين نباتَ العَدَس، وكانوا يقدّمونَه طعامًا لبُنَاةِ الأَهْرام.

 

وقد وردَ ذكرُ العَدَسِ في القرآنِ الكريمِ في قولِ اللهِ، عزّ وجَلّ (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نَصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) (البقرة 61).

والعَدَسُ أَحَدُ البقولِ المُهِمَّةِ. وهو نباتٌ حوْلِيٌّ عُشْبيٌّ، له جِذرٌ أَصْلِيٌّ وتِدِيٌّ متفرِّع ساقُه قصيرَةٌ قائِمَةٌ، إلاّ أنَّ بعضَ السّوق يفتَرِشُ الأَرْضَ عِنْد قواعِدِها، ثم تسْتقيمُ بَعْدَ ذلك. للسّاقِ أَرْبعةُ أَضلاع، منها ضِلْعان مُتقابِلان أكْثَرُ بروزًا من الضِّلْعيْن الآخَرَيْن، وهي مجَوَّفَةٌ تجويفًا بَسيطًا. والأَوْراقُ مُتبادِلَةُ الوَضْعِ علَى السّاق.

 

والوَرَقَةُ مرَكّبةٌ ريشيَّةٌ وتتحوّرُ الوُرَيْقَةُ الطَّرَفِيَّةُ إلَى مِحْلاقٍ. والوُرَيْقاتُ مُغَطّاةٌ بزَغَبٍ خفيفٍ. وللورقَةِ المركّبَةِ زائدتانِ مُثَلَّثَتا الشَّكْلِ عِنْدَ قاعِدَتِها. وتَظْهَرُ النَّوراتُ في آباطِ الأَوراقِ.

النَّوْرَةُ راسيمِيَّةٌ عُنْقودِيَّةٌ، وتتركَّبُ من ثلاثِ إلَى أَرْبعِ زهْراتٍ. والزَّهْرَةُ بيضاءُ مَشوبَةٌ بِلَوْنٍ بَنَفْسَجِيٍّ.

أما الثمرَةُ فقَرْنِيَّةٌ صغيرةٌ، ويحتوِي القَرْنُ علَى بذْرَةٍ أو اثْنَتَيْن. والبِذْرَةُ قُرْصِيَّةُ الشَّكْلِ، «عَدَسِيَّةُ» المَظْهَرِ، ولها قَصْرَةٌ قاتِمةٌ تُغَلِّفُ فِلْقَتين حمْراويْن أو صَفْراويْن.

 

والهِنْدُ أَكبرُ مُنتجٍ للعَدَس، تليها باكستانُ، ثُمَّ إثْيوبيا ثمَّ سورِيّا، ثم تُرْكيا ثم إسْبانْيا. ويُزْرَع العَدَس في كلٍّ من الهندِ ومِصْرَ كمحصولٍ شتوِيٍّ، وتَنْتَشِر زِراعَتُه في جَنوبِ مِصْـرَ (الصَّعيدِ).

وتَبْدَأُ زِراعتُه في شَهْرِ نوفمبر، ويمكُثُ في الأَرْضِ نحوَ خمسةِ شهورٍ، وينضجُ في أواخرِ مارس وأوائِلِ أبريل.

ويُمَيّزُ من العَدَس في مِصْرَ صِنْفان: الإسْناوِيُّ وقِشْرَةُ بذورِه أدْكَنُ والفِلْقَتان حمراوانِ، والفَرْشُوطِيُّ ذو الفِلْقات الصَّفراءِ، إلاَّ أنَّ الصِّنفيْنِ يختَلِطان في الزِّراعَةِ.

 

ويُسْتعملُ العَدَس إمَّا مَجْروشًا (مَنْزوعَ القِشْرَةِ) وإمَّا غَيْرَ مجروشٍ، محتفظًا بقشرَتِهِ ويُسمَّى «العَدَسَ أبو جِبّة». والعَدَسُ غذاءٌ جَيِّدٌ للإنْسانِ، وهو مصْدرٌ مهمٌّ للبروتينِ النَّباتِيِّ. تحتوي بذورُه علَى 25% بروتين و58% نَشَا.

وتَغْتَذي الطَّبَقاتُ الفقيرَة بالعَدَسِ منزوعِ القِشْرَةِ كوَجْبَةٍ أساسِيَّةٍ، أو يُشْرَبُ حَساءً فاتحًا للشَّهِيَّةِ قَبْلَ الأَكْلِ علَى موائِدِ الأَغْنياءِ.

أمَّا العَدَس أبو جِبَّة فيُؤْكلُ كسَلاطة أو «يُدَمَّسُ». وهو يضافُ إلَى المكرونَةِ والأرزِ ومَعْجونِ الطَّماطِمِ في وَجْبَةٍ شَعْبِيّةٍ عالِيَةِ القيمَةِ الغذائيةِ تُسَمَّى الكُشَرِيَّ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى