طرق إكثار “الفاكهة” وأقسامها تبعا لاستدامة أو تساقط أوراقها
2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الفاكهة طرق إكثار الفاكهة أقسام الفاكهة النباتات والزراعة الزراعة
الفاكهة ثمار حلوة الطعم تتخذ مادة أساسية للغذاء، أو مادة غذائية كمالية، اعتمادا على مدى تقدم الشعوب.
فكلما كانت الشعوب متقدمة اعتبرت الفاكهة من أهم أساسيات الغذاء. ولا ننسى أن الفاكهة هي أيضا الغذاء المفضل لكثير من أنواع الحيوان.
وقد ذكرت الفاكهة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، لأنها من نعم الله العظيمة. فمن ذلك قوله تعالى: ( وَحَدَائِقَ غُلْباً (30) وَفَاكِهَةً وَأَبّاً (31) مَتَاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) (عبس 30 – 32).
وفي مواضع كثيرة من القرآن الكريم، الفاكهة المذكورة هي فاكهة الجنة، كما في قوله تعالى:(لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ) (زخرف 73).
وكما في قوله تعالى:(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (المرسلات 41 – 43).
وهناك عدة طرق لتقسيم الفاكهة، فالتقسيم النباتي مثلا يعتبر الفاكهة هي الثمار التي تنتج من نباتات معمرة (أشجار)، ويعتبر الخضراوات هي التي تنتج من نباتات حولية (أي تزرع وتنتهي دورة حياتها خلال العام الواحد).
وتبعا لهذا التقسيم، اعتبرت ثمار البطيخ والفراولة، مثلا من الخضراوات واعتبر الزيتون من الفواكه. أما إذا اتبعنا التقسيم الاستهلاكي، فإننا نعد الفاكهة أي ثمار حلوة المذاق، سواء نتجت من أشجار معمرة أو نباتات حولية.
وأشجار الفاكهة نشأت أصلا نباتات برية، ثم اكتشف الإنسان حلاوة طعم ثمارها الطازجة، ثم استنبطت منها أصناف وسلالات عديدة تبعا لرغبات المستهلكين المتباينة بين الشعوب المختلفة، ومن حيث الطعم واللون والحجم وغير ذلك من الصفات.
وللفاكهة استعمالات عديدة. فهي تؤكل طازجة ومجففة ومسكرة ومطهية، وتستعمل لعمل المربات والشراب. ولكل نوع من الفاكهة طريقة أو بضع طرق مفضلة لتناوله واستعماله. كما أن للفاكهة استعمالات علاجية عديدة كما سيأتي ذكره لاحقا.
وتنتشر زراعة الفاكهة في الوطن العربي. وتصلح زراعة معظم أنواعها بدءا من المنطقة الشمالية بساحل البحر المتوسط، وجبال لبنان إلى الجنوب في اليمن والسودان، وإن كانت لا تحظى بالاهتمام الكافي في كثير من هذه المناطق، حيث ينصرف الناس إلى الاهتمام أولا بمحاصيل الحبوب والأعلاف نتيجة قلة المساحات المتاحة للزراعة في هذه البلدان وقلة مياه الري.
ولكن الطرق التكنولوجية الحديثة قد أتاحت مؤخرا زراعة مناطق صحراوية ورملية لم يكن ينظر إليها في الماضي كأراض يمكن زراعتها، لبعدها عن الأنهار وارتفاع مناسيبها واختلاف تضاريسها عما تعود عليه المزارعون من وجوب بسطة الأرض وقربها من مصادر الري.
وتنقسم الفاكهة قسمين كبيرين تبعا لاستدامة أوراقها خضراء طوال العام، أو تساقطها في موسم الشتاء:
أولا: فاكهة الأشجار متساقطة الأوراق:
نشأت أشجار هذه الفواكه في المناطق الباردة وشبه الباردة في شمالي الكرة الأرضية وجنوبيها، ومن هنا اكتسبت ارتباطها بصفات منطقة المنشأ، من حيث درجات الحرارة، وطول النهار، والإضاءة المرتفعة نسبيا خلال فصل الصيف.
وهذا يسمح بنموها الخضري ووجود الأوراق والأزهار، ومن ثم الثمار، خلال هذا الموسم فقط. وعند بدء انخفاض درجات الحرارة في الخريف تبدأ الأوراق في الذبول والتساقط استعدادا لفصل الشتاء البارد.
وفي الربيع، وعند بدء ذوبان الثلوج، تعاود الأشجار نشاطها مرة أخرى لتعطي دورة حياة وإثمار جديدة وبذلك أصبح هذا السلوك وراثيا حيث تنمو الأشجارفي فصل الصيف. وتدخل في سكون خلال الشتاء، وهكذا.
عندما نقلت أشجار من هذه المجموعة (كالتفاح والعنب والخوخ) إلى مناطق مختلفة مناخيا كالمنطقة العربية، التي تقع مناطقها الشمالية في حزام المنطقة المعتدلة الدافئة، فإنها بالطبع لم تعط الإنتاج الأمثل لها في مناطقها الأصلية، وذلك بسبب احتياجها الوراثي للمرور بفترة من البرودة لم تجدها في المناطق الجديدة الدافئة.
ومن هنا بدأ العلماء في عمل تهجين بين الأصناف العالية الاحتياجات من البرودة، والفاخرة من الصفات، مع الأصناف قليلة الاحتياجات والرديئة الصفات الثمرية.
وباستمرار هذا العمل أمكن التوصل للعديد من الأصناف ذات المواصفات الثمرية الجيدة، والتي تتلاءم مع المتاح في منطقتنا من ساعات البرودة الشتوية القليلة. ومن أمثلة هذه المجموعة:
1- التفاحيات:
وتضم التفاح والكمثرى والبشملة والسفرجل. والتفاح هو أكثر أنواع هذه المجموعة إنتاجا، ثماره غنية بمادة البكتين. وحمض النيكوتينيك الذي يحمي الجسم من مرض البلاجرا.
هذا إضافة لارتفاع محتواها من العناصر المعدنية كالبوتاسيوم والفوسفور والفيتامينات (أ، ب2، ب6، ج)، كما أن التفاح مفيد صحيا لحالات أمراض الكبد والكلى وارتفاع الضغط وضعف المعدة.
2- الفاكهة ذات النواة الحجرية:
وتضم الخوخ والمشمش والبرقوق واللوز. وتتميز ثمار هذه المجموعة بوجود الجنين داخل غلاف صلب يحيط به اللحم الذي يؤكل، عدا اللوز الذي يؤكل فيه الجنين (كذلك الجوز والبندق).
وتحتوي ثمار هذه المجموعة على نسبة مرتفعة من الحديد والكالسيوم وفيتامين أ، وتستعمل الثمار طازجة أو جافة.
3- العنب:
العنب من أفضل أنواع الفاكهة، ويؤكل طازجا أو جافا أو جافا أو معصورا. وتعتمد صناعة الخمور على عصيره المتخمر.
ويوجد منه العديد من الأصناف ذات البذور أو الخالية منها. وقد ذكر العنب والأعناب في عدة مواضع من القرآن الكريم، كما في قوله تعالى:(وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ) (الرعد 4).
4- الرمان:
والرمان من الفاكهة قليلة الانتشار نسبيا، وله أهمية تصديرية خاصة للبلاد الأوروبية وتستعمل ثمارها طازجة وتؤكل البذور بما يحيطها من كيس عصيري، أو تعصر.
ويستخرج من قشورها العديد من المواد المستعملة في صناعة الأدوية لأمراض الرئة والصفراء والقلب.
وذكر الرمان في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم، كما في قوله تعالى:(وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ) (الأنعام 99).
ثانيا: فاكهة الأشجار دائمة الخضرة:
نشأت أشجار هذه الأنواع في المناطق الحارة والدافئة حيث لا تتعرض أشجارها، لدرجات حرارة منخفضة في الشتاء.
وبالتالي، تتميز أشجار فاكهة هذه المجموعة باستدامة أوراقها طوال العام، بسبب تعدد دورات النمو الخضرية والزهرية.
وتسقط الأوراق عندما يبلغ كل منها عمرا معينا، مع استمرار وجود أوراق دورات النمو الأخرى، ولذا نجد أشجار هذه المجموعة دائمة الخضرة طوال العام.
وتصلح زراعة نباتات هذه المجموعة في المناطق المشابهة، والتي تتميز بالصيف الطويل الحار والشتاء الدافئ.
ويحدث ضرر كبير لأشجار هذه المجموعة إذا ما تعرضت للبرودة أو الصقيع ومن أمثلة أشجار الفاكهة في هذه المجموعة:
1- الموالح (الحمضيات):
وتضم البرتقال واليوسفي والليمون والنارنج والجريب فروت وتتميز ثمارها بزديادة محتواها من فيتامين ج والأملاح المعدنية، كما يساعد عصيرها على تحسين الهضم.
وقشور الثمار غنية بالزيوت الطيارة التي تستعمل في صناعة العطور والمشروبات المقوية للمعدة.
2- نخيل البلح:
ومنه ما تستهلك ثماره (البلح) طازجة، مثل الزغلول والسماني. ومنه ما تستهلك ثماره جافة (التمور) مثل معظم أصناف النخيل المنتشرة بالبلاد العربية. ومن أمثلة أصنافها الفاخرة دجلة نور والبارحي.
وتتميز نباتات نخيل البلح، بأنها تصبح بعد 4 – 5 سنوات من زراعتها قادرة على تحمل العطش والملوحة والعديد من الظروف غير المناسبة.
وتحتوي الثمار على نسبة عالية من السكريات والفيتامينات، وهذا يضعها في مصاف الغذاء الكامل تقريبا. وذكر النخل (أو: النخيل) في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: ( وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ) (ق 10).
3- الموز:
الموز من أكبر النباتات العشبية الحالية في العالم. وهو يحتاج إلى معدلات سمادية عالية خاصة عنصري النيتروجين والبوتاسيوم.
وتتميز ثماره بمحتواها العالي من النشا والسكريات، وتؤكل طازجة أو مصنعة، كما تجفف في بعض البلدان ويصنع من دقيقها الخبز. وقد يكون هو الطلح المذكور في القرآن الكريم بين فاكهة أهل الجنة قال تعالى:(وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ) (الواقعة 29).
4- المانجو:
ومنه سلالات وأصناف عديدة متباينة الحجم واللون والطعم. والمانجو من الفواكه المحببة، وتتميز ثماره بزيادة محتواها من الأملاح المعدنية والألياف والكاروتينات، وتؤكل طازجة أو مصنعة كعصائر أو مربات.
5- الزيتون:
وتستعمل ثماره في التخليل الأخضر أو الأسود، كما يستخرج منه أنقى أنواع الزيوت الغذائية. وزيت الزيتون مدر للصفراء ومفيد لمرضى السكري ولعلاج فقر الدم، ويعالج تجاعيد البشرة.
طرق إكثار الفاكهة:
تتكاثر أشجار الفاكهة بإحدى طريقتين:
– التكاثر الجنسي:
ويتم باستعمال البذور وهي تعطي أشجارا قوية النمو كبيرة الحجم، وأكثر ثباتا بالتربة. ولكن يعاب عليها أن هذه البذور ناتجة من اختلاط لصفات الأب (من حبة اللقاح) وصفات الأم (من البويضة).
وبالتالي بذور ثمرة الفاكهة التي نعجب بها، من النادر أن تعطي شجرة تحمل ثمارا بنفس مواصفات الأم .
ولكن يستعمل أسلوب الإكثار بالبذرة في حالة برامج التربية والتهجين لإنتاج أصناف جديدة أو أصول يتم التطعيم عليها بالصنف المرغوب، للاستفادة بقوة نمو المجموع الجذري للأصل البذري. وتحتاج بذور بعض أنواع الفاكهة إلى معاملات خاصة قبل زراعتها.
– التكاثر الخضري:
وتعتمد هذه الطرق من الإكثار على استخدام أي جزء نباتي من الأم (ذات الصفات الثمرية المرغوبة) مثل البراعم أو أجزاء من الفروع أو الجذور، وأحيانا باستخدام أجزاء من الورقة أو النموات المرستيمية الحديثة باستخدام تقنية زراعة الأنسجة. وينتج عن هذه الطرق نبات يحمل ثمارا مماثلة للأم تماما.
وقد تستخدم الخلفات الناتجة من الأم بنقلها كنبات كامل مباشرة، كما يحدث في النخيل والموز. ويمكن تقسيم طرق الإكثار الخضري الشائعة على النحو الآتي:
أ- الإكثار بالتطعيم:
وفيه ينقل برعم من النبات المرغوب (طعم) ويلصق مكان برعم آخر، أو تحت اللحاء لنبات بذري (أصل)، أو يستعمل جزء من فرع الأم (قلم) ويركب على نبات الأصل، وذلك إما جانبيا أو طرفيا.
ب- الإكثار بالترقيد:
ويعتمد على دفن جزء من فرع الأم بالتربة الزراعية المبللة. فعند تعرض هذا الجزء للإظلام والرطوبة المحيطة به، يقوم بإخراج مجموع جذري يمكن فصله بعد ذلك بما فوقه من نمو خضري يتناسب مع حجم المجموع الجذري المتكون، ليعطي نباتا كاملا جديدا.
وتتبع هذه الطريقة في الفروع القريبة من سطح الأرض، كما في العنب، ولكن يتبع ما يسمى بالترقيد الهوائي للفروع العالية، بواسطة كيس من اللدائن توضع به التربة المبللة حول الجزء المراد تكوين الجذور عليه.
ج- التكاثر بالخلف والسرطانات:
وهي نباتات كاملة تنتج من براعم حقيقية أو عرضية، تنمو من منطقة اتصال المجموع الجذري بالمجموع الخضري (منطقة التاج) أسفل سطح التربة.
وتفصل هذه الولائد (أو «الفسائل») من نبات الأم كنبات كامل بمجموع جذري مستقل. وهي طريقة إكثار النخيل والموز، وأحيانا للزيتون والرمان.
د- التكاثر بالعقل:
وفيها تؤخذ عقل من فروع الشجرة أو جذورها، بسمك لا يقل عن سنتيمتر واحد، بما عليها من براعم جانبية وبطول 20 – 30 سنتيمترا.
وتدفن العقل في التربة الزراعية مع ترك برعم أو برعمين فوق سطح الأرض، فيتكون على الجزء المدفون مجموع جذري، وتعطي البراعم السطحية مجموعا خضريا، وتنقل العقلة بعد ذلك كنبات كامل إلى مكان الزراعة. وهذه الطريقة تتبع مع العنب والبرقوق والتين وجذور الجوافة.
ومن الواضح من هذا التعدد لطرق الإكثار، أنه يمكن أن يكون لكل نوع من أنواع الفاكهة طريقة مثلى للإكثار تعطي نسبة نجاح أفضل نباتيا واقتصاديا.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]