نبذة تعريفية عامة حول مرض “الإيدز” ووسائل انتقاله بين الأشخاص
2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مرض الإيدز وسائل انتقال الإيدز الطب
لعلك سمعت أو قرأت شيئا عن مرض فقد المناعة المكتسب (الإيدز)، الذي يسميه الناس «طاعون العصر» إشارة منهم إلى سعة انتشاره وخطره على حياة المريض.
فهل تعرف ما هو هذا المرض؟ وما الذي يسببه؟ وكيف ينتقل من شخص إلى آخر؟ وما هي وسائل الوقاية منه؟
ينشأ مرض فقد (أو عوز) المناعة المكتسب عن الإصابة بفيروس فقد المناعة البشري، وهو فيروس يصيب الإنسان فقط.
وعندما ينتقل الفيروس للإنسان يطلق الأطباء على الشخص المصاب صفة «حامل المرض».
وحامل المرض يبدو كأي شخص صحيح، ولا تظهر عليه أي علامة تنبه الآخرين إلى أنه مصاب بأي عدوى، وهو أشد خطورة من المريض، لأنه لا يشكو من أي علة، ويعيش حياة عادية بين الناس، وبذلك يتمكن من نقل المرض إليهم.
وفيروس الإيدز يصيب الخلايا اللمفية، وهي إحدى خلايا الدم البيضاء وهي الخلايا المسؤولة عن التعرف على مسببات الأمراض، والاستجابة لها بعد ذلك.
وبذلك تعد الخلايا اللمفية مهمة لكي تحدث استجابة وعندما يصيب الفيروس هذه الخلايا، يصير الجهاز المناعي عاجزا عن الاستجابة للإصابة بأي عدوى تسببها الميكروبات.
وقد يستمر حامل المرض على هذه الحال مدة تصل إلى 10 سنوات، ثم تظهر عليه أعراض الإيدز أو فقد المناعة المكتسب.
والاسم يوضح أن المريض كان يتمتع بجهاز مناعي صحيح ثم إنه اكتسب شيئا جديدا، هو تلف هذا الجهاز المهم من أجهزة الجسم.
وبذلك يفقد الجسم مناعته (حصانته)، فيكون عرضة للإصابة بالميكروبات (الجراثيم)، خصوصا تلك التي لا تستطيع أن تسبب مرضا في الشخص الذي يتمتع بجهاز مناعي سليم. كذلك قد يصاب المريض بأورام خبيثة غير مألوفة.
وفي بداية المرض يشكو المصاب من إسهال شديد لا يستجيب للعلاج، أو من التهاب الرئتين (مرض «ذات الرئة»).
وعادة ما تكون الإصابة بالفطر أو الفيروسات أو الطفيليات وحيدة الخلية أو من الإصابة بالدرن نتيجة لنشاط ميكروب الدرن الذي كان موجودا لديه بصورة خاملة. وغالبا ما يموت مريض الإيدز نتيجة لانتشار العدوى إلى الجهاز العصبي المركزي.
والعلاج المتاح حاليا يتكون من ثلاثة أدوية، تعطل تكاثر الفيروس، وبالتالي تمنع تطور الإصابة من مرحلة حامل الفيروس إلى مرحلة الإيدز. وهي أدوية غالية الثمن جدا.
أما إذا أصيب الإنسان بالإيدز، فإنه يحتاج إلى أدوية إضافية للقضاء على البكتيريا والفطر التي تهاجم جسمه. وهذه البكتيريا والفطر لا تجد مقاومة من الجهاز المناعي، لأن فيروس فقد المناعة البشري قد دمر الخلايا المسؤولة عن حماية الجسم من مسببات الأمراض، كما ذكرنا.
والدم هو أهم وسيلة لانتقال فيروس فقد المناعة البشري من حامل الفيروس أو المريض إلى الشخص السليم، لأن الفيروس موجود في الدم، ولأن الفيروس يوجد في الخلايا اللمفية.
وفيروس فقد المناعة البشري لا ينتقل من المريض إلى السليم عن طريق اللمس، أو حمامات السباحة، أو دورات المياه، أو استخدام المناشف، أو عن طريق الطعام أو الشراب، أو بالرذاذ الخارج من الأنف أو الفم، أو عن طريق اللعاب، كما أنه لا ينتقل عن طريق الحشرات بأنواعها المختلفة.
ولكن ذلك لا يعني أن نقل الدم في المستشفيات يسبب الإصابة بفيروس فقد المناعة البشري، فهناك ضوابط لضمان سلامة الدم، وخلوه من جميع الأمراض المعدية، التي يمكن أن تنتقل عن طريق الدم.
وتفرض جميع الحكومات رقابة شديدة على المستشفيات، والمراكز الصحية، للتأكد من التزامها بإجراء الفحوص التي تضمن ألا يتسبب الدم ومشتقاته في نقل أي مرض من مانح الدم إلى متلقيه.
والوسيلة الأخرى لانتقال المرض هي تعاطي المخدرات بالحقن. والذين يفعلون ذلك يستخدمون محاقن غير معقمة ويحقنون المخدرات في أوردتهم،
وبالتالي يدخل بعض الدم في المحقنة، وينقلون المحقنة من شخص إلى آخر، وبالتالي يتسرب بعض الدم إلى أوردتهم، وينتقل معه فيروس فقد المناعة البشري.
والوسيلة الأخيرة من وسائل انتقال الفيروس هي العلاقات التي يحرمها الدين بين الرجال والنساء. وهذه الوسيلة هي الأكثر شهرة في نقل الفيروس من حامل الفيروس إلى الأصحاء.
ولكن في مجتمعاتنا التي تتمسك بالدين، لا تمثل هذه الوسيلة طريقا مهما لانتقال المرض كما هي الحال في المجتمعات البعيدة عن قيم الدين وتعاليمه.
كذلك ينهى الدين عن تناول المخدرات بجميع صورها، لأن العقل هو النعمة التي ميز بها الله الإنسان عن جميع المخلوقات. والمخدرات هي سموم تذهب بهذا العقل، فيتصرف مدمن المخدرات بطريقة يأباها أي إنسان سوي، كما أن حاجته للمال قد تدفعه إلى ارتكاب الجرائم لكي يحصل على المخدر.
ولعلك قد لاحظت يا بني أن التمسك بالدين يمثل الوقاية الحقيقية من مرض فقد المناعة المكتسب، ومن المخدرات ومن كل ما يضر بالعقل أو الصحة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]