الحيوانات والطيور والحشرات

نبذة تعريفية عن خصائص وأنواع حيوانات “العظايا”

2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حيوانات العظايا أنواع العظايا خصائص العظايا الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

العظايا أو العظاء (السحالي، ومفردها: سحلية) حيوانات من رتبة الحرشفيات، التي تضم الثعابين أيضا وتتبع طائفة الزواحف.

وتمتاز العظايا عن غيرها من الزواحف بنشاطها وسرعتها في الحركة، وبأن لها ألوانا زاهية، وكثيرا ما تشابه هذه الألوان لون الوسط الذي تعيش فيه، وهذا يساعد على اختفائها عن الأنظار.

واللطيف أن هذا ما لاحظه كمال الدين الدميري المصري (742 – 808 هـ) في كتابه «حياة الحيوان الكبرى»، حيث يقول عن العظايا: «منها الأبيض والأحمر والأصفر، وكلها منقطة بسواد.

 

وهذه الألوان بحسب مساكنها، فإن منها ما يسكن الرمال، ومنها ما يسكن قريبا من الماء والعشب، ومنها ما يألف الناس».

ويعرف من العظايا حتى الآن ما يقرب من 370 جنسا و 3300 نوع. وهي تعد من أكبر وأعظم مجاميع الزواحف تنوعا ونجاحا، فهي توجد في معظم بقاع الأرض، ولكنها أكثر انتشارا في المناطق الاستوائية عنها في غيرها من المناطق.

وهي تعيش في أوساط متباينة، فمنها العظايا الأرضية التي تعيش في الصحاري، ومنها ما يعيش في الأراضي الزراعية والحدائق، ومنها ما يعيش على ارتفاعات تزيد على 4500 متر في جبال الهمالايا والأنديز.

 

وبعضها يعيش في الغابات الممطرة مثل «عظاءة التمساح» في الصين التي تغتذي بالأسماك الصغيرة، والعظاءة آكلة القواقع في أمريكا الجنوبية. هذا فضلا على أن بعضها يغشى المنازل، مثل الأبراص.

ويتراوح طول العظايا من 20 إلى 75 سنتيمترا، مع استثناء بعض السحالي الصغيرة التي يقل طولها عن 20 سنتيمترا، وبعض الأنواع الضخمة التي تتجاوز ثلاثة أمتار مثل ورل كومودو.

ويتميز معظم العظايا بالذيول الطويلة، فالعظاءة الخضراء طولها 28 سنتيمترا منها 22 سنتيمترا للذنب وحده.

 

وبالرغم من أن الجسم في العظايا مقسم إلى أربع مناطق: هي الرأس والعنق والجذع والذيل، يختلف شكل الجسم من حيوان إلى آخر، فأنواع كثيرة منها ذات جسم مستدق، وبعضها منضغط الجانبين، وبعضها ذو جسم ضخم.

ولمعظم العظايا زوجان من الأرجل كاملة التكوين، يحمل كل منها أصابع تنتهي بمخالب.

وتتباين الأرجل بين الطول والقصر، وبين القوة والضعف, ويصل التباين أقصاه في ضمورها في بعض العظايا إلى درجة الاختفاء الكامل.

 

وجسم العظايا مغطـى بجلد جاف متين ذي حراشف قرنية للحماية من الجفاف والمخاطر الأخرى. وتتراوح الحراشف من حبيبات صغيرة، كما في الأبرص، إلى أشواك بارزة، كما في العظاءة المقرنة. والحراشف ثنيات من البشرة تتكون من مادة قرنية شفافة تسمى كيراتين.

وأدمة الجلد في العظايا مزودة بحاملات الصبغ ، وهي خلايا تكسب الكثير من العظايا صورها اللونية الزاهية، والتي كثيرا ما تشابه لون الوسط الذي يعيش فيه الحيوان، كما تقدم. كما أن لبعض العظايا القدرة على تغيير لونها بما يتناسب مع البيئة حتى يتمكن من التخفي عن أعدائه.

وتتميز العظايا بظاهرة الانسلاخ ، حيث تنسلخ الطبقة القرنية الخارجية دوريا قطعة بقطعة (وليس قطعة واحدة، كما في الثعابين).

 

ويغتذي معظم العظايا بالحشرات والديدان وغيرها من الكائنات الصغيرة، ولكن العظايا كبار الأحجام تقوم بافتراس بعض الحيوانات الكبيرة كالضفادع والطيور والفئران، كما أن بعضها الآخر يغتذي بالنباتات والأعشاب.

وبالرغم من وجود أسنان في العظايا (وهي أسنان متشابهة)، لا تستخدمها عادة في مضغ الطعام، فمعظمها يقبض على غذائه بسهولة، وإذا كانت فريسة حية يعضها ثم يدفعها إلى الفم ويلوكها في تجويف الفم، ثم يبتلعها.

والعظايا من الحيوانات متغيرة الحرارة، التي تسمى أحيانا «ذوات الدم البارد». ولذلك فهي تحرص على تجنب الحرارة الشديدة.

 

أما في الأيام الباردة، فيبدأ معظم أنواعها يومه بالتشمس، أي بالوقوف ساكنا مستقبلا الشمس ومعرضا جسمه لأشعتها، حتى يدفأ، ثم يبدأ نشاطه.

وبعض الأنواع  يرفع جسمه قائما على أرجله، وذلك حتى لا تنتقل إليه حرارتها إذا كانت ساخنة، أو تنتقل حرارته إليها إذ كانت باردة.

تتنفس العظايا بالرئات، وتتميز بوجود قلب مكون من ثلاث حجرات: (أذينين وبطين واحد به حاجز غير كامل).

 

والجهاز الإخراجي في العظايا يتميز بالكفاءة العالية في إخراج كميات قليلة من البول، وهذا يمكنها من الاحتفاظ بالماء في داخل أجسامها.

وهذا من أهم صفات عظايا البيئات الجافة، حيث يتم التخلص من المواد الإخراجية النيتروجينية في صورة حمض بوليك، وهو حمض شحيح الذوبان في الماء، لذلك تكون فضلات العظايا المخرجة صلبة أو شبه صلبة.

ومعظم العظايا يضع بيضا، ولكن بعضها بيوض ولود، أي أن البيض يفقس في داخل جسم الأم قبل وضعه، وتتم حضانة الجنين ونموه في قناة البيض، وبذلك تضع الإناث صغارا أحياء؛ ومن أمثلتها العظايا السقنقورية. وتوجد درجات مختلفة من الاتصال بين الأم والأجنة التي في داخلها.

 

أما العظايا البيوض فتدفن بيضها المخصب في التربة أو الرمل أو بين جذوع الأشجار المتحللة، أو في شقوق ، أو تحت الأحجار، أو في حفر تحت الأرض.

ويتراوح عدد البيض بين بيضتين وخمس. ويفقس البيض بعد حضانته مدة تتراوح بين 30 و 80 يوما في الأنواع المختلفة.

ومعظم العظايا مخلوقات مسالمة، ولكنها إذا أثيرت تلجأ إلى عدة حيل دفاعية، تبدأ بالتهديد بالفم المفتوح وانتفاخ  الجسم ثم بالتهديد بتحريك الذيل بشدة.

ومن أبلغ الأمثلة على ذلك العظاءة الأسترالية المسجفة، فهي عندما تثار تقف على رجليها الخلفيتين، وتضرب بذيلها الأرض، وتفتح فمها، وتبسط طيات جلد عنقها لتعطي انطباعا بحجم يساوي أضعاف حجمها الحقيقي.

 

والأبراص هي الوحيدة بين العظايا التي تصدر أصواتا، وقد تستخدمها لتهديد أعدائها. أما العظاءة المقرنة فهي تقذف بدم من عينيها، ينطلق من حافة الجفن الداخلية. وعند معظم العظايا حيلة أخرى عجيبة، تتخلص بها من أعدائها.

وذلك أنه إذا أحدق بها عدوها وكاد يمسك بها، فصلت ذيلها، وتركته يتلوى أمام العدو، الذي ينصرف اهتمامه إليه بعد أن تبغته المفاجأة.

وفي هذه الأثناء تولي العظاءة هاربة مضحية بذيلها لتنجو. 2ولكن ما يلبث أن ينمو لها ذيل جديد!

 

ولعل أكثر العظايا غرابة، العظايا الطائرة والعظايا البحرية. أما العظايا الطائرة «دراكو» فتعيش في جنوب شرقي آسيا. وفيها تمتد الضلوع خارج الجسم، لتدعم غشاء جلديا ممتدا على جانبي الجسم، بطريقة مماثلة لتدعيم أسلاك المظلة لنسيجها.

ويمكن لهذه العظايا وأمثالها أن تبسط هذه الامتدادات الجلدية فتساعدها على حفظ توازن جسمها في الهواء، وتستخدمها كأجنحة لتتمكن من الانزلاق من شجرة إلى أخرى بسهولة.

أما العظايا البحرية التي تقطن جزر جالاباجوس، فهي تدخل المحيط لتغتذي بالطحالب والأعشاب البحرية، وهي تستطيع الغوص إلى عمق قد يبلغ عشرين مترا.

 

والعظايا تنتمي إلى رتيبة من رتبة الحرشفيات، كما تقدم، ومن أهم فصائلها: فصيلة الأبراص ، وفصيلة الحرابي، وفصيلة الحرادين، وفصيلة السجنجر، وفصيلة السقنقوريات وفصيلة الورليات. وهذه الفصائل كلها ممثلة خير تمثيل في بلاد وطننا العربي، وينتشر كثير من أنواعها في الكويت.

وفي فصيلة الحرادين أو بنات حبين (الفصيلة الأجامية)، تتسلح العظايا بذيل شوكي، ولبعضها جلد تكسوه الأشواك على الظهر، وبعضها به ثنيات جلدية حول الرقبة، ومن أمثلتها: الحردون (أو العضرفوط)، وقاضي الجبل، والضب.

ويتميز «الحردون»، بأن ذيله أطول من باقي جسمه، ومغطى بحراشف مرتبة في عقل محددة تماما، وبأن أرجله قوية ومغطاة بحراشف شوكية وبخاصة على الكتفين.

 

أما «قاضي الجبل»، فيتميز برأس مثلث الشكل مغطى بحراشف كبيرة، وعيناه بارزتان وجسمه مفلطح من أعلى لأسفل ومغطى بحراشف دقيقة، وذيله أطول من الرأس والجذع معا ومزود بحراشف غير مرتبة في عقل محددة.

أما أكبر حيوانات هذه الفصيلة فهو الضب الذي يتميز بذيل تكسوه حراشف قوية مسننة تقسم الذيل إلى حلقات متتابعة.

أما فصيلة السجنجر (أو العظايا الحقة)، فتعبر حيواناتها عن الصفات المثالية للعظايا، ومن أهم أمثلتها السجنجر وعظاءة بوسك، والعظاءة المدرعة والعظاءة مسجفة الأصابع، وفيها تتميز الأصابع بوجود حراشف جانبية داخلية شوكية الجلد، ومن هذه الصفة اشتق اسمها.

 

وفي فصيلة السقنقوريات، يكون الجسم مستطيلا، وحراشف الرأس واضحة، والأرجل قصيرة أو ضعيفة أو مختزلة، وحراشف الجسم ملساء.

ومن أمثلتها: سحلية الحدائق (التي تتميز بلونها البني الضارب إلى السواد، مع وجود خطوط صفراء على سطحها الظهري)، والسقنقور والدفان الكبير، والدفان الصغير، وجميعها مهيأة لدفن أجسامها سريعا في الرمال المفككة.

أما الورليات فتضم نحو 30 نوعا من العظايا تتباين في أطوالها وأوزانها من 20 سنتيمترا و20 جراما كما في الورل ذي الذيل القصير إلى ثلاثة أمتار و135 كيلوجراما في ورل كومودو.

 

ويتميز جسم الورل بالعنق الواضح، والجذع الطويل، والأرجل القوية، والذيل الطويل. والورل حيوان مفترس، نهاري، يتغذى أساسا بالحيوانات ذات الأحجام المناسبة، كما أن باستطاعته أن يمدد تجويف فمه كثيرا حتى يحتوي فرائس تتجاوز أضعاف حجم هذا التجويف.

ويعيش أضخم أنواع الورليات، وهو ورل كومودو أو «تنين كومودو» في جزر الهند الشرقية. ويصاد الورل للاستفادة بجلده في الصناعات المختلفة.

وهناك مجموعة أخرى من العظايا تعرف باسم «العظايا الدودية»، ليست لها أرجل، ولا تنتمي إلى رتيبة العظايا، وإنما تتبع رتيبة خاصة بها تعرف علميا باسم «ذوات الاتجاهين».

 

والأصل في هذه التسمية أن أذنابها مستديرة تحاكي رؤوسها، وأنها تستطيع التحرك متقدمة برأسها أو ذيلها! وهي الزواحف الوحيدة التي تحيا في أنفاق تحفرها في التربة.

وهذه المجموعة ممثلة في الكويت بالعظاءة الدودية العربية أو «النادوس». وجسم هذه العظاءة مغطى بحراشف حلقية تكسبها شكل الدودة، وهي مزودة بأسنان قوية تمكنها من تناول فرائسها من اللافقاريات الصغيرة، وقد تحدث بها عضة مؤلمة لمن يحاول الإمساك بها

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى